Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jan-2020

انتقام إيران لسليماني: هدوء بعد “حفلة الصواريخ”

 بغداد- ساد هدوء كبير بين طرفي النزاع، بعد أن أطلقت إيران صواريخ على قاعدتين يتمركز فيهما جنود أميركيون في العراق رداً على اغتيال واشنطن الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الأمر الذي يهدد بتفجير الوضع في المنطقة.

وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقية صباح أمس في بيان إن 22 صاروخا سقطت في خلال نصف ساعة على قاعدتي عين الأسد في غرب العراق، وأربيل في الشمال. ويتمركز في القاعدتين جنود أجانب أغلبهم أميركيون.
وأشار البيان الذي نشر بعد نحو سبع ساعات من الهجوم ولم يشر إلى إيران، إلى أن القصف نفذ في التوقيت ذاته الذي اغتيل فيه سليماني قرب مطار بغداد الجمعة الماضي، واستمر لنصف ساعة من فجر أمس.
وقال المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي، “تلقينا رسالة شفوية رسمية من إيران بأن الرد الإيراني على اغتيال الشهيد قاسم سليماني قد بدأ أو سيبدأ بعد قليل، وأن الضربة ستقتصر على أماكن تواجد الجيش الأميركي في العراق”.
وأوضح ان الجانب الأميركي “اتصل بنا في الوقت نفسه، وكانت الصواريخ تتساقط على الجناح الخاص بالقوات الأميركية في قاعدتي عين الأسد في الأنبار وحرير في أربيل”.
غير أن الرئاستين الأخريين، الجمهورية والبرلمان، أعربتا عن استنكارهما لـ”انتهاك السيادة العراقية” وتحويل البلاد إلى “ساحة حرب”.
وفي وقت لاحق أعلنت وزارة الخارجية العراقية أنها استدعت السفير الإيراني وأعربت عن الاحتجاج على ما اعتبرته “خرقاً للسيادة العراقية”، مؤكدة عدم السماح “بأن يكون العراق ساحة صراعات، أو ممراً لتنفيذ اعتداءات، أو مقراً لاستخدام أراضيه للإضرار بدول الجوار”.
ولم تؤد الضربات لوقوع خسائر في صفوف القوات العراقية، أو بين الجنود الأميركيين، وفق أكثر من مصدر.
وهو الردّ الأول لطهران على اغتيال سليماني الذي كان يعتبر مهندس الخطط الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة.
وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن إيران “أثبتت بوضوح أنها لن تتقهقر أمام أميركا”، وقال “إذا ارتكبت الولايات المتحدة جريمة أخرى، عليها أن تعلم أنها ستلقى رداً أكثر حزماً”، مضيفاً في كلمة لمجلس الوزراء “لكن إذا كانوا عقلاء، لن يفعلوا أي شيء آخر في هذه المرحلة”.
وذكر التلفزيون الحكومي الإيراني إن الضربات أسفرت عن مقتل “80 أميركياً”، نقلاً عن “مصدر مطلع” في الحرس الثوري.
ودعا الحرس الثوري الإيراني الذي أعلن تنفيذ الهجوم وأطلق عليه اسم عملية “الشهيد سليماني”، واشنطن إلى سحب قواتها من المنطقة “منعاً لوقوع المزيد من الخسائر ولعدم السماح بتهديد حياة المزيد من العسكريين الأميركيين”.
كما هدّد الحرس الثوري بضرب “إسرائيل” و”حكومات حليفة” للولايات المتحدة في المنطقة.
وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على “تويتر” بعد ساعات على الهجوم “كل شيء على ما يرام! لقد أطلقت صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق، تقييم الخسائر والأضرار جارٍ الآن”.
وغرّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بدوره قائلا “نحن لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب، لكنّنا سندافع عن أنفسنا ضدّ أيّ اعتداء”.
ووصف الخبير في الفصائل الشيعية المسلحة فيليب سميث العملية بأنها “تصعيد كبير. إطلاق صواريخ بالستية علناً من إيران باتّجاه أهداف أميركية يُؤشر لمرحلة جديدة”.
ورأى الخبير أن إيران “أرسلت ردا علنياً وكبيراً لإعطاء إشارة”، أما ما سيأتي لاحقاً فقد يتولاه “وكلاء إيران” ومنهم الفصائل المسلحة الموالية لطهران في العراق وفي لبنان وسورية أو أي مكان آخر.
وفي مؤشر على مخاوف من تصعيد أكبر، أعلنت هيئة الطيران المدني الأميركية أنها منعت الطائرات المدنية الأميركية من التحليق فوق العراق وإيران والخليج وبحر عمان.
ثم أعلنت شركات طيران عدة بينها الخطوط الجوية الفرنسية ولوفتهانزا وشركة طيران الإمارات أمس تعليق رحلاتها في المجالين الجويين الإيراني والعراقي.
وتوالت ردود فعل حلفاء واشنطن لإدانة الضربة الإيرانية بينما دعت دول أخرى الى ضبط النفس.
فدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الهجوم الإيراني داعياً إلى “الامتناع عن تصعيد العنف أكثر”.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون طهران إلى “خفض التصعيد بصورة عاجلة”، مديناً الهجمات.
وتوعد القيادي البارز في قوات الحشد الشعبي قيس الخزعلي بدوره بالرد على الضربة الأميركية، مضيفا في تغريدة ، “الرد الإيراني الأولي على اغتيال القائد سليماني حصل، الآن وقت الرد العراقي الأولي على اغتيال المهندس، ولأن العراقيين اصحاب شجاعة وغيرة فلن يكون ردهم أقل من حجم الرد الإيراني”.
وأعربت “حركة النجباء” من فصائل الحشد الشعبي الرئيسية بقيادة أكرم الكعبي، في تغريدة عن شكرها لإيران وتوعدت بالثأر “بأياد عراقية” ومواصلة القتال ضد القوات الأميركية.
وكانت الفصائل الموالية لإيران في العراق أعلنت أنها شكلت جبهة مشتركة للتنسيق مع إيران وحزب الله اللبناني لتوجيه رد مدروس ضد الأميركيين.
وأضافت أن “على قوات المارينز الأميركية أن ترجع الى أوكارها فورا لتصنع النعوش لأن “أفواج المقاومة الدولية” تشكلت بغية تنفيذ الرد القاسي والمدروس على القوات الإرهابية الأميركية”.
وأعلنت قبرص أنها قبلت طلباً أميركياً لنشر وحدة رد سريع على الجزيرة في حال دعت الحاجة لعملية إجلاء مدنيين أو عاملين في البعثات الدبلوماسية الأميركية من المنطقة.
وأجج اغتيال سليماني والمهندس المشاعر المعادية للأميركيين في الشرق الأوسط.
وتمّ أول من أمس تشييع سليماني في بلدة كرمان، مسقط رأسه، وقد شاركت فيه حشود ضخمة على وقع صيحات “الموت لأميركا”. وتبنى البرلمان الإيراني على وجه السرعة قانونًا يصنف جميع القوات المسلحة الأميركية على أنها “إرهابية” بعد مقتل سليماني.
وقبل الرد الإيراني، أعلنت دول عدة في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد “المتطرفين”، أنها قررت سحب قواتها من العراق أو إعادة تموضعها في الكويت والأردن، وبينها كندا وحلف شمال الأطلسي وألمانيا ورومانيا، بينما أعلنت فرنسا وإيطاليا الإبقاء على قواتها.
واستبعد ترامب سحب قواته رغم خطأ أميركي أربك الموقف بعد مطالبة البرلمان العراقي برحيل القوات الأميركية من العراق.
وقد يمثل سحب القوات الأميركية ضربة للحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الذي لا يزال لديه خلايا في العراق وسورية رغم هزيمته.-(أ ف ب)