Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Dec-2018

الزمن للانفصال - غادي شماني

 

يديعوت أحرونوت
 
الغد- إن معالجة أنفاق حزب الله في الشمال، التطورات التي لا يبلغ الا عن قسم منها في الساحة السورية وفي السياقات الإيرانية الابعد، سلسلة الاحداث التي تتوقف في فصول فقط في الجنوب، وكذا أيضا الانباء عن عمليات احباط الارهاب في ارجاء يهودا والسامرة، كل هذه تجسد وتيرة الأحداث الأمنية في دولة إسرائيل.
هذه تحديات لا ينبغي الاستخفاف بها، ومن الاهمية بمكان الاعتراف بأن أيا منها لا يشكل تهديدا على وجودنا. إسرائيل قوية على نحو بارز، وليس فقط أمنيا، وهي اقوى من كل تحدياتها. الجيش، المخابرات وجهاز الامن واجهزة الامن الاخرى تثبت مرة أخرى قدراتها الواضحة وتمنح الحكومة مهلة ومساحة مناورة لوضع استراتيجية سياسية. وبينما في معظم الجبهات يصعب على القيادة السياسية الشروع بمبادرة سياسية تغير ظروف الساحة، وبالتالي تنجر بردود الفعل وراء مبادرات الخصم، ففي جبهة واحدة، قدرة تأثيرنا فيها قريبة من المطلقة وتلك التي تشكل التهديد الحقيقي الوحيد للمشروع الصهيوني، فإن الحكومة لا تنجر وراء الاعداء بل وراء لحم من لحمنا، قلة من الشعب والكنيست، ذات قوة شاذة في الائتلاف: مؤيدي الضم.
كمن شهد الكثير من معاني الاحتكاك بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أرجاء يهودا والسامرة، وكمن رافق سياقات اتخاذ القرارات على المستوى الوطني، فاني قلق من امكانية أن تحقق هذه الاقلية نيتها المعلنة في تشريع ضم المناطق. ادعاؤها بان في وسعنا ان نضمن “ضم مثالي” في الجانبين: ضم معظم الارض مع أقلية فلسطينية، وتضييق التدهور الامني وغيره للخطوة، لا ينجح في اختبار الواقع.
ان قرار الكنيست بالضم بالتشريع، مهما كان حجم الارض المضمومة، سيفسر في المنطقة وفي الساحة الدولية كقرار وطني لهجر استراتيجية المفاوضات ولتثبيت حقائق على الارض بشكل آحادي الجانب، وطرق الباب على فراق مستقبلي عن الفلسطينيين. هذه الرسالة ستسحب البساط مما بقي من مبرر فلسطيني داخلي لمواصلة التعاون الامني، الذي يحظى بالثناء من الجيش والمخابرات الإسرائيلية، وسيخلق فراغا امنيا ستملؤه عناصر عنيفة في اعمال الجريمة والارهاب. وكرد على هذا التطور، او انطلاقا من النية لمنعه، لن يكون مفر من اعادة سيطرة الجيش الإسرائيلي على المنطقة بأسرها، بالملايين من سكانها الفلسطينيين، بحيث نكون نحن المسؤولين عن انهيار السلطة الفلسطينية، والتثبيت النهائي لحماس في قيادة الفلسطينيين.
وبالتالي، قبل التشريع المتسرع، فإن حكومة إسرائيل ملزمة بان تأمر قيادة الامن القومي بإجراء دراسة تشارك فيها عدة وزارات بشكل واسع وجذري لفحص آثار الخطوة على أمن إسرائيل، اقتصادها، علاقاتها مع جيرانها، مكانتها الدولية وغيرها. ولما كان الحديث يدور عن قرار يهدد بمس شديد للحلم الصهيوني لإسرائيل آمنة، ديمقراطية ومع اغلبية يهودية متماسكة على مدى الاجيال، يجدر بنتائج الفحص ان تعرض على الجمهور بشفافية كاملة وأن تطرح لحسمه في الانتخابات او باستفتاء شعبي.
وبالتالي فإني شريك كامل في التحذير الذي يظهر ويسمع هذه الايام في أرجاء إسرائيل: “من أجل أمن إسرائيل، حان الوقت للطلاق من الفلسطينيين. حركة قادة من أجل أمن إسرائيل بمئات اعضائها، كبار رجالات كل اجهزة الامن في الماضي، تعرف عما تتحدث: من الحيوي البدء بعملية فراق مدني في ظل الحفاظ على السيطرة الامنية إلى أن تأتي التسوية. حيوية صد مبادرات الضم عديمة المسؤولية. وهذا ما ينبغي عمله الآن.