Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Oct-2019

تشرين التحرير...والتحريك*رشيد حسن

 الدستور-حقيقتان رئيستان تقرعان جدار خزان الذاكرة العربية في ذكرى ? اكتوبر المجيدة ذكرى حرب التحرير المجيدة, التي وحدت الأمة من الماء الى الماء, وتحويل السادات هذه الحرب , إلى حرب تحريك , وهاتان الحقيقتان هما:

ان هذه الحرب ستبقى في ذاكرة  الإنسان العربي مدعاة للفخر والاعتزاز والكبرياء والعنفوان, فلقد سجل العرب فيها اول وحدة ميدانية حقيقية, حيث روت دماء الجنود العرب رمال سيناء وتراب الجولان , وأثبت الجندي العربي انه قادر على تحقيق الانتصار, وقادر على تحرير الأرض, وقادر تمريغ اسطورة العدو في التراب, وقادر على اعادة الثقة للامة بجنودها,  وبقدرتها على كتابة التاريخ من جديد, لتعود كما ارادها الله (خير أمة أخرجت للناس).
وأثبتت هذه الحرب ان نداء الكرامة, ونداء تحرير الأرض المغتصبة, هما القادران على توحيد الأمة, والقادران على اخراجها من خندق الخلافات, وأجواء ثارات (داحس والغبراء),  لتعود من جديد, امة ماجدة, لها حضور عالمي, تسهم في بناء الحضارة العالمية.
ومن هنا... توحد سلاح النفط مع السلاح العربي, لأول مرة في التاريخ, وحاربا معا,  (فالنفط ليس بأغلى من الدم العربي) على حد تعبير أحد السياسيين , وبناء على ذلك,  على الغرب المنافق ..المتواطىء..لا بل الداعم والمساند للعدو..أن يفهم الحقيقة الأزلية وهي:
ان هذه الامة لن تصبر على الذل إلى الأبد.
ولن تقبل ان يبعث زيتها الدفء في أوصال من يدعم العدو المحتل,فيما سلاحه الأحدث,  دولاراته وصوته ( الفيتو),   يقف مع العدو, ويشجعه على الاستمرار في الإحتلال, والاستمرار في التطهير العرقي, وبناء المستوطنات, واستباحة المقدسات.
سلاح النفط أثبت قدرة هائلة, فاضطر عدد من كبار المسؤولين الأوربيين على ركوب الدراجات الهوائية للوصول إلى مراكز عملهم.
لقد أكدت الأمة في هذه الحرب المجيدة ان معركتها واحدة..وارضها واحدة ..ومستقبلها واحد ومصيرها واحد ..وكرامتها واحدة..وقدسها واحدة..وفلسطين  قطعة من قلبها كانت وستبقى.
الحقيقة الثانية..وهي الاشد ايلاما ..والأخطر..كانت وستبقى, وتتلخص في اجهاض هذا النصر المبين, الذي زلزل كيان العدو من الاعماق, واسقط امبراطوريته, و(هيلمانه), فأسرع إلى اميركا يستنجد بها, بعد أن هرب أو قتل أو أسر جنوده المرابطين في خط بارليف, واستلم قادة وجنود أحد الويته المدرعة في سيناء, فقامت الإرهابية( غولدا مائير), بدب الصوت  مستنجدة بابن جلدها وابن دينها (كيسنجر),  بعد انهيار وزير دفاعها وأشهر جنرالاتها (موشيه دايان).
 رفضُ التقيُّد بخطة القوات المسلحة التي وضعها قائد العبور الجنرال الشجاع الفذ (الشاذلي), ما أدى إلى تعثر الهجوم, وفتح ثغرة الدفرسوار, وبالتالي الدخول في مفاوضات والتي انتهت بزيارة السادات الى الكنيست وأخيرا بالتوقيع على اتفاقية التفريط, اتفاقية العار( كامب ديفيد).
يكفي هنا الإشارة إلى تعقيب ( كيسنجر) على هذه الاتفاقية, ( لقد نجحنا في إخراج مصر من خندق العداء لإسرائيل ), هذه العبارة هي التي جعلت السادات يعلن(  ان معركة العبور هي آخر المعارك مع إسرائيل ).
كارثة (كامب ديفيد) تستدعي أكثر من مقال وأكثر من تحليل, وكتب عنها آلاف الصفحات لخطورة نتائجها, وتداعياتها, فكانت بمثابة الزلزال الذي مزق الصف العربي, بعد أن اجهضت أعظم انتصارات الامة في تاريخها الحديث, وأعظم وحدة حققها نجيع الدم الطاهر.
كامب ديفيد أغرت العدو للانفراد بالشعب الفلسطيني, فارتفعت وتيرة اعتداءاته, التي بلغت ذروتها باحتلال جنوب لبنان, وحصار بيروت ?? يوما, وشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني واستعمال الأسلحة المحرمة, ورفع وتيرة الاستيطان  وتهويد القدس, واستباحة الأقصى.
كامب ديفيد, ولدت الهزائم والانكسارات والتنازلات عن الثوابت, والاعتراف  بكيان  العدو على  أرض فلسطين العربية .
تداعيات كامب ديفيد اقوى واخطر من زلزال مدمر, وها هو تيار التطبيع  يهدد الأمة باقتلاعها من ارضها,  والغاء هويتها, لتصبح (امة سادت  ثم بادت).
باختصار...ذكرى أكتوبر تؤكد أن الأمة قادرة على الانتصار وتحرير الأرض وكنس الغزاة.
وتذكر أيضا بكل مرارة بخطورة الاختراق الاميركي_الصهيوني,  للقيادة المصرية, والذي انتهى باتفاقية كامب ديفيد,  كعنوان للتفريط والتنازل عن الثوابت.
المجد للشهداء ..
والعار لأحفاد ابي رغال