Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-May-2016

الاضطهاد لا يبرر الاضطهاد*ران ادلست

القدس العربي-تفيد المعطيات بان 65 في المئة من المستطلعين اليهود يدعون بأن ذكرى الكارثة هي عنصر ضروري في تعريف الهوية اليهودية (استطلاع 
هذا قول متملص في مفهوم ما هي بالضبط الهوية اليهودية وكيف يؤثر عنصر الكارثة عمليا على تلك الهوية. هل هذه تؤثر على الخوف الكامن فينا؟ هل على الارادة للانتقام من الاغيار؟ هل الخوف والانتقام يساعدان الحكومة على تبرير أعمالها في المناطق؟ وهل الرحلات إلى معسكرات الموت في بولندا تعزز وعي الكارثة كحدث كوني وخارج البشرية أم تبرر اعمالنا في المناطق؟ وبالطبع مسألة كم من الوقت والى اين يمكن ان نأخذ احساس «ليس بعد اليوم ابدا».
هذا لا يعني أن ننسى ما فعلوه بنا وبكل من مر تحت وطأة النازية. وعليه فينبغي الابقاء على ايام الذكرى واحتفالات الذكرى وخوض حملة تربوية دائمة توصل احداث الكارثة لكل انسان في العالم. لسوء حظنا، وقعنا على رئيس وزراء تعتبر الكارثة بالنسبة له ملجأه في مواجهة عالم يرفض قبول سياسته وحفرة يدفن فيها المخاوف والكراهية وادارة سياسة تمس بقدرة الشعب اليهودي على أن يعلم العالم دروس الكارثة.
في العالم يتعاملون معنا كالمصابين بحالة الفزع ممن يحملون القنبلة ويحتاجون إلى العناية بقفازات من حرير.
المشكلة هي أننا نعالج الفلسطينيين بقفازات من حديد، وهذا التناقض لا يمكن تسويته على مدى الزمن. وعليه، فان زمن بيع المعاناة اليهودية مقابل تجاهل معاناة الفلسطينيين انتهى.
ان السياسة التي تلحق المعاناة الانسانية بطبيعة سياستها وايديولوجيتها على اساس عشرات السنين، بل وتدار على اساس فريضة دينية، كفيلة بان تتدهور إلى مكان تشبه فيه إسرائيل بالمانيا النازية. فنحن لسنا وحدنا في ادارة سياسة وحشية ضد شعوب اخرى. لدى الروس الأوكرانيون، لدى سوريا الثوار، لدى أمريكا العراقيون (بعد 11 ايلول 2001)، لدى فرنسا الجزائريون الذين طلبوا الاستقلال، لدى السيسي الاخوان المسلمين. وهكذا دواليك، من اقصى العالم وحتى نهايته.
خصوصيتنا هي أننا الدولة الوحيدة التي تسحق شعبا كاملا على مدى جيلين، بل وتضيف خطيئة على الجريمة بتبرير الاحتلال باسم الكارثة. فالبطن الاوروبية الطرية في موضوع جرائم النازية هي المانيا، ونتنياهو لا يتردد في استغلال ذلك. قبل شهرين، في ختام زيارة عديمة القيمة إلى المانيا، روى نتنياهو بان المستشارة قالت له ان «هذا ليس الزمن لدولتين».
واوضح مستشاروها المذهولون على الفور بان نتنياهو «شوه اقوالها» او بلغة بني البشر ـ الرجل كذب.
عمليا اوضحت ميركل لنتنياهو اثناء لقائهما الاثار الهدامة للمستوطنات. قبل اسبوعين، بعد زيارة ابو مازن، ردت عليه ميركل حين قالت انها تفهم لماذا يريد ابو مازن التوجه إلى مجلس الأمن، او بلغة رئيس لجنة الخارجية في البوندستاغ، البرلمان الالماني، نوربرت روتغان: «سياسة إسرائيل الحالية لا تسهم في طابعها اليهودي والديمقراطي». توبيخ من المانيا على الوحشية والعنصرية لدولة إسرائيل تجاه شعب آخر هو الدرس الاساسي الذي يتوجب علينا ان نستخلصه من يوم الكارثة.
 
 
معاريف 4/5/2016