Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Aug-2017

مسألة القدس: سياسية بامتياز وليست أمنية
 
رأينا
الراي - أعاد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال اللقاء الذي جمعه في عمان يوم أمس بوفد ضمن ممثلين عن أوقاف القدس وشخصيات مقدسية وفلسطينية التأكيد على جملة من المواقف والقراءات الاردنية الدقيقة لطبيعة الاوضاع الراهنة في مدينة القدس والحرم القدسي الشريف وبخاصة في شأن المحاولات الاسرائيلية المتواصلة والتي تستهدف التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الاقصى/ الحرم القدسي والتي كان فيها جلالة الملك كعادته على أعلى درجات الوضوح والحزم بالتحذير الصارم من خطورة المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس المحتلة.
من هنا تأتي تحية جلالته صمود المقدسيين الدائم في الدفاع عن المسجد الاقصى/ الحرم القدسي الشريف لتضيء على طبيعة وحجم الدعم الذي يقدمه جلالة الملك شخصياً لاشقائنا المقدسيين في دفاعهم المستمر والدائم عن المسجد الاقصى وليس فقط في الازمة الاخيرة, فضلاً عن تأكيد جلالته مرة اخرى وكما كان على الدوام في اعتبار دعم الاوقاف اولوية شخصية لجلالته واساسياً للحفاظ على المقدسات.
واذ شدد جلالته على أن الاردن سيستمر في بذل كل الجهود في الدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف والعمل بلا كلل من اجل احباط كل المحاولات الرامية الى تقسيم المسجد الاقصى/ الحرم القدسي الشريف زمانياً ومكانياً والتحذير من مغبة المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم منذ احتلال القدس, فإنما للفت الانظار على أن الوصاية الهاشمية على الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف, ليست وهمية أو قابلة للعبث أو الخضوع لمخططات اليمين الديني المتطرف في اسرائيل وأن الوقت قد حان لأن تستخلص حكومة اسرائيل دروس وعبر ما حدث مؤخراً في المدينة المقدسة وكيف انعكس التوتر الذي ساد القدس المحتلة الشهر الماضي اقليمياً ودولياً, ما أكد للجميع أن موضوع القدس مسألة ليست أمنية بل هي سياسية بامتياز وعلى ضوء هذه الحقائق مطلوب من اسرائيل أن تفكر ملياً وطويلاً وتضع حداً لكل محاولاتها المرفوضة ادخال تغيير على الوضع التاريخي والقانوني في المدينة المحتلة.
تأكيد جلالة الملك واشارته ذات الدلالة العميقة على أهمية التواصل المستمر مع المقدسيين للتنسيق بشكل مباشر حول ما يطرأ من مستجدات كذلك في أن الاردن كان على تنسيق مستمر مع الاشقاء الفلسطينيين خلال الازمة في المسجد الاقصى/ الحرم القدسي باعتباره امراً اساسياً, تكتسب اهمية اضافية وبخاصة بعد أن اجبرت المواقف الاردنية الحاسمة حكومة اسرائيل على التراجع عن مخططها وازالة ما حاولت فرضه من بوابات الكترونية وكاميرات ذكية وكيف ظن الجميع أن الاردن في دعمه المطلق للاشقاء الفلسطينيين لا يساوم ولا يفرط ولا يتراجع.. وهو امر يقتضي وبالضرورة وكما لفت اليه جلالته مواصلة تكثيف التنسيق والتشاور بين الجانبين الاردني والفلسطيني وعلى جميع المستويات حول القضية الفلسطينية والقدس..
ما دار من حوار ومداخلات خلال لقاء جلالة الملك مع ممثلين عن اوقاف القدس وشخصيات مقدسية وفلسطينية ما تم تناوله حول اهمية زيارة المسلمين من جميع انحاء العالم للقدس والصلاة في الحرم القدسي الشريف, لحماية المسجد الاقصى ومناصرة القدس والمقدسيين فضلاً عن اشادة الجميع بالمواقف الاردنية في دعم ومساندة القضية الفلسطينية وحماية القدس ومقدساتها يزيد من الثقة بأن الامور تسير في الاتجاه الصحيح وأن الازمة الاخيرة قد أكدت على صلابة الدعم الاردني ودقة القراءة الاردنية لطبيعة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وبخاصة في التأكيد على ان موضوع القدس ليس مسألة أمنية بل سياسية بامتياز.