Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Dec-2019

منظمات دولية أدوات الإمبريالية*إسماعيل الشريف

 الدستور

التشكيك بنزاهة منظمات الحد من انتشار الأسلحة سيؤثر على السلام والأمن العالميين – محمد البرادعي
بدأت تطفو في الصحافة العالمية فضيحة جديدة عندما نشرت ويكيليكس وموقع منظمة الشجاعة تسريبات من شخصيتين مختلفتين رفضتا الكشف عن هويتهما تعملان في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تدّعيان وتقدّمان أدلة حول تقرير المنظمة الذي ذهب إلى اتهام النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية ضد مدنيين في حادثة دوما الشهيرة عام 2018.
خرج تقرير المنظمة آنذاك مطابقا للرواية الأمريكية بأن النظام السوري يقتل شعبه، ولكن تسريبات هذين الشخصين تدلل على أن تقرير المنظمة خالف ما توصل إليه أعضاء المنظمة الذين أدانوا قوات التحالف بإلقاء اسطوانات غاز الكلور على المدنيين في دوما.
وبرز السؤال المشروع عن تأثير الولايات المتحدة على المنظمات الدولية، وتسخيرها كأدوات لتنفيذ سياساتها الدولية ومنها قلب أنظمة الحكم.
وقد بدأت سيطرة الولايات المتحدة على المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية قبل ذلك بكثير، ففي شهر حزيران من عام 2002، بينما كانت الولايات المتحدة تعد العدة لغزو العراق، نشر موقع «الأم جونز» المتخصص في التحقيقات الصحفية والصحافة الحرة، نشر قصة إخبارية بعنوان انقلاب في لاهاي، وهي قصة ضلوع الولايات المتحدة بطرد مدير المنظمة خوزيه بستاني في شهر نيسان من عام 2002، والسبب في التخلص منه كان نجاح بستاني في إقناع صدام حسين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات وتوقيع العراق على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية.
فقرار الحرب كان قد اتخذ!
هددت الولايات المتحدة بقطع إمداداتها المالية للمنظمة في حال عدم استقالة بستاني الذي صمم على عدم الرضوخ للضغوط الأمريكية، فاتصل به بولتن وقال له: لديك 24 ساعة لتقديم استقالتك، ثم صمت، وتابع قائلا: نعرف أن لديك ابنان يدرسان في نيويورك. كانت هذه الكلمات كافية ليقدم بستاني استقالته، عندما أصبحت حياة ابنيه على المحك.
عزيزي القارئ الفطن، لا تنسَ أن بولتن نفسه كان مستشار الأمن القومي حين ارتُكبت مجزرة دوما!
فقرار الحرب قد اتُخذ ضد سوريا منذ سنوات طويلة كما تثبت وثائق عديدة منها ما نشرته ويكيليكس من رسالة صدرت عن وليام رويبك القنصل الأمريكي في دمشق في شهر كانون أول من عام 2006 تتحدث عن مساعدة إرهابيين للدخول إلى سوريا وزعزعة الاستقرار واللعب على الفتنة الطائفية والتشكيك بإصلاحات الرئيس بشار الأسد، وتتفق هذه الرسالة مع مذكرة سرية (رفعت عنها السرية حديثا) تعود لعام 1986 تتحدث عن سيناريوهات متعددة لانهيار النظام السوري، وتصف بكثير من التفصيل الحرب الأهلية السورية، وسأفرد لها مقالة في المستقبل القريب.
علينا دائما أن نعي بأن الكثير من المنظمات تأتمر بأوامر الولايات المتحدة وتنفذ لها سياساتها وتحقق أهدافها، وكما رأينا فإن هذه العبارة ليست مجرد رأي ولا تدخل ضمن نظريات المؤامرة، وإنما تصف واقعًا مشفوعًا بالأدلة على سيطرة الولايات المتحدة على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ترى كم من المنظمات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني تدور في هذا الفلك؟