Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Nov-2018

لنمتنع عن حرب زائدة - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد- ومرة أخرى، مثلما في الدورات المحتمة، صواريخ تتطاير نحو بلدات غلاف غزة، سكان يختبئون في المجالات المحصنة، بطاريات القبة الحديدية تعترض أهدافا قدر وسعها، طائرات سلاح الجو تطلق في طلعات قصف، سحب دخان تتصاعد من فوق قطاع غزة، في قاعدة رئاسة الأركان ووزارة الأمن، يجتمعون لتشاورات دراماتيكية، تبجحات فارغة تطلق في الطرفين، تقارير عن جرحى وقتلى تبدأ بالتراكم.
ومثلما هو الحال دوما، فإن الاشتعال الحالي أيضا يوجد له تفسير موضعي: هذه المرة عملية للجيش في غزة تعقدت وفي اعقابها قتل ضابط إسرائيلي وسبعة فلسطينيين. رد الفعل من الطرفين لم يتأخر في المجيء: نار صاروخية نحو إسرائيل، وردا على ذلك قصف إسرائيلي واسع النطاق. 
دائرة الدمار هذه يجب أن تتوقف في أقرب وقت. ليس من خلال التهديدات بتخريب غزة وبالتأكيد ليس بأقوال عديمة الجدوى كالتي قالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد في مؤتمر صحفي في باريس. فقد قال: "لا حل سياسيا مع غزة مثلما لا حل مع داعش". 
يعرف نتنياهو جيدا أن حماس ليست داعش، والدليل هو المفاوضات التي تجري بين الطرفين، حتى وإن كان بشكل غير مباشر، من اجل التوصل إلى تسوية. ولكن الاهم من ذلك هو انه محظور على رئيس وزراء إسرائيل أن يتعاطى مع مليونين من بني البشر يعيشون في ظروف متردية تحت حصار، وكأنهم عصبة ارهابيين لا صلاح لها. هذا انعدام واضح للمسؤولية القيادية. 
يفهم نتنياهو جيدا أن المواجهات في غزة لم تولد من فراغ، بل هي وليدة يأس عميق، سابقة كبرى، فقر مدقع وانعدام افق اقتصادي. وعليه، فإن الحل ليس عسكريا بل سياسي: سكان غزة بحاجة في اقرب وقت ممكن إلى مصادر الدخل، الكهرباء من اجل المستشفيات، الوقود من اجل تشغيل المصانع، استثمارات سخية وخطة طوارئ لاعمار سريع. فضلا عن الجانب الإنساني، فإن المصلحة الامنية لإسرائيل والهدوء في غلاف غزة يفترضان تنفيذ هذه الشروط. كلما رفضت إسرائيل الاعتراف بهذا الواقع، هكذا تستمر المأساة بل وتتعمق. 
في المدى القصير مطالبة إسرائيل بان تحافظ على كبح جماح في ردها، والا تنجرف إلى حملة عسكرية واسعة النطاق. فحرب في غزة ستضر الطرفين. ستتسبب بموت زائد، ستمس شديد المساس بسريان الحياة العادية وستجلب دمارا وخرابا سيدهوران غزة فقط إلى وضع لا يطاق حتى أكثر. 
رغم أنه يجلس حوله بضعة وزراء يمينيين متطرفين، يدقون طبول الحرب، يطالبون بحسم عسكري مدوٍ، فإن على نتنياهو ان يصر على تنفيذ اقواله قبل يومين: "انا افعل كل ما في وسعي كي امتنع عن حرب زائدة. كل حرب تجبي ضحايا، انا لا اخاف الحروب إذا كانت ضرورية، ولكن أحاول أن امنعها إذا لم تكن ضرورية. الحرب في غزة ليست ضرورية.