Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Nov-2021

التعلق الذي أصبح تهديدا خطيرا

 الغد-معاريف

 
بقلم: البروفيسور ايال زيسر
 
مؤخرا فقط ذكرنا رئيس الاركان، الفريق افيف كوخافي بان الجيش الإسرائيلي يتصدى اليوم لست ساحات قتالية – بعضها لم يعمل فيها ابدا. وضمن هذه الساحات يمكن أن نحصي الساحة الإيرانية التي تعمل فيها إسرائيل لوقف سباق طهران نحو النووي؛ الساحة السورية والساحة اللبنانية، وحسب المنشورات، مؤخرا ايضا الساحة العراقية وكذا الساحة الجنوبية، عند البحر الاحمر واليمن – والتي عليها جميعها تلقي إيران بظلها الثقيل؛ واخيرا، الساحة الفلسطينية، في الضفة وفي القطاع.
أساس جهد الجيش الإسرائيلي يوظفه في الأشهر الأخيرة في الاستعدادات لامكانية أن تجتاز إيران نقطة اللاعودة في الطريق إلى انتاج قنبلة نووية. في هذه الاثناء، يعمل كي يسحب اقدامها من سورية ويضعف حزب الله، الذي تشكل ترسانته من الصواريخ في الجيش الإسرائيلي التهديد الأساس الذي تقف أمامه إسرائيل في الدائرة القريبة المحيطة بها.
محظور الاستخفاف بالتهديدات – الفورية وتلك بعيدة المدى – التي تقف أمام إسرائيل في ساحات القتال والعمل هذه. ولكن حقيقة هي انه في العقد الاخير كانت غزة بالذات هي ساحة المواجهة النشطة التي وجد الجيش الإسرائيلي فيها نفسه يقاتل المرة تلو الأخرى بل والتي تجبي منه الضحايا من جنود ومدنيين. بدء بحملة الرصاص المصبوب (2009)، عبر حملة عامود السحاب (2012)، الجرف الصامد (2014)، الحزام الاسود (2019)، والأخيرة حاليا حملة حارس الاسوار (2021).
إلى جانب هذه الحملات ينبغي أن نذكر الاحتكاك اليومي على طول السياج الحدودي بيننا وبين غزة، من اطلاق البالونات الحارقة نحو إسرائيل، عبر اعمال على طول السياج وانتهاء بمحاولات التسلل لخلايا المقاتلين إلى أراضي إسرائيل، في ظل استخدام الانفاق التي حفرتها حماس على طول وعرض القطاع.
سكان الجنوب، ولكن الى جانبهم ايضا سكان غوش دان والقدس اضطروا المرة تلو الاخرى لان يبحثوا عن المأوى في الغرف المحصنة. ليس بسبب نار الصواريخ من ايران ولا حتى من لبنان، بل بسبب نار الصواريخ التي تطلقها حماس. بحذر واجب يمكن الافتراض بان جولة المواجهة التالية ايضا ستكون مع قطاع غزة، وليس في ساحات مواجهة اخرى.
ان خصوصية غزة تكمن ليس فقط في كونها ساحة نشطة وقابلة للانفجار، قاتلت فيها إسرائيل في العقد الأخير أكثر من اي ساحة أخرى بل وايضا لان هذه الساحة اوراق اللعب في إسرائيل حيالها وقدرة التأثير والردع لها – محدودة وناقصة.
الحقيقة هي أن الصراع ضد إيران يحتدم بل وينال الزخم ولكن الطرفين – الإسرائيلي والإيراني – يوجدان في تحكم كامل من سير الأحداث، ويبديان ضبطا للنفس ولجما لها في غياب كل مصلحة او اهتمام في الاشتعال وفي التدهور إلى مواجهة شاملة. حزب الله هو الأخر تنظيم ملجوم ومردوع، واع للثمن الذي يمكن له أن يدفعه في حالة جولة قتالية مع إسرائيل. ليس هكذا حماس في غزة، التي ليست قوية بما يكفي مثل حزب الله ولا تعمل مثله وفقا لمنطق الدولة وعليه فمن الصعب ردعها واجبارها على أن تتصرف بلجم وضبط للنفس.
الواقع في غزة مركب بسبب حقيقة ان إسرائيل لم تفك ارتباطها حقا عن القطاع. فهي ما تزال توفر لسكان غزة الكهرباء، الماء، الوقود، بل وحتى الغذاء والدولارات. هذا التعلق يجعل الهدوء على طول الحدود رهينة لمخزون الغذاء والوقود، وارصدة الدولارات في القطاع، إذ ان طريق حماس لنيلها هو من خلال اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل. فضلا عن ذلك، يجدر بالذكر ان المحاولات لقطاع حماس – غزة عن الضفة بل وعن القدس لم تنجح وبالتالي فان الغليان في باب العامود او في الحرم سيبقى يؤدي الى اشتعال في حدود القطاع ايضا.
ليس لإسرائيل جواب
الحقيقة هي أن ليس لحماس قدرة على التدمير والاضرار مثلما لاعداء آخرين، ولكنها تحسن قدراتها بشكل منهاجي. والدليل هو الجرأة والقدرة العملياتية التي تبديها في اطلاق خلايا تسللية إلى أراضي إسرائيل، مستخدمة الانفاق. والاهم من ذلك هو انها تعمل بنجاح على زيادة مخزون الصواريخ التي تحت تصرفها، مداها ومدى دقتها.ليس لإسرائيل جواب جيد على تحدي حماس، باستثناء استخدام النار الفتاكة الذي يتسبب بالدمار في القطاع ولكنه لا يحرم حماس من قدراتها العملياتية ولا يضمن مثلما في لبنان الهدوء على المدى الطويل. بغياب الحل، ستبقى غزة تقلقنا. شهر تشرين الثاني هو تذكر بكل هذا. ابتداء من نهاية تسع سنوات على حملة عامود السحاب التي بدأت في 14 تشرين الثاني، مع تصفية القائد العسكري لحماس احمد الجعبري، عبر حملة الجيش الاسرائيلي في خانيونس والتي تشوشت في تشرين الثاني 2018، وفيها قتل المقدم “م”، واخيرا – حملة الحزام الاسد التي بدأت في 12 تشرين الثاني 2019 في اعقاب تصفية مسؤول الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا.