الشباب والفرص الضائعة - د. أحمد محمود نويران
الراي - يؤلف الشباب الفئة الأكبر في الأردن، وقد تقارب النسبة 65% بفرض الأتفاق على إن هذه الفئة تضم الأعمار ما بين 18-40 سنة، فهي تضم بالتالي جميع طلبة الجامعات والمعاهد التقنية والفنية، وتضم كذلك جيش الخريجين الباحثين عن عمل. هذه الفئة تبحث دائماً عن التعليم الأكاديمي ظناً منها إنه الطريق الأسهل للوظيفة والأستقرار، ولكن كثيرا من هذه التطلعات ذهبت أدراج الرياح مع تزايد أعداد الخريجين وتناقص فرص العمل المتاحة، خاصة في ظل ظروف التباطؤ الاقتصادي وتزايد أعداد الوافدين الباحثين عن الاستقرار والعمل في الأردن.
وبما إن هذه الظروف مرشحة للأستمرار في المدى المنظور، والتعويل على تحسنها للحصول على فرص عمل بدون إن يطور الشباب أنفسهم من خلال التدريب والتعلم لا يجدي نفعاً. حيث يمثل التدريب وصقل المهارات وتنويع الخبرات عوامل نجاح لمن يسعى لدخول سوق العمل وحتى إن كان العمل في مجال آخر غير التخصص الأصلي، فنحن نتحدث عن تخصصات راكدة ومجالات مشبعة من نفس التخصصات، لذا فالتكتيك الأقرب للصواب هو البحث عن قطاعات تعاني من النقص في الأيدي العاملة أو أنها تعتمد بشكل كلي على العمالة الوافدة التي ينوف عددها عن مليون ونصف المليون عامل!
يعتبر التدريب وتعلم مهارات متنوعة من اساسيات التنمية البشرية التي تسعى إلى توسيع الخيارات أمام الناس بما يعزز من فرص التمتع بحياة طيبة وكريمة، لذا فإن أنتظار وظيفة المكتب لن يصنع مستقبلا لأي شخص، بل إن البحث عن فرص جديدة في مجالات آخرى يعزز فرص بناء المستقبل والتطور نحو الأفضل. وليس بجديد إن قطاعات مثل الزراعة والمقاولات والخدمات بحاجة مستمرة للأيدي العاملة وهناك رواتب مجزية تدفع ومزايا تشمل الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي وغيرها.
إن الأتجاه نحو هذه القطاعات يساهم بحل مشكلة البطالة جزئياً ويساهم بدعم الاقتصاد من خلال وقف التحويلات الخارجية للعاملة الوافدة ويعزز الآمن الاجتماعي ويزيد من الأستقرار وينعش الاقتصاد من خلال زيادة الاستهلاك الخاص ويسرع من معدلات النمو.
فالدعوة موجهة للشباب بعدم الوقوف في طابور العاطلين عن العمل لأن ذلك لن يحل المشكلة بل يعقدها, فالمطلوب من الشباب خلع ثوب الخجل والشروع في البحث عن فرص التدريب المتاحة والحصول على العمل مهما قل الأجر، لإن الدخول في سوق العمل يمثل فرصة آخرى لتطوير الذات وزيادة المهارات وبالتالي الأرتقاء بالعمل نحو مركز أفضل ودخل أعلى، فالكثير ممن يشغلون مراكز الأدارة العليا والمتوسطة الآن كانوا قبل عشر سنوات في صفوف العمال والمستويات الأدارية الأولى.
Yar19942013@gmail.com