Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2018

«للمشاة فقط» في الحرم الجامعي - د. محمد حمدان

الراي -  يُذكر أنه في أواخر السبعينات كان مقدراً أن يتسع حرم الجامعة الاردنية لحوالي إثني عشر ألف طالبٍ. هذا، وقد ارتفع التقدير في أواخر الثمانينات ليصبح ثمانية عشر ألف طالب في أقصى حدوده. ولقد كانت هذه التقديرات تستند الى المحافظة على جزء متسع من الأرض الزاهية بأشجارها العريقة، بالاضافة الى مساحات فسيحة لتلاقي الطلبة وتحركاتهم أثناء الزمن المتاح لهم خارج اوقات الالتزامات الاكاديمية. وفي إطار هذه الحدود، كان هنالك عدد محدود من أعضاء هيئة التدريس والموظفين، ممن يسمح لهم بدخول الحرم الجامعي بمركباتهم الخاصة. وبذلك، كانت المساحات المطلوبة لمواقف هذه المركبات معقولة، مما حدّ من تأثير حركة هذه المركبات في طرقات الحرم الجامعي على تنقلات الطلبة بين المباني لأداء واجباتهم الجامعية. وبالاضافة الى ذلك، فقد لزم وجود مساحات محدودة من الحرم الجامعي محظورة على المركبات.

ومما يؤسف له ان استمر الازدياد المضطرد في أعداد الطلبة الملتحقين بالجامعة الاردنية الى أن بلغ ما يربو على أربعين ألف طالب، مع ازدياد مضطرد أيضاً في عدد المركبات التي ترتاد هذا الحرم، لا وبل تتحرك في طرقاته على مدى ساعات الدوام الجامعي. ولقد أصبح مألوفاً أن نشاهد الطلبة المشاة يتثاقلون في اتاحة المرور للمركبات التي تكاد تلامس اجسادهم عند تجاوزهم. كما نشاهد مجموعات من الطلبة يجلسون على أطاريف طرقات الجامعة وأقدامهم ممتدة على مسار هذه الطرقات، مما يحتم على سائق المركبة توخّي الحذر الشديد تجنباً لحادث لا تُحمد عُقباه.
في ظل الواقع الموصوف في أعلاه، لما آل إليه الحال في حرم الجامعة الاردنية الأم التي نفتخر
بها، هذا الواقع الذي يتكرر، ولو بدرجة أقل، في عدد من جامعاتنا الوطنية، فإنه يجدر بالادارة الجامعية أن تتخذ قراراً مدروساً بتوسيع المساحات المحظورة على المركبات، وبخاصة تلك التي تتكاثف فيها تجمعات الطلاب وتحركاتهم بين المباني الأكاديمية ومرافق الخدمات الجامعية. فقد أصبح من الضرورة بمكان أن تخصص مثل هذه المساحات الواسعة «للمشاة فقط»، مع ما يرافق ذلك من تنسيق معماري، فني، حدائقي، لهذه المساحات بما يضفي جمالاً وبهجة في نفوس الطلبة والزائرين على حد سواء. ولعلنا نسارع الى القول، في هذا السياق، أنه بالنسبة للزائرين الرسميين أو ذوي الاحتياجات الخاصة، يظل المجال متاحاً، حسب المقتضى، لولوج المساحات المخصصة «للمشاة فقط» وفق ترتيب خاص ومن خلال موظفٍ مكلّف لهذا الغرض.