Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Dec-2018

عالم «الثورة الصفراء»!! - صالح القلاب

 الراي - ما يحدث ليس في فرنسا فقط وإنما في معظم دول الكرة الأرضية حتى بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، يدل على أن العالم قد أصابه الإهتراء، وأنَّ الرأسمالية بما وصلت إليه لم تعد صالحة، وأنه لا بد من التغيير، وبالطبع فإن المعروف أن الشيوعية كنظام إقتصادي وسياسي كانت قد سقطت بسقوط الإتحاد السوفياتي في تسعينيات القرن الماضي، وإن الصين بدورها قد وصلت إلى خط النهاية ومعها باقي ما تبقى من الذين باتوا يتحدثون عن ماركس وإنجلز ولينين وعن ماوتسي تونغ على إستحياء وهم يغطون عيونهم بأكف مرتجفة!!.

إنهُ غيرَ ممكن أن تستمر هذه الأوضاع المتردية في العالم كله، فهناك «إنحصارٌ» للثروة في أيدي أقلية متوحشة، وهناك فروق طبقية هائلة أصبح التحايل عليها غير ممكن، وهذا وللأسف بات يشمل دول العالم الثالث التي نخر عظامها «الهبش» والإحتيال والسرقات العلنية والسرية، حتى أصبحت شعوبها تتضوّر جوعاً ومسغبة في حين أن أثرياءها يواصلون عمليات السلب والنهب والإحتيال وبطرق بدائية.. وعلى عينك يا تاجر.
كانت ثورة الطلاب في فرنسا عام 1968 ثورة سياسية قادها اليسار، وعلى أساس أنَّ الحل لمشاكل الفقر والمجاعات والفروق الطبقية هو بالنظام الشيوعي وهو بالماركسية -اللينينية- وبأفكار ماوتسي تونغ، لكن بإنهيار الإتحاد السوفياتي ومعه كل دول أوروبا الشرقية وغروب شمس هذا النظام في العالم كله، جاء أصحاب «السترات الصفراء» في فرنسا ليؤكدوا أنه لا بد من نظام جديد، لا هو شيوعي ولا إشتراكي ولا رأسمالي متوحش أيضاً وإنما نظام عدالة لا يجوز أن يكون فيه من يختلس لقمة عيش الفقراء ليكدّسها أموالاً متراكمة في البنوك الغربية.
وعليه فيجب أن يكون واضحاً ومعروفاً أن ما جرى وما يجري في فرنسا سيشمل العالم كله، وفي مقدمته دول العالم الثالث الذي وصل فيه النهب والسلب إلى أوضاع لم تعد تطاق، إذْ أنَّ ما يُسرق من جيوب الجوعى والفقراء قد تحول لمليارات الدولارات التي من قبيل الإمعان في الإستهتار بالشعوب المغلوب على أمرها تأخذ طريقها إلى البنوك الغربية، التي غدت متخمةً بالأموال المختلسة والمسروقة من جيوب أبناء العالم الثالث.
وهكذا، فإن ما أصبح واضحاً ومعروفاً هو إنَّ عمليات «التدليس» و»الرشوات» المعيبة لم تعد تنطلي على أصحاب البطون الخاوية، وأن هؤلاء الذين يواصلون ثورتهم «الصفراء» في فرنسا أصبحوا عنواناً حتى لشعوب العالم الثالث، ومن بينها الشعوب العربية التي لم تعد هناك إمكانية للتحايل عليها، وبالطرق البدائية السابقة.. واللهم فاشهد.. وإنّ غداً لناظره قريب!!.
alanbat_press1@hotmail.com