Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Dec-2017

اليوم التالي لنقل السفارة - د. صفوت حدادين

الراي -  السفارة الأميركية في تل ابيب اشترت «Hotel Dipolmat ”في القدس منذ العام ٢٠١٤ وهو

فندق قريب من القنصلية الأميركية في القدس من أجل استخدامه كمقر حالما تقرر نقل السفارة إلى القدس.
الادارة الأميركية الحالية وجهت طاقمها في «تل ابيب» بالمباشرة بتجهيز مبنى الفندق لغايات استخدامه كسفارة، والأعمال الآن جارية ليكون المبنى جاهزاً للاستخدام خلال ستة أشهر من الآن.
خطاب الرئيس الأميركي يوم غد من المقرر أن يعلن عن خطوات غير مسبوقة تجاه العلاقة الدبلوماسية بين الولايات المتحدة واسرائيل، واذا ما حدث ولم يوقع الرئيس الأميركي مرسوم نقل السفارة وبالتالي تأجيله ستة أشهر أخرى، قد لا يخلو الخطاب من مفاجأة بهذا الشأن أقلّها الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل.
الرئيس الأميركي تجنب في الآونة الأخيرة اجراء تواصل شخصي مع الأطراف المعنية بقضايا الشرق الأوسط وترك الأمر لطاقم ادارته وبالتالي اراد الابتعاد عن خوض نقاشات مباشرة قد تقود لالتزامات شفوية تغير منحى قرارات من المزمع اتخاذها.
بغض النظر عما سيحتويه خطاب «ترمب»، فمسألة نقل السفارة باتت محسومة، والارتباك الذي يسود السلطة الفلسطينية يوحي بأن السلطة غسلت يديها من احتمالات بقاء السفارة الأميركية في «تل ابيب» لستة أشهر قادمة.
كثيرة قبل نهاية عامه الأول في البيت الأبيض سيما وأن مؤيديه قبل معارضيه أصبحوا يرددون أنه لم يحقق شيئاً بعد مما وعد الناس «ترمب» في التأجيل الأول أراد اعطاء فرصة لمحادثات فلسطينية-اسرائيلية وهو ما لا ينسجم مع أجنداته التي تحاول حسم ملفات به.
«ترمب» يعمل لتمرير التشريعات الضريبية الجديدة التي وعد الشعب الأميركي بها مع حلول «عيد الميلاد» سيما وأن أوامر الهجرة التي وقعها والتي بنيت حملته الرئاسية على أساسها لم تجد طريقها للنفاذ وتلقت ضربات قانونية رمتها أرضاً.
«ترمب» أيضاً بات يواجه اتهامات بالكذب مرتبطة بالتحقيقات بتدخل «روسيا» في الانتخابات الأميركية وهو بحاجة بشدة لتغيير مسار الأحداث ونقل السفارة الذي سيترتب عليه بلا شك هزّة في الشرق الأوسط سيكون وسيلة لتحييد الأنظار عن مواطئ التهديد له داخلياً.
الظروف في «واشنطن» مواتية جداً لنقل السفارة والرئيس الأميركي ليس لديه ما يكترث بخسارته بهذا الشأن.
ما الذي سيتغير في اليوم الثاني لنقل السفارة؟
لا شيء سوى أن القنصلية الأميركية في القدس ستصبح سفارة، فالدعم الأميركي لاسرائيل لا تنقصه رمزية وجود السفارة.
اسرائيل تتعامل مع القدس كعاصمتها وفيها مقر الحكومة الاسرائيلية وهناك يلتقي الرئيس الاسرائيلي ورئيس الوزراء السفراء والضيوف من زعماء العالم.
فصل ملف القدس عن باقي متعلقات القضية الفلسطينية خلط للأوراق.
نقل السفارة سيجعل القضية الفلسطينية من جديد ملف واحد متكامل رغم انه سيحمل لاسرائيل حلما طال تحقيقه.
ليست القدس وحدها محور الصراع، ونقل السفارة هو تأكيد لهذه الحقيقة.