Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Dec-2017

إسقاط رهانات ترمب واليمين الإسرائيلي - فيصل ملكاوي

 الراي - من الرهانات الاساسية التي يعول عليها الرئيس الاميركي دونالد ترمب والطاقم المصغر حوله وكذلكحكومة اليمين الاسرائيلية ورئيسها نتنياهو ان الحراك العربي وما يصاحبه من ردود فعل غاضبة ورافضة

ومستنكره لقرار الرئيس الاميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الاميركية اليها ان
ردود الفعل هذه بالنهاية ستخفت ولن تاخذ وقتا طويلا للوصول الى هذه النهاية وبالتالي ستصبح هذه
القرارات وقائع قائمة على الارض سيتم الانطلاق منها وليس من الواقع الذي كان قبلها بالنسبة للولايات
المتحدة واسرائيل في اي تحركات مستقبلية حيال السلام ان كان بقي لهذه العملية اي فرصة للحياة بعد
ان اطلق عليها ترمب رصاصة النهاية بقراراته الاخيرة بشأن القدس.
ومن يطالع التصريحات الاميركية القريبة من محيط الرئيس ترمب وكذلك تصريحات الاوساط القريبة من حكومة اليمين الاسرائيلي
يلمس بوضوح ان الحليفين الاميركي والاسرائيلي خصوصا في البيت الابيض والحكومة الاسرائيلية يضعان عنصر الوقت عاملا جوهرىا
لهدوء الاوضاع على الساحتين العربية والاسلامية وكذلك الدولية وبالتالي انعكاس هذا الهدوء والتسليم بالامر الواقع ثم الانتقال بعد
ذلك اميركيا وإسرائيلياً الى المرحلة التالية الى ترجمة قرارات الرئيس ترمب الى حالة دائمة خاصة عبر خطة السلام التي تقول المعلومات
ان الرئيس ترمب سيقوم باعلانها في الشهرين الاولين من العام المقبل.
هذه الرهانات الاميركية الاسرائيلية لا زالت تحت الاختبار حتى الان ، ويجب الاصرار على اسقاطها ، عربيا واسلاميا بالدرجة الاولى والاستناد
ايضا الى الموقف الدولي الرافض لقرارات الرئيس الاميركي بشأن القدس ، حتى الوصول الى واقع اما الغاء القرارات ، او مواصلة عدم
الاعتراف بها وبشكل عملي يفرغها من مضمونها ويتم التعامل معها وكأنها لم تكن باعتبارها فاقدة للشرعية حكما وباطلة اثرا
مثلها مثل العديد من القرارات الاميركية المجحفة بحق القضية الفلسطينية والمنحازة لصالح اسرائيل سواء اثناء الوساطة السابقة في
عملية السلام او خلال عشرات المرات التي اتخذت فيها الادارات الاميركية المتعاقبة حق النقض الفيتو بشأن قرارات منصفة للشعب
الفلسطيني او في المقابل رفض اسرائيل لكافة قرارات الشرعية الدولية وضربها عرض الحائط بشان حقوق الشعب الفلسطيني
والصراع العربي الاسرائيلي.
كانت ولا زالت التحركات العربية والاسلامية الرسمية والشعبية مشجعة وايجابية رفضا لقرارات الرئيس الاميركي وتردد صداها في
المجتمع الدولي ، وحتى ان حملات الدبلوماسية العامة التي تحاول القيام بها اوساط ترمب لم تحقق نتائج تذكر في احداث اختراقات في
الاجواء الغاضبة والتي زادات عزلة الرئيس الاميركي في المجتمع الدولي وكذلك ما لمسه نتنياهو خلال محاولته اختراق الموقف الاوروبي
بزيارته الاخيرة الى بروكسل وفرنسا التي وجد فيها مواقف قوية رافضة للواقع الجديد في القدس الذي يتشارك فيه تاييدة اثنان فقط
على وجه الارض الرئيس ترمب ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بتجاهل كامل للعالم ما يثير قلقا دوليا من خطر هذه السياسات ليس
فقط على الشرق الاوسط انما على الاسرة الدولية باسرها.
خلال شهرين على ابعد تقدير سيكون الرئيس ترمب قد طرح خطته للسلام والتي يصر عليها رغم انه نسف كافة اصول ومرجيعات
السلام بقراراته حيال القدس ، ولم يعد بالامكان ان يجد شريكا لهذه الخطة سوى نتنياهو ، لانه تفرض الحلول مسبقا لصالح اجندة
اليمين الاسرائيلي ، وبالتالي فان الرهان العربي والاسلامي يجب ان يكون في تصليب الموقف حيال كل ما يمكن ان يحدث اختراق بان
قرارات الرئيس الاميركي باتت امرا واقعا ورفض التعامل مع اي تبعات لهذه القرارات ، وهي الحالة الممكنة بالتحالف هذه المرة بقوة
وتماسك مع المجتمع الدولي الذي بات يوحده خطر سياسات وقرارات الرئيس الاميركي على الساحة الدولية كلها وفي ظل تزايد رغبة
دولية واقليمية وفي كل مكان حتى في الولايات المتحدة ذاتها بوقف تدهور العلاقات الاميركية مع دول العالم وما لها من اثر سلبي
على المصالح الاميركية حول العالم.