Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jul-2016

«أمين شنار».. موهبة لم تنتحر - ابراهيم العجلوني

 

الراي - لست اوافق محمود درويش على ان «امين شنار» كان «موهبة انتحرت قبل الاوان»، الا اذا صح ان «ازرا باوند» كان موهبة انتحرت قبل الاوان ايضا.
 
وتجرّنا هذه المقارنة بين الشاعرين الكبيرين الى بيان ان عزلة امين شنار لم تكن انتحارا، ولا بأي معنى، كما ان عزلة ازرا باوند القسرية، والتي كان للصهيونية اثر مؤكد فيها، بعد اتهامه باللاسامية، واحتجازه في مصحّة لمدة ثلاثة عشر عاما، لم تكن انتحارا ولا بأي معنى ايضا.
 
لقد اهدى الشاعر الانجليزي الفذ توماس ستيرنز إليوت الى «الصانع الامهر» ازرا باوند، بعد ان نقّحها باوند واثبت ملاحظاته عليها، كما اهدى انقى شعراء فلسطين صوتا واصدقهم لهجة «وليد سيف» قصيدته «سماء تأبى ان تموت»، الى «صاحب تجربة سماء» الشاعر أمين شنار، وفي هذا الذي تمضي بنا المقارنة اليه دلالة على حضور كل من الشاعرين في الذائقة والوجدان وعلى اثرهما المشهود في الحياة الأدبية، كُلّ في بيئته الثقافية ومناخه الحضاري.
 
ومهما يكن الامر فان امين شنار لم ينتحر، ولم ينسحب من الحياة الأدبية، وظل حتى توفاه الله شعلة وعي ووجدان، على نحو ما تشهد بذلك مقالاته الفكرية التي كان ينشرها في صحيفة «الدستور»–والتي نطالب الدستور او وزارة الثقافة بجمعها واصدارها كما جُمعت مقالات حسني فريز في «الرأي» بجهد محمود من الدكتور هاني العمد – وهي مقالات قد تقع في ثلاثة مجلدات او اكثر، فضلا عن قصائده التي كتبها في مرحلة ما بعد «الأُفق الجديد» ولا سيما قصيدته: «فرحٌ لا ينتهي» المنشورة في مجلة افكار، وقصائد اخرى له جمعها الدكتور ابراهيم خليل وقدم مشكورا لها.
 
ان من يقرأ شعر امين شنار او يقرأ مقالاته النقدية والفكرية لا يخطئ انتماءه الحضاري الاسلامي، ولا عمق وعيه وتميزه، ولا بعيد أثره (الحيوي) في حياتنا الأدبية. ولست احسب ان هذا كله يتفق من قريب او بعيد، او بأي تأويل مع ما ذهب اليه محمود درويش من انه «موهبة انتحرت قبل الاوان»، بل انه ان دل على شيء فإنما عن غياب درويش جملة عن تجربة هذا الشاعر الكبير الذي سيأخذ مكانته التي تليق به في تاريخنا الأدبي.. ولو بعد حين..