Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jan-2018

حتى تكون الحالة العربية أفضل في 2018؟! - فيصل ملكاوي

الراي -  الحالة العربية كانت في العام المنصرم 2017 صعبة، وليس هناك في الافق ما يوحي حتى اللحظة ان الحالة والتحديات ستكون اقل وطأة في العام 2018 الذي بدأ للتو، فالعديد من الدول العربية ما زالت تعيش حالة الصراع والحروب والتفكك كما هو الحال في سوريا والعراق واليمن، ودول تحاول التقاط الانفاس بعد ازمات وحروب طويلة مثل العراق ودول تسير على خيط دقيق ويمكن ومرشحة للدخول في ازمة مركبة في اي لحظة مثل لبنان. كما أن القضية الجوهرية القضية الفلسطينية تواجه اخطر مرحلة في تاريخها بمحاولات التصفية وشطبها عن الاجندة فيما بقية الدول العربية تواجه تحديات وتداعيات كل هذه الازمات والاوضاع العربية التي تمس مباشرة بالامن القومي العربي ولما ذلك من مخاطر واثار جسيمة على الدول العربية على انفراد او في اطار المنظومة العربية التي لم تكن هناك مرحلة في الصعوبة والمخاطر مثلما هي عليها في هذه المرحلة.

 
وكان الحال يمكن تجاوزه لو ان الحالة بقيت منحصرة فيما يجري على الساحة العربية، من ازمات وحروب وتداعيات ومتغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية، لكن الخطير في الامر انه ترافق مع هذه الحالة بل وعمقها حالتا الاستقطاب والتدخل من الاقليم والساحة الدولية، اذ ان قوى اقليمية كبرى غير عربية تحاول اللعب والتنافس وحتى الصراع على الساحة العربية وتعزيز اجندتها الدولية على حساب القضايا العربية المختلفة اذ ان دولة الاحتلال الاسرائيلي تمارس سياسة عدوانية عنصرية وتحاول تصفية القضية الفلسطينية مستغلة تردي الاوضاع على الساحة العربية جراء الاحداث التي تعصف بها بخاصة منذ العام 2011 ،كما انها في هذه الايام تستغل ابشع استغلال حالة البيت الابيض في الولايات المتحدة وساكنه الرئيس الاميركي دونالد ترمب الذي يكتب ويملي عليه سياسته تحالف قوي بين اليمين الاسرائيلي والاميركي كما انه هو شخصيا متحالف مع هذه الحالة ويقف على راس الصفوف مع فريق البيت الابيض المصغر شديد الانحياز لاسرائيل والعداء للعالم برمته تحت شعار «اميركا اولا» بما يعني الانعزال والانفراد وعدم الاكتراث بالقيم والمبادئ العالمية التي قام عليها النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية منذ العام 1945.
 
ولا تقف التحديات التي تعصف بالحالة العربية عند دولة الاحتلال الاسرائيلي، في تهديد الامن القومي العربي والتعامل مع الحالة العربية كحديقة خلفية لتوسيع النفوذ والتدخل والاستقطاب فهناك الحالة الايرانية التي تريد وتؤسس بكافة الادوات لان تكون قوة اقليمية عظمى واتخاذ الساحات العربية كمصدات ومحطات لصالح اجندتها مع خصومها في المجتمع الدولي وبخاصة مع الولايات المتحدة الاميركية وفي هذا الصدد فان ايران لا تخفي حالتها التدخلية هذه بل ان كبار قادة الحرس الجمهوري الذي يشكل حاكما من امام الستار وخلفه في ايران لم يخفوا نشوتهم بانهم باتوا يحكمون السيطرة على عدة عواصم عربية وهم يقصدون صنعاء وبيروت ودمشق وبغداد والى مزيد من التدخل تزخر به اجندتهم في المستقبل ان امتلكوا الى ذلك سبيلا الا اذا شكلت الحالة الجارية منذ فترة من مظاهرات على الساحة الايرانية نقطة وقف لهذه الحالة الايرانية المستمرة منذ الثورة الاسلامية في ايران منذ العام 1979.
 
كما ان تركيا كقوة اقليمية ثالثة غير عربية في المنطقة، تقع في حالة وسط من الحالة العربية ولديها اجندتها الاكثر نعومة واعتدالا، كما ان لديها مشروعها السياسي، وحالة مقاربات بالحفاظ على علاقات طبيعية مع الدول العربية مع بعض الاصطفافات في ظل اجراء موازنات شديدة التعقيد بين الدول العربية خاصة في بعض القضايا الخلافية العربية البينية، لكن كلما زادت حالة الضعف العربي وبقيت اوراق الحل او غالبيتها في خارج البيت العربي فان العلاقات الاقليمية خاصة مع قواها الكبرى الثلاث غير العربية ايران واسرائيل وتركيا وبتباينات مختلفة ستبقى اكثر ميلا الى التدخل في الشؤون العربية ومحاولات مد النفوذ وتوسيع الاجندات وليس الى الاشتباك الايجابي مع النظام السياسي العربي.
 
العام الجديد 2018 مرشح لزيادة هذه التحديات على الحالة العربية سواء جاءت هذه التحديات عبر الاقليم او من الساحة الدولية التي تعود تدريجيا الى اجواء الحرب الباردة ، ونزعات الشعبوية المنفرة التي لا تؤمن بالقيم والعلاقات الدولية وفق الاسس التي سادت منذ اكثر من سبعة عقود، ولهذا فان النظام السياسي العربي بحاجة الى استفاقة ونهضة تعيد الامور الى نصابها تعزيزا للامن القومي العربي الشامل وتعالج القضايا العربية عبر اجندة عربية خالصة تتفق على المشتركات بالحد الأدنى لبلورة حالة عمل جماعية مؤثرة وبدون ذلك فان القادم سيكون أصعب من الماضي ومآلاته اكثر قتامة على المشهد والامن القومي العربي برمته.