Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Feb-2017

عندما تعلن تركيا هـذا المـوقـف ! - صالح القلاب
 
الراي - عندما يقول وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، مضطراً، أن الدور الإيراني يزعزع الإستقرار وأن طهران تسعى لتحويل سورية والعراق إلى دولتين شيعيتين فإن هذا يعني أن الإيرانيين قد تمكنوا من فرض «أجندتهم» الطائفية على هذه المنطقة التي يبدو أنها في ضوء كل هذا الذي يجري ذاهبة إلى صدام صفوي - تركي جديد سيكون العرب فيه مرغمون على الإصطفاف إلى جانب تركيا كما إصطف أجدادهم إلى جانب الدولة العثمانية خلال الهجمة الصفوية على العراق.
 
وبالطبع فإننا لا نتمنى أن يحدث هذا على الإطلاق لا بل أننا نتمنى أنْ تدرك إيران أن توجهاتها هذه التي أُضطرت تركيا، على لسان وزير خارجيتها، أن تتحدث عنها بكل صراحة ووضوح بعد صمت طويل فرضته عوامل كثيرة من بينها الحرص على عدم إقحام هذه المنطقة التي تعاني من أوجاع كثيرة في مواجهة، بل مواجهات، مذهبية يبدو أنها في حقيقة الأمر في ضوء كل هذا الذي يجري في العراق وفي سورية واليمن وفي لبنان أيضاً غدت تحصيلا حاصل!!.
 
لقد كان هذا الذي تحدث عنه وحذر منه مولود جاويش أوغلو واضحاً ومعروفاً، إلا لمن لا يريد أن يعرف ويرى، منذ إنتصار الثورة الإيرانية في مثل هذه الأيام قبل ثمانية وثلاثين عاما وحيث بدأ التدريب لحرب طائفية بدأ الترويج لها منذ اللحظة الأولى وذلك رغم أنَّ العرب عموماً كانوا يتوقعون أن تفتح طهران صفحة جديدة معهم وأن يصبح الخليج العربي أو الفارسي جسر تقارب ومصالح مشتركة وأن يكون التحشيد القادم من أجل فلسطين وتحرير القبلة الأولى للمسلمين من الإحتلال الإسرائيلي.
 
ما كان العرب، وبخاصة عرب الخليج، يريدون إستبدال الصِّدام مع إسرائيل بصدام مع إيران التي من المفترض أنها دولة شقيقة وأنه يربطها بأشقائها الذين تجمعهم بها إخوة الإسلام تاريخ مشترك طويل تداخلت فيه الحضارة العربية بالحضارة الفارسية لكن هذه الرغبة الصادقة فعلاً لم تقابل من «طهران الثورة» برغبة مماثلة لا بل إن الإصرار على أن الجزر الإماراتية الثلاثة جزراً إيرانية قد إشتد أكثر مما كان عليه في عهد الشاه محمد رضا بهلوي وأنَّ الخليج هو فارسي «ولا يمكن أن يكون إلاّ فارسياًّ»!!.
 
ثم وحتى بعد إنتهاء حرب الثمانية أعوام، التي كان بالإمكان تحاشيها لو أن طهران لم تواصل عمليات التحشيد الطائفي وعلى غرار ما هو جارٍ الآن، فقد كان بالإمكان تحسين العلاقات العربية – الإيرانية وقد كان بالإمكان أن هذا التحسين المفترض له مسارات جديدة بعد الغزو الأميركي وإسقاط نظام صدام حسين لكن هذا لم يحدث لأن إيران قد إستغلت مستجدات هذه المنطقة وبادرت إلى تمددها الإحتلالي هذا في العراق وفي سوريا وإلى السعي لتحويل هاتين الدولتين إلى دولتين شيعيتين كما قال مولود جاويش أوغلو يوم الأحد الماضي في ميونخ حيث إنعقد مؤتمر للأمن و»وضْعِ حدٍّ للسياسات الإيرانية في الشرق الأوسط».