Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Jul-2015

«حماس».. حان وقت القفز من القاطرة «الإخوانية»!*صالح القلاب

الراي-الأهم من تظاهرات «أساطيل السلام», التي دأب المناصرون للقضية الفلسطينية على السَّعيْ لتوجيهها إلى قطاع لـ «كسْر» الحصار المفروض عليه, على أهميتها هو أن تُنهي حركة «حماس» علاقاتها التنظيمية بالإخوان المسلمين وأن تتخلص من الأعباء السياسية المترتبة على هذه العلاقات المتعبة والمكلفة وتتحول إلى تنظيم فلسطيني مستقل الهم الأول له والأخير هو هذه القضية التي هي مقدسة ومقدمة على كل القضايا الأخرى .
 أول من فكر بـ «سفن العودة» إلى فلسطين هو الشهيد كمال عدوان رحمه الله وكان يعرف أنَّ الإسرائيليين الذين يصرون على احتكار فكرة العودة لن يسمحوا بتنفيذ هذه الفكرة وحقيقة أن هذا هو ما حصل لاحقاً عندما أفشلوا وبالقوة توجه سفينة كان المفترض أن تقلَّ عدداً من الشخصيات العالمية المرموقة من ميناء أثينا اليوناني في اتجاه الأرض المحتلة منذ عام 1948 وليس بالطبع إلى قطاع غزة ولا إلى الضفة الغربية.
 إنها فكرة قديمة وإن حتى المحاولات التي لم يكتب لها النجاح كهذه المحاولة الأخيرة قد حققت بعض الانجازات الإعلامية لكن الأهم من كل هذا هو أن تتخلص حركة «حماس» من وزر علاقاتها التنظيمية بالإخوان المسلمين وأنْ تصبح حركة وطنية فلسطينية مثلها مثل حركة «فتح» لا تلتزم إلَّا بما هو في مصلحة شعبها ولا تُدْخل نفسها في أيِّ محاور إقليمية لا هدف لها إلَّا خدمة أصحابها بغض النظر عن الشعارات التي ترفعها والإدعاءات التي تدعيها !!
 لقد أخطأت حركة «حماس» خطأً فادحاً أولاً عندما قامت بذلك الانقلاب الدموي على السلطة الوطنية وعلى منظمة التحرير وعلى الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وعلى حركة «فتح» وثانياً عندما أجبرت أهل قطاع غزة على أداء القسم الإخواني وبالطاعة والولاء للمرشد الأعلى الذي كما هو معروف له بين «إخوانه» مكانة الولي الفقيه علي خامنئي في إيران .
 إن «حماس» تعرف, وهي تعْرف بالتأكيد, أنه لا غنىً لقطاع غزة تحديداً عن مصر وبغض النظر عمَّن يحكمها وهذا ينطبق على القضية الفلسطينية وعلى منظمة التحرير وعلى السلطة الوطنية ولذلك فإن المفترض أن تبقى هذه القضية وفصائلها ومنظماتها وتنظيماتها بعيدة كل البعد عن الصراعات الداخلية المصرية وأنْ تُبقي على ما هو أكثر من شعرة معاوية مع منْ هو على رأس السلطة في هذا البلد الذي يحتل موقعاً قيادياً عربياً على مدى التاريخ المعاصر وقبل ذلك وحتى الآن .
 كانت ولا تزال علاقات بعض التنظيمات الفلسطينية مع بعض الأنظمة العربية وأيضاً مع بعض الأحزاب القومية والإسلامية والعالمية تشكل عبئاً ثقيلاً على قضية فلسطين والمؤكد أن حركة «حماس» تعرف هذا وتدركه ولذلك فإن عليها من أجل مصلحة شعبها ومن أجل قضية هذا الشعب التي هي قضية مقدسة أن تقفز من قطار الإخوان المسلمين, إخوان مصر تحديداً, وبخاصة وقد طرأ كل هذا التداخل بينهم وبين الإرهاب وبينهم وبين «داعش» وبخاصة وأن هذه الحرب التي تجري في سيناء لابد وأن بعض جمرها وليس شررها فقط سيصل إليهم .