Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jan-2017

يا أخي....ضع نفسك في مكاني - م. باهر يعيش

 

الراي - المشهد الأوّل:... صباح يوم عادي..تقف أمام أشارة ضوئية(حمراء)أمامك سرب آخر لمركبات أخوانك المواطنين ينتظرون ضوء الفرج...الضوء الأخضر ليسعوا في مناكبها.هو صباح يوم عانيت فيه من أرق...وجع رأس, لم تنل حظّك من نوم لحظة, مريض أنت...أم أزعاج نخر في أمّ رأسك من مهرجان في موقع مجاور...لابن المحروس لمناسبة ما, زواج...نجاح في وظيفة...في مسابقة أكشط واربح,في ثانويّة...في أبتدائيّة...في روضة...نجاح في قضيّة لأخلاء دكان (كوخ) يستأجره أنسان معتّر لم يستطع الأمتثال الى أوامر صاحبه لأرتفاع طال العنان...نجوم الظّهر في أيجار مكان رزقه (عشر تعشر ضعف)تعدّدت المناسبات و...الأزعاج...واحد.
 
أنت تقف تتمايل بوجهك نعاسا سهوا...فجأة يقفز قلبك بين ضلوعك...ينطر...ينطز جسدك النّحيل فيلطم رأسك سقف مركبتك...تبسمل...تحوقل...تستغفر المولى من كلّ نازلة تحيق بك...من شرّ كلّ قبح يعكنن صباحك ,تلتفت يمنة ويسرى تنظر في كلّ المرايا من حولك... تتحسّس موقع مركبتك...هل(سحلت)تمدّدت وأنت في غفوتك أمام أشارة ثقيلة الظّل لتضرب مركبة أمامك.لا شيء من هذا ولا ذاك سوى...من مرآة ترى بها ما خلفك ,تلمح سحنته.يقود المركبة التي خلفك...يحرّك يديه كمن يلعب هوائيّات(يشوبح)يكاد جسده يخرج مع رأسه من نافذة مركبته...يكاد سيل من لعاب يشقح...يسيل على وجه الطريق هو...مازال يصرّ أسنانه يصرّ على دعسة بوق مركبته...بوق كأنّه بوق يوم الحشر عندما ينفخ بالصّور..بوق صوته ينفخ يئزّ ينقر يصرخ في عظام جمجمتك.حضرته...سعادته...أبن الناس أبن الأكرمين.و...بذكاء منقطع النّظير شعر...أحسّ بأنّ الضوء الأخضر للأشارة على وشك الظّهور...هو متحمّس عجول ذكي لبيب ,رأى أن يوقظ الخلق من سباتهم في مركباتهم وهوفي آخر الطابور فجعر بوقه... أزعج الخلق أثار حفيظتك هزّ أركانك.هو سعيد بما قدّمه من خدمة للخلق حصد على أثرها...على دعوات من مكروبين مبتلين بأشكاله ,شتائم وسباب ثقيل الوزن...طاله وكلّ من أنبت فيه تلك الخصلة...الرّعناء,دعاء بقمع صوت أبواقه...كلّ أبواقه.أيّها المزمّر ضع نفسك في مكاني...مكان هؤلاء المعتّرين من أخوانك... الساعين الى أرزاقهم...ماذا ستقول؟!كيف ستتصرّف؟!.اللهّ تعالى...يهديك...ويهدي من أنشأك وربّاك...ويهدي من درّسك علّمك مبادئ الأخلاق الفاضلة و....يهدي من منحك رخصة قيادة لمركبة. 
 
المشهد الثاني:.... أنت في عجلة من أمرك الى المدينة الطبيّة تحمل مريضا...تصل الى المسرب الأيمن(المفتوح)المؤدي اليها على الدوّار الثامن.صديق من ربعه...شبيهه.. شبهته...نسخة طبق الأصل لبطل موقعة الأشارة سابقة الذّكر, ينوي التوجّه في مركبته الى وادي السير عبر الأشارة ذات الأتجاه المستقيم المتواصل.حضرته سعادته...يشعر أنّه الأذكى...ألألمع...ألجهبذ الأرفع مكانة بين جميع الخلق بين سائقي المركبات التي تقف بأنتظار فتح الأشارة للتقدّم الى الأتجاه الأمامي.هو وصل أخيرا... في مرتبة الأخير.أتته الحالة... حالة التّعالي...العنجهيّة,جاءه دوّار العزّة بالأثم...تجاوز بمركبته وعن(اليمين)و في المسرب المفتوح المؤدي الى المشفى جميع المركبات الواقفة.. الصابرة...المرابطة المنتظرة الضوء الأخضر الثّقيل لتمضي... لتمرّ في خطّ سيره...خط سيرها. وصل الى محاذاة المركبة الأولى الواقفة منذ صياح الدّيكة تنتظر دورها سويّة مع مواطنين آخرين كرماء صبورين ملتزمين بالنّظام... بالأخلاق بدأ يناطحها بمقدّمة مركبته... وقف.وقف في مركبته في حلق المسرب الأيسر, سدّته. هو...يسدّ عليك الطريق وعلى من خلفك...تبدأ أبواق المركبات في الزّعيق,هو... أذن من طين وأذن من عجين...يتسلّى بتسوية خصلات من شعره في المرآة أمامه أو (يمسّج) الى عصبته...رفاقه عن فهلوته وذكاءه.تخيّل :يا أخي...يا أبن أخي... يأ أختي...يا أبنتي أن معك أنسانا عزيزا عليك في وضع حرج: أبنتك...أختك والدتك... والدك (لا سمح الله) قد ينزف دما,حساب الثانية في وقت من حياته تشكّل فارقا قد يكون فيصلا,سنّارة تتعلّق بها حياته.بالله عليك...كيف ستتصرّف حينها؟! يهديك الله و...يهدي من أنشأك...ربّاك...علّمك مبادئ الأخلاق.. بيتك...مدرستك...مجتمعك, من منحك رخصة قيادة , وفق شعار...لا نطبّقه ( السياقة , أخلاق وذوق...وأخيرا فنّ ).
 
هناك مشاهد وفصول كثيرة شاذّة ضارّة يتوجّب علينا وضع أنفسنا بموجبها في مكان الآخرين و....نحكم.نحن أمّة أخلاق حميدة..هكذا ورد في ديننا وقوانيننا.هلا طبّقنا ذلك... الله كريم.
 
mbyaish@gmail.com