Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Apr-2017

د. ريما خلف: تحية إكبار لكِ - يوسف عبدالله محمود
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً
 
إن الحياة عقيدة وجهادٌ
 
الراي - كل العرب الشرفاء من المحيط الى الخليج ينحنون اجلالاً لك. غادرت منصبك الرفيع كأمين تنفيذي للاسكوا حين وجدت ان هذا المنصب الدولي يريدك ان تتخلي عن ضميرك الوطني وقناعاتك الوطنية فتباركي احتلالاً عنصرياً اسرائيلياً اغتصب ارضك فلسطين. آثرت الاستقالة حين شعرت ان المباديء التي آمنت بها يُراد امتهانها. شامخة كنت وانت تغادرين المنصب الرفيع الذي سعى اليك ولم تسع اليه. زهدت فيه واعتزلتيه لأن المباديء لا يُساوم عليها. ورثت هذا النُبل والعنفوان عن والدك صاحب القامة الوطنية الراحل د. محمد خلف رحمه الله، ولا غرو في ذلك فالجذور عليها تنبت الاشجار، والجذور الطيبة غرسها طيب.
 
مُناضلة انت بكل المقاييس، تؤمنين - كما تقولين - بأن التركيز على التضامن الداخلي والوحدة هو الذي يؤدي الى انتزاع الحقوق العربية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
 
ريما خلف، بِمداد من نور سيكتب التاريخ العربي سيرتك. عشقك لملاعب الصبا في فلسطين لا يدانيه عشق، انه عشق البررة بأوطانهم.
 
في زمن الاستنفاع العربي والفرقة العربية تقفين يا ريما بعنفوان في وجه العنصرية الاسرائيلية. تدينين هذه العنصرية، حاولوا ان يثنوك عن موقفك الوطني فأبيت بكبرياء ولسان حالك يقول: ولي وطنٌ آليف الاّ أبيعه وألاّ أرى غيري له الدهر مالكا
 
ريما خلف انت بحق من النماذج الفريدة في عالمنا العربي. نماذج لا تتكرر دوماً. غيرُك تُغريه المناصب، وسرعان ما يتخلى عن المباديء الوطنية التي طالما بشر بها قبل ان يحتل هذا المنصب او ذاك. اما انت فكنت «الاستثناء»! أنت بحق نور ينبثق من وسط ظلام عربي دامس.
 
أما ما قيل على لسانك من انك «تفكرين مع مجموعة من العرب بإنشاء مؤسسة فكرية لا تقوم فقط على الابحاث وانما لتستمر بالنضال ضد الذين ينتهكون الحقوق العربية وخصوصاً النظام الاسرائيلي وذلك من خلال الدراسات والملاحقة القانونية والقضائية»، فتلك خطوة مباركة على درب النضال الطويل، علّها تحرك المياه الراكدة وترغم العنصرية الاسرائيلية على الاذعان للقانون الدولي الذي يعتبر الاستيطان الاسرائيلي في الارض الفلسطينية المحتلة العام 1967 انتهاكاً للشرعية الدولية وللسيادة الوطنية.
 
لقد آن الأوان لوقفة عربية مخلصة ضد العنصرية الاسرائيلية. آن الأوان للتصافي العربي، فقضية فلسطين يجب ان تجمع لا ان تفرق. لا يجوز ان تبقى هذه القضية مجرد عنوان يكرره الاعلام العربي وكفى!.
 
ريما خلق تحية من القلب لك، ضربت مثلاً في الوطنية يقصر عنه الكثيرون. ارواح شهداء فلسطين تطل عليك من علياء سمائها تحيّي فيك هذه الكبرياء. تحيّي نُبلاً وطنياً كم نفتقده!. إباؤك العربي فاق كل إباء، طهرك الوطني لا يُدانية طُهر. عقدت ميثاقاً غليظاً بينك وبين وطن يُستباح ألاّ تغدري به او تتركيه لشُذاذ الآفاق يغيرون معالمه ويشردون اهله، ويدنسون مقدساته، احرار العالم كلهم يشدون على يدك. ينحنون إجلالاً لك. موقفك المشرف اثلج الصدور، اكد ان الحياة عقيدة وجهاد. لن تهون اوطان تُنجب أمثال ريما خلف.
 
حملتِ - يا ريما - راية النضال مبكراً فطوبى لك. لن تسقط راية تحملينها، لأنها الاعلى من كل الرايات! لن تسقط لانها راية الحق.
 
ريما خلف! انتِ مِن جِبِلّة اخرى نادرة في هذه الايام!
 
robroy0232@yahoo.com