Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jan-2018

نحو استراتيجية وطنية منبثقة من الأوراق النقاشية - د. حازم قشوع

 الراي - منذ ان استلم جلالة الملك سلطاته الدستورية وجلالته يقوم بإطلاق مبادرات تعبر عن رؤية قائد المسيرة للمرحلة القادمة وكما يعبر الشعار المطروح عن محتوى رؤية الدولة للنهج القادم وماهيته وخطة العمل وآليات التنفيذ اي بما يعرف بإعلان البوصلة الإصلاحية والتنموية للدولة.

وهو ما تم ابرازه من خلال مبادرات الاردن اولا وكلنا الاردن وحتى الأجندة الوطنية حيث كانت جميعها ما تضع خطة العمل و تبرز النهج التشاركي وتطفي تلك المنارة النيرة التي تضيء على المناخ الديموقراطي التعددي وبما يضعه في المنزلة التي يستحقها على اعتباره يشكل حالة الاتصال الوجاهي المدني والذي يسهم بدوره بتعزيز روابط الايصال والتواصل في داخل جسم الدولة ما بين صناعة القرار والقاعدة الشعبية.
ولعل هذه المبادرات التي تسهم اسهاما محمودا في تحديد الاولويات ووضع التصورات المناسبة للمرحلة السياسية كان لها أهمية في ايجاد تصورات متنوعة وفي معالجة بعض الاختلالات التي اعترت مسيرتنا نتيجة حالة الضغط الاقليمي السائد او معالجة بعض الجوانب الاصلاحية التي تستوجبها معادلة التطور والتنمية.
ولما تستهدفه هذه المبادرات من نتائج يمكن البناء عليها في توسيع حجم المشاركة الشعبية في صناعة القرار من خلال اشراك كافة الشرائح المجتمعية بتنوع قطاعاتها العامة والخاصة والنقابية والحزبية ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة وتعدد فئاتها الطبقية والشبابية والجندرية لذا فان هذه المبادرات يعتبرها بعض السياسيين بمثابة مؤتمر عام وطني بكل ما تحوى هذه الكلمة من معنى.
وهو ما يتم تجسيده ليس في شكل المشاركة فحسب بل وفي مضمون الحوار الذي يسهم الجميع عبره لتقديم ارائهم وافكارهم ليتم تأطيرها وفق اطرا منهجية تحدد أولويات المرحلة بسياساتها هذا من شأنها أن تسهم في اعداد البرنامج السياسي ووضع تصورات لارضية العمل المناسبة كما المساهمة في صياغة سياسات المرحلة القادمة بكل ما فيها من تحديات داخلية وإرهاصات محيطة.
ولا شك أن هذه المبادرات النوعية يمكن مأسستها لتكون سنوية باعتبارها تعمل على تعزيز النهج الموضوعي التشاركي حيث يراعى من خلال جلسات العمل الحوارية النقاشية للوصول لاستخلاصات ونتائج تؤدي إلى صياغة مشاريع قوانين تسهم في إضافة توعوية تجاه رسالة البناء الوطني بطريقة تميز علاقه الملك القائد واسرتنا الأردنية الواحدة كما تقدم نموذجنا الوطني بطريقة مميزة.
لكن ما هو جديد جلالة الملك في الاوراق النقاشية!!! ولماذا تعتبر الاوراق النقاشية الملكية واحدة من اهم المبادرات التي قدمها جلالة الملك وأحسب أن الاجابة على هذه الاسئلة وبعض الاستفسارات التي وقفت عند سؤال لماذا بكل ما فيه او استوضحت بصورة استعلام حول الكيفية بكل ما تحوي يحتم علينا اولا التأكيد على ان الاوراق الملكية سميت نقاشية لأنها ارادت ان تفتح باب الحوار البناء وتعظم دور الاجتهاد الخلاق في ايجاد حلول يمكن تطبيقها وافكار يمكن الاستفادة منها. وهذا بظني سيشكل اضافة محمودة في خلق حالة توعوية من جهة واستقطاب اصحاب الفكر والكفاءة من جهة اخرى وهو ما يساعد حكما في اثراء مسيرتنا الوطنية الديموقراطية والتي تجتهد دائما بالبحث عن الافكار الخلاقة لتسهم في معالجة الازمات التي فرضها علينا موقعنا الجغرافي اضافة الى العقبات التي ما زالت ترافق عملية استخراجنا لمواردنا الطبيعية.
وأحسب ان هذه الاوراق التي كانت قد طرحت للنقاش وعلى مراحل كان المراد منها فتح ابواب الحوار في كل الموضوعات المستهدفة بغية تحويل هذه الاوراق النقاشية إلى استراتيجية عمل شاملة للدولة تأخد البعد الاصلاحي في المجالات السياسية والادارية والاقتصادية والتعليمية وحتى الاجتماعية.
الأمر الذي بات بحاجة الى مبادرة حكومية توظف عبرها الارادة السياسية في الاتجاه الذي تشارك فيها الجامعات العامة والخاصة ليتم عبرها تحويل الاوراق النقاشية الى أوراق بحثية في المحطة الاولى لتكون الشكل العلمي لهذا الإطار الفكري الذي يمكن استنباطه من الاوراق الملكية.
واما المحطة الثانية فهي تهدف الى وضع الاستراتيجية والتي بحاجة الى رؤية ورسالة وسياسات فان العمل للوصول اليها بحاجة الى توظيف الارادة السياسية التي حملتها الرسالة الملكية بالاتجاه الذي يخدم تطلعاتنا في الوصول إلى برنامح سياسي للدولة الاردنية ينسجم ذلك مع حالة الاستشراف السياسي القادمة وما قد تحمله من تحديات على كافة الصعد.
اما المحطة الثالثة وهي مرحلة تنفيد مشتملات الاستراتيجية والتي بحاجة ايضا الى خمس اطر تبدأ من عملية ايجاد الخطة التنفيذية وتعزيز الولاء المؤسسي ووضع الاطار التنظيمي وإعداد البرامج للأطر المتعددة والمستهدفة من الرؤية والرسالة والسياسات واخراجها بالصورة التي تسمح بولادة مبادرة عمل لكل مشروع تنموي يكون بمثابة بوصلة عمل تنموية وفي الجانب المستهدف واخيرا تشكيل لجنة للتقييم تعمل على تحديد المعيقات التي منعت او حالت دون الوصول بهذه الاستراتيجية حيز الواقع.
ومن وحي نهج جلالة الملك الذي نستنبط منه روح المبادرة المسؤولة في بث ارادة واثقة من حتمية الانجاز وعلى الرغم من كل التحديات الموضوعية التي بينتها التجاذبات الاقليمية السياسيه والأمنية السائدة وإرهاصات المتغير السياسي في القرار العالمي والظروف الذاتية الصعبة التي تمر بها بلادنا فان في إطلاق مبادرة تحويل الاوراق النقاشية الى استراتيجية وخطة عمل تبعث برسائل عديدة داخلية وخارجية باتت ملحة في ظل تفاقم الأوضاع السياسية والاقتصادية وتطورات المشهد السياسي الذي ينذر بتداعيات عميقة قادمة.
اما الباب الرابع وهو باب استنباط الشعار الذي يخدم الرسالة والذي ينتظر أن يحمل عنوانا يميز المرحلة القادمة كما أرادها جلاله الملك ان تكون مرحلة ذاتية بالصورة والمضمون ولنجسد معا حالة وطنية تبرز حالة المنعة لمجتنعنا والذي ميز نهجنا بالحرية والديموقراطية التعددية وهو ما نعتمد عليه في تحصين الامن الوطني ولتبقى بلادنا واحة الأمن وعنوان الاستقرار. والذي بدوره يشكل المحتوى الاساس لمضمون الامان السياسي والمعيشي في مجتمعنا الاردني والذي نتكئ عليه في مجابهة التحديات مهما عظمت ولنحمل جميعا شعار الاردن ينتصر لذاته بذاته.
اما الباب الخامس وهو باب اختيار دافع الاستراتيجية حيث يتم صياغة الاستراتيجية فوق اربعة فصول رئيسية محددة في الرادع والضابط والوازع والحافز وهي محددات رئيسية يمكن اختيار الإيقاع النسبي منها وتسليط الضوء على واحدة منها حسب مقتضيات الحالة والتي احسب ان هذه المرحلة بظني بحاجة الى وضع استراتيجية تعمل على الارتقاء بالوازع الوطني الجامع فهو وحده قادر بهذه المرحلة على دعم العامل الذاتي الذي تستهدفه الرؤية الملكية بالتصريح وليس بالتلميح.
اما الباب السادس وهو باب القيم التى تقف عليها هذه الاستراتيجية والتي ينتظر أن تبدأ في عملية احداث حراك تنويري بين النخب السياسية والمؤسسات الرسمية لتعزيز حالة الولاء المؤسسية على حساب المصلحة الفردية وترنو لتعزيز قيم الولاء الوطني على حساب الهويات الفرعية وبما يسهم حكما في ايجاد بيئة صحية تقوم على ترسيم انطلاقة جديدة عنوانها الثقة وتبعث برسالة تفاؤل ممزوجة بواقعية تجاه رسالتنا الوطنية. وهو ما سيخدم معادلة يمكن الرهان عليها حكما مفادها ان الوقوف على القيم اسمى من لغة المصالح بالرغم انها باتت تشكل الروابط العضوية للعلاقات الفردية وحتى الدولية.
لكن الرسالة الأردنية التي عودت العالم على التمايز والتي ميزت مسيرته وسيرته بانحيازها الدائم تجاه القيم الانسانية ووقوفها التام مع القضايا العادلة ونصرتها الاكيدة لقضايا الأمة وفقا للمرجعيات الأممية لاشك أن هذه الرسالة ستنتصر على كل التحديات مهما عظمت فانه لا صوت يعلو على صوت قيم العدالة والحق مهما عظم صوت المصالح من حولها.
نعم نحن بحاجة الى وضع محددات توجيهية شاملة سياسية وتنموية قادرة على تطوير الاداء في كل المجالات ويسعفنا بذلك الارادة السياسية والتي عنونتها الاوراق النقاشية الملكية في الاتجاه الذي يعزز من مسيرتنا شتى النواحي والمجالات.
الأمين العام لحزب الرسالة