Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-May-2017

لنستخلص الدروس مع واشنطن - اليعيزر (تشايني) مروم

 

معاريف
 
الغد- تعصف الولايات المتحدة في أعقاب التقرير الذي افاد أنه في لقاء تم الاسبوع الماضي بين الرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية سيرجيه لافروف، تحدث الرجلان عن مكافحة الارهاب وداعش. وخلال الحديث، كما افيد، أشرك ترامب ضيفه بمعلومة استخبارية وصلت اليه بحكم منصبه. يبدو ان المعلومة تتعلق بالاستعدادات في داعش لتنفيذ عملية في طائرات مسافرين من خلال زرع مادة متفجرة في حواسيب محمولة. هذه المعلومة نشرت في الماضي حين قيدت سلطة الطيران الأميركية حمل الحواسيب المحمولة من المسافرين من عدد من المطارات في ارجاء العالم في الرحلات إلى الولايات المتحدة. واذا كان كذلك، فان نشر المعلومة لا يشكل اي مشكلة.
ولكن تبين أيضا أن المعلومة السرية وصلت إلى احد أجهزة الاستخبارات الأميركية تعرض للخطر استخبارات دولة أجنبية، اغلب الظن إسرائيل، وان مصدر المعلومة هو بشري (عميل). ونقل المعلومة للروس، فيها ما يعرض للخطر عميل احد الاجهزة الاستخبارية في إسرائيل – وهذه هي المشكلة الاساس. 
درجت اجهزة الاستخبارات في ارجاء العالم لسنوات طويلة اشراك بعضها البعض في المعلومات الاستخبارية من أجل تحسين جمع المعلومات وتوسيعها. ويصبح جمع المعلومات الاستخبارية تحديا حين يكون الارهاب عالميا وبانتشار عالمي.
يتم التعاون بين الاجهزة وفقا لاتفاقات مرتبة وقواعد واضحة ومعروفة مسبقا. كنت مشاركا في عدد كبير من حالات التعاون هذه، سواء كضابط استخبارات، ام كضابط ميداني. وكان استخدام هذا النوع من المعلومات يتم دوما بحذر وفي ظل الحفاظ على القواعد التي وقعت عليها الاجهزة ذات الصلة. كما تجد حالات التعاون المعقدة تعبيرها أيضا حين يكون مطالبا استخدام المعلومة لغرض عملياتي ما. لهذا الامر مطلوب إذن خاص من أجل الحفاظ على قواعد أمن المعلومات.
كل دولة تلتزم باستخدام المعلومات لأغراضها والاستخدام الاستثنائي للمادة مثل نقلها إلى جهة ثالثة، يستوجب إذن الجهة التي وصلت منها المعلومة. قاعدة معروفة واساسية في عمل الاستخبارات هو عدم كشف مصادر المعلومات – الالكترونية وبالتأكيد غير الانسانية. والقدرة على مواصلة تجنيد العملاء محكومة أيضا بالسمعة الطيبة للجهاز وموقفه من عملائه. في هذه الحالة لحق ضرر بكون أحد العملاء، من شأنه أن يتسع إلى ضرر اكبر. 
الحالة الراهنة هي حالة نموذجية للاستخدام غير المناسب وغير المهني لمادة استخبارية سرية. ورجال الاستخبارات الميدانيون المعتادون على استخدام المعلومات الاستخبارية لأغراضهم يحرصون على استخدامها وفقا للقواعد وهكذا يمنع كشف المصادر والمس بها. ترامب هو رئيس جديد بلا أي خلفية استخبارية أو عملياتية وهو يطلع في ايامه الاولى في منصبه على مادة سرية بحجوم هائلة. من الصعب احتواء واستيعاب كل المادة وأيضا احترام قواعد الاستخدام لها. لهذا الغرض منظومة كاملة من الادارة التي تحيط بالرئيس وملزمة بتوجيهه وبالتأكيد من حفظ القواعد. وعليه فلا ينبغي القاء كل الذنب على الرئيس، لانه توجد أيضا مسؤولية على الطاقم الذي يحيط به، والذي في هذه الحالة لم يقم بعمله كما ينبغي. 
على اي حال، فقد وقع الخطأ، وبات الحدث خلفنا. والآن ينبغي الأمل الا يكون الضرر كبيرا وانه يتم العمل على تقليصه. المهم الآن هو استخلاص الدروس وتطبيقها كي لا يتكرر ما حدث.
ان التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة في مجال الاستخبارات يجب أن يستمر في صالح الدولتين، الحليفتين. والرئيس الأميركي ملزم بحكم منصبه ان يرى مادة استخبارية ضرورية لعمله. وعليه فصحيح يفعل طاقم الرئيس اذا ما نفذ تحقيقا مع المحافل الاستخبارية ذات الصلة، ليتأكد من معالجة المادة الاستخبارية وفقا للقواعد في البيت الابيض أيضا.