Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Jun-2017

خطبة الجمعة بين الخطيب والجمهور وليلة القدر - د. فايز الربيع

 

الراي - يتوافد المسلمون في كل جمعة الى المساجد في كل انحاء العالم استجابة لقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فأسعوا الى ذكر الله وذروا البيع.... ) ، وتشكل خطبة الجمعة أهم منبر إعلامي إسبوعي للمسلمين إذ يحضرها في المساجد والبيوت مئات الملايين كأعلى نسبة مشاهدة خلال ساعة من الزمن.
 
لقد خطب الرسول صلى الله عليه وسلم ما لايقل عن ثمانين خطبة لم يصلنا منها الا القليل مع انها تشكل قياساً وأسوة لما يمثله الرسول صلى الله عليه وسلم من قدوة في حياة المسلمين.
 
كما شكلت الخطبة عبر التاريخ منبراً جمع بين الدين والسياسة إذ من مسلتزمات شرعية الخلفاء المسلمين أن يُنقش اسمهم على السكة وان يدعى لهم في الخطبة؟
 
إذن للخطبة أهميتها ومن هنا جاءت العناية بها محتوى ومبنىً ومقاييس كيف تكون الخطبة الناجحة من وحدة للموضوع وحُسن عرض وسلامة لغة، وإهتمام بإنتقاء الموضوع الذي كلما لمس حياة المسلمين وهمومهم ومشاكلهم وطرح لها الحلول ، كانت انجح ، فخطبة في قرية يمكن ان تعالج موضوعاً يشغل بال أهل القرية ، كحدث يحتاج الى رأي والى توجيه وكذلك المناطق وتقسيماتها ، والمدن ومشاكلها ، والريف والبادية وما تتطلب حياتهم من توجيهات مراعين كل الابعاد التي تؤدي الى نجاح الخطبة ولكننا نطرح سؤالاً أدى الى تنميط الدين في خطبة الجمعة هل من الضروري أن يكون الخطيب عالماً شرعياً وأن يكون له لباس معين وهل يمكن أن يتناول خطبة الجمعة تربوي ، أو طبيب ، أو تاجر ، أو ما يماثلهم للتوجيه في الامور التي تخص حياة المسلمين في هذه الحقول كأهل اختصاص ناهيك على ان رأي الخطيب فيما عدا نصاً مقدساً من القرآن والسنة وليس تفسيرهما هو رأي يؤخذ به أو لا يؤخذ ولا يعطيه قداسة كونه يتحدث من على المنبر ، لقد خطبت الجمعة سنوات عديدة ، وفي أماكن مختلفة في المدن والقرى وكانت من اصعب الامور علي ، وموضوعها يشغلني طوال الاسبوع لأنك تتحدث من على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا بد أن تحترم الألآف الذين يستمعون إليك وفيهم من هو أعلى منك ثقافة وتعليماً ، ولا بد ان نفرق بين ما يطرح بالدرس قبل الصلاة وبين ما يطرح من موضوع في خطبة الجمعة ، وساتحدث إن شاء الله عن هذا الموضوع مستقبلاً.
 
أما الجمهور نحن ، فنستمع الى الخطيب ولا نتحدث ، وإذا نظرنا في وجوه المصلين ونجاحه في رمضان ، وامام اجهزة التكييف في الغالب ، شرود الذهن ، أو مغالبة النعاس يساعد في ذلك أن بعض الخطب لا ترقى الى مستوى معلومات الابتدائي التي أخذناها في المدارس في كتب التربية الاسلامية ، أما لباسنا فحدث ولاحرج.
 
أثناء عملي في المغرب رأينا الناس يحضرون الى صلاة الجمعة بلباس شبه موحد (زي مغربي) ، نحن من هنا في المشرق تشكل بيجامة النوم ، او الدشداش غير المكوي ، أو اللباس غير المتناسق مظهراً غير متناسق ولا يتناسب مع قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا خذوا زينتكم عند كل مسجد.... ) فالزينة تكاد أن تكون مفقودة إلا من رحم ربك.
 
وملاحظة في غاية الاهمية نحن نصطف للصلاة منتظمين ، وما إن يفرغ الامام من قوله ( السلام عليكم ) نتدافع عند الباب يكاد يخنق بعضنا بعضاً هل استفدنا من خطبة الجمعة وانتظام الصلاة- أكيد الجواب بالنفي ، أما ليلة القدر التي نسىء فهم ذكراها ،ومناسبتها ، ونعتقد أننا نحضر جملة من الطلبات يمكن أن تتحقق ويمكن ان نرى ليلة القدر ، وموضوع ليلة القدر بحاجة الى تجليات علمية اكبر مما هو متداول بيننا وفي كتبنا لقد جاءت ليلة القدر إحياء لنزول القرآن، والأمة بليلة القدر كرمت بالقرآن الذي أحيا هذه الأمة ، وصنع لها مجداً ، واستعادة ذكرى ليلة القدر ، هو بإعظام القرآن والرسول في حياتنا ، فنبحث عن أثر ليلة القدر في اصلاح حالنا كما طلب القرآن منا ، إصلاح حال امة تمزقت ، وشعوب تتقاتل وكيانات تتصارع وفقراء على ابواب اغنياء متخمين ، وإبتعاد عن منهج العمل واللجوء الى التواكل والكسل وندعو على الكفار وهم ينعمون بالاستقرار ويزدادون قوة ، ونحن نزداد ضعفاً ونريد من الله أن ينوب عنا ونحن ادواته في الحياة الدنيا ، في أن يأخذهم عدداً ، ويمزقهم بدداً ، ولا يغادر منهم أحداً ويجعلهم هم واموالهم وذراريهم غنيمة للمسلمين كيف؟ فقط بالدعاء في ليلة القدر أو غيرها ، نبحث عن ليلة القدر بين بيوت الفقراء وليس في اروقة المساجد ، وفي كل مكان يمكن أن تجعل منه ليلة قدر ، ولكن من خلال استحضار منهج القرآن ، والا سنبقى في طقوس وشكليات ونمطيات ، لم تتغير بها حالنا ولن تتغير بهذا الاسلوب ، وهذه الشكليات والنمطيات بالرغم من الراحة النفسية التي نجدها فيها بعيداً عن تعب الحياة وشظف العيش وللحديث بقية.