Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Sep-2017

لغتنا العربية - أغلى ما تملكه حضارتنا - د. عميش يوسف عميش
 
الراي - في قراءة لكتاب «فقه اللغة» لمؤلفه - الامام ابي منصور عبدالملك بن محمد بن اسماعيل الثعالبي. صدر عن مكتبة الاسرة الاردنية - القراءة للجميع (2016). وطبع في مصر عام (1384هـ). 432 صفحة وثلاثون باباً. اما الكاتب والاديب الثعالبي فقد ولد في نيسابور عام (350هـ - 962م) وتوفي في (429هـ - 1038م). وسمي الثعالبي نسبة الى خياطة جلود الثعالب - لأنه كان فراءً.
 
قال عنه الادباء العرب: كان طويل الباع في الآداب. رقيق العبارة. دقيق المعاني. وافر الفكاهة. وقام بتأليف عدة كتب. وكان وقته راعي تلعات العلم وجامع اشتات النثر والنظم. ورأس المؤلفين في زمانه. وسار ذكره سير المثل. وطلعت دواوينه في المشارق والمغارب طلوع النجم في الغياهب. ان فكرة قراءة هذا الكتاب هو الحديث عن فقه اللغة بعد ان انقسم العقل العربي على نفسه واهمل لغته العربية التي هي ارث تاريخ حضارتنا العربية واساسها وهي ذات رسالة ومعاني انسانية قديمة كقدم تاريخ امتنا العظيمة. انها لغة غالية على قلوبنا وكاملة تمام الكمال، وهي افضل مدرسة فكرية لأجيالنا القديمة التي لم نبذل جهدنا ولم نعطها فكراً كي لا تبقى شيئاً تقليدياً جامداً يخلو من التحريف والمهاترات حتى ومع الاسف مناهج التعليم بكل مراحلها لم تبرز لغتنا كشيء مهم وجزء اساسي في التعلم والتعليم. واصبحت لغتنا تعتمد على الحفظ والتلقين ولم نعد نقرأها ونكتبها بجدارة، وضيعنا الكثير من هيبتها، وها نحن في الالفية الثالثة نتذكر كيف كنا في الالفية الفكرية الاولى وحتى جزء من الالفية الثانية. اين الابداعات العربية التي مجدت سطورها ادباً وشعراً وفلسفة وعلماً. وخلقت الكتاب والادباء والشعراء والعلماء الذين ابدعوا وحرصوا على رعاية لغتنا. ثم وللأسف تقهقرت مناهج الادباء والكتاب وحتى ذوي الفقه واصبح علم اللغة ضعيفاً فقيراً لا تراث ما كان له من قبل.
 
يتحدث الثعالبي عن الذين اخد عنهم في كتابه وعددهم (37) اديباً.
 
وفي الفصول الثلاثين يقوم الثعالبي بتفسير كل كلمة وكل جملة ومعناها في اللغة العربية الاصيلة واعطاء كل المرادفات لها والاسماء البديلة. اما الابواب (1) في الكليات وهي ما اطلق علماء اللغة في تفسيره لفظه كلٍ. (2) في التنزيل والتمثيل في طبقات الناس وذكر سائر الحيوانات وأحوالها وما يتصل بها. (3) في الأشياء التي تختلف أسماؤها وأوصافها باختلاف احوالها. (4) في أوائل الأشياء وأواخرها. (5) في صغار الأشياء وكبارها وعظامها وضخامها. (6) في الطول والقصر. (7) في اليبس واللين. (8) في الشدة والشديد من الأشياء. (9) في القلة والكثرة. (10) في سائر الأحوال والأوصاف المتضادة. (11) في الملء والامتلاء والصفورة والخلاء. (12) في الشيء بين الشيئين. (13) ضروب من الألوان والآثار. (14) في أسنان الإِنسان والدواب وتنقل الأحوال بها وذكر ما يضاف إليها. (15) في الأصول والأعضاء والأطراف واوصافها وما يتولد منها ويتصل بها معها (16) في صفة الأمراض والأدواء سوى ما مرضها في فصل اداء العين وذكر الموت والقتل. (17) في ذكر ضروب الحيوان وأوصافها. (18) ذكر أحوال وأفعال للإِنسان، وغيره من الحيوان. (19) الحركات والأشكال والهيئات وضروب الضرب والرمي. (20) في الأصوات وحكاياتها. (21) في الجماعات. (22) في القطع والانقطاع وما يقاربهما من الشق والكسر وما يتصل بهما. (23) اللباس وما يتصل به ، والسلاح وما ينضاف إليه وسائر الآلات والأدوات، وما تأخذ مأخذها. (24) الأطعمة والأشربة وما يناسبها. (25) في الآثار العلوية وما يتلو الأمطار من ذكر المياه وأماكنها. (26) في الأرض والرمال والجبال وسائر الأماكن والمواضع وما يتصل بها ويضاف اليها. (27) في الحجارة. (28) في النبت والزرع والنخل. (29) ما يجري مجرى الموازنة بين العربية والفارسية. (30) في فنون مختلفة الترتيب في الأسماء والأفعال والصفات.
 
ثم يتحدث عن العلما ال (37) الذين اخذ عنهم الثعالبي في كتابه نقلاً. ويتحدث عن انجاز اللغة والادب والشعر والكتب التي الفوها وابرز ما فيها وتواريخ حيواتهم.
 
كتاب فقه اللغة لم يترك كلمة واحدة في لغتنا العربية دون وضع تفسير لها و كلمة مماثلة وشرح معناها والمكان الملائم الذي يجب ان تكون فيها هذه الكلمة العربية.
 
انه عمل عظيم يفسر لنا لغتنا العربية اساس وجودنا ونهضتنا ومستقبلنا وعلينا واجب وطني وقومي ان نجعل اطفالنا واولادنا ذكوراً واناثاً ونساعدهم في البيت والمدرسة والجامعة كي يتقنوا كتابة لغتنا العربية وقراءتها وان نزودهم بالمراجع ونجمعهم في حلقات للتدرب والابداع - ان لغتنا العربية - اغلى ما تملكه حضارتنا واساس وجودنا ومستقبلنا.