Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Mar-2019

من ينتصر في النهاية..؟!*حسين الرواشدة

 الدستور-نخدع انفسنا، والناس في مجتمعاتنا ايضا، اذا لم نصارحهم بالحقيقة، وهي ان الصراع بين دعاة الاصلاح والمطالبين به وبين خصومه وروافضه والمستفيدين من «اجهاض» مشروعه، ليس سهلا، كما ان طريقه ليست مفروشة بالورود.

هذه حقيقة يجب ان تدركها المجتمعات العربية التي تبحث اليوم عن موطىء قدم على طريق «التغيير» او «التحول» نحو ديمقراطية منتجه تخلصها من «تركة» حكومات الماضي المثقلة بالفساد والظلم الاستبداد.
حتى «الانظمة» التي سقطت رؤوسها بفعل «احتجاجات « الربيع العربي، ما تزال «قواها» تتحرك وتؤثر وتحاول ان تستعيد حضورها، بعضها نجح وتمكن من اعادة عقارب التاريخ الى الوراء، والاخرون ما زالوا يخوضون معاركهم انتظارا لاعلان انتصارهم على ارادة شعوبهم، وهذا –بالطبع- مفهوم فقد تربع هؤلاء عقودا طويلة على سدة «الحكم» ورسموا بأيديهم خرائط المجتمع وامسكوا مفاتيحه، وسيطروا على ثروات البلد وصنعوا لأنفسهم شبكات اجتماعية واقتصادية وسياسية يصعب تفكيكها.
في البلدان الاخرى التي تطالب شعوبها بالاصلاح، يبدو المشهد اكثر تعقيدا فالقوى المستفيدة من بقاء الاوضاع كما هي تمتلك كل الادوات: السلطة والنفوذ والمال، وتتحرك في اتجاه واحد ونحو هدف واحد، وتخوض معركتها الاخيرة بكل ما لديها من امكانيات.. اما القوى الاخرى التي تبحث عن الخلاص «بالاصلاح» فلا تملك الا مطالبها وحقوقها العادلة، وهي قليلة التنظيم مشتتة الاهداف مشغولة بالدفاع عن نفسها، وبالتالي فان فرصة انتصارها في هذا الصراع تبدو حتى الان شبه معدومة، كما ان امكانية «افحام» خصومها تحتاج الى وقت طويل .. وجهد كبير ايضا.
هذا لا يعني ابدا ان القوى المضادة للاصلاح والتغيير متيقنة من الانتصار او انها لا تشعر بالخوف من نهاية «اللعبة»، على العكس تماما فهي في قرارة نفسها «ضعيفة» ومرتبكة، ومع كل يوم يمر يتناقض رصيد «قوتها» اكثر فأكثر، فيما تتصاعد على الطرف الاخر «قوة» اصوات الناس ويزداد رصيدهم وتتحول افكارهم ومطالبهم الى «ولادات» حية تمشي على الارض، وتضيف الى اعدادهم اعدادا جديدة.
ثمة من يحاول ان يختزل صورة الصراع على «الاصلاح» بين فريقين: احدهما يقف في الشارع، يصرخ ويطالب ..والآخر يجلس على مقاعد «المسؤولية» يتفرج ويقرر ويحاول ان يدير «المشهد»، وهذا – في تقديري - صحيح جزئيا، لكنْ، ثمة طرف اخر يقف وراء الصورة ويمثل اغلبية المجتمع او «الناس» الذين ما زالوا يراقبون وينتظرون.. تُرى في اي رصيد سيصب هؤلاء اصواتهم؟ والى اي طرف سينحازون؟ هذا هو السؤال الذي يحيّر الجميع.
لدى كل طرف من جولات الصراع على «الاصلاح» ما يلزم من ادوات لاستمالة الاغلبية، ثمة من يملك المال والنفوذ، وثمة من يملك اوراق الواقع الصعب الذي يحتاج الى اصلاح، ثمة من يرفع فزاعات التخويف من العبث القادم على «عربة» التغيير، وثمة من يرفع شعارات «المستقبل» الافضل القادم من بوابة «العدالة» والحرية.
يبدو سؤال «الحسم»: من ينتصر او يفوز في النهاية او في لحظة المخاضات التي قد تطول سؤالا مشروعا، لكن من حسن حظنا ان الاجابة الصحيحة عليه موجودة لكل من يريد ان يفتح عينيه على التاريخ القريب والبعيد، وما فيه من تجارب تؤكد ان كلمة «الشعوب» هي الاعلى، وان انتصار «الاصلاح» هو السنّة الباقية، والنافذة ايضا.