Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Apr-2018

الرصاصة المتفجرة - ب. ميخائيل

 

هآرتس
 
الغد- في العام 2008 "الرصاص المصبوب". إسرائيل استخدمت الفوسفور الابيض. جريمة حرب. في العام 2014 "الجرف الصامد". إسرائيل قصفت بصورة محمومة. مئات المدنيين قتلى. جريمة حرب. في العام 2018 لا يوجد اسم للعملية البطولية. "عملية العار" يبدو اسم مناسب. في الاسابيع الاربعة الاخيرة اطلق عشرات القناصة المسلحين والذين يلبسون الستر الواقية النار على 1717 شخصا. 39 شخصا منهم قتلوا و1680 شخصا اصيبوا (حتى صباح يوم الاثنين). اثنان من المثقبين بالرصاص ربما كانوا مسلحين، والباقون لم يكونوا كذلك. أحد منهم لم يهدد حياة أي جندي، وأحد منهم لم يهدد فخامة الجدار.
اصابات الكثير من الجرحى مخيفة، حسب شهادات الاطباء في قطاع غزة (عميرة هاس، 22/4)، وحسب شهود العيان. صور المصابين وجراحهم موجودة في الشبكة. هذه الصور تجمد الدم في العروق، فهي ليست جروحا بنار "عادية"، بل جروح شريرة، وحشية وغير إنسانية. جميع الاطباء يعطون نفس الوصف. مكان دخول الرصاصة صغير جدا، أما مكان خروجها فهو كبير جدا، أوعية دموية مدمرة ولحم بشري مطحون وعظام مهشمة، وكأنه كان هناك وحش مفترس. 
من لديهم معلومات بسيطة أيضا عن الذخيرة، يعرفون أنه هكذا تبدو الاصابة برصاصة من نوع "هولوبوينت" (رأس مجوف بالعبرية). رغم أن نفس التأثير يمكن الحصول عليه بوسائل اخرى. عيب صغير في الرصاصة يجعلها نذل حقيقي. عند اصابتها للحم تتوسع، تتفتح مثل وردة، واطرافها تدمر كل ما يصادفها في طريقها. ذات يوم سموها "رصاصة الدوم – دوم" على اسم البلدة الهندية التي انتجت فيها للمرة الأولى في نهاية القرن التاسع عشر لصالح جيش الامبراطورية البريطانية. اسمها الرسمي هو "ذخيرة متسعة".
الاستخدام العسكري لهذه الذخيرة التي هدفها التسبب بجروح مخيفة، هو جريمة حرب منذ مائة عام بحسب ميثاق هاج وقانون محكمة الجنايات الدولية والصليب الاحمر. جريمة حرب مثل ابادة شعب وقتل الأسرى واغتصاب الأسيرات الجميلات. وها هو لدينا معادل الـ 2018 لقذائف الفوسفور من العام 2008، وهوس القتل والتدمير من العام 2014. يبدو أن عملية "بدون جرائم حرب" هي أمر يفوق قوة ابنة السبعين عام.
الجيش بالطبع سينتج "تحقيقا"، وسيدعي بالانقضاضات على الجدار وتعريض الشعب اليهودي للخطر. أيضا كل المتحدثين بلسان الجيش الإسرائيلي، سواء كانوا رسميين أو متطوعين، سيجندون كل قوتهم اللفظية من اجل التطهر. من المسموح به الأمل هذه المرة بأن هذا لن ينجح، يمكننا الأمل بأن يتم التحقيق بشكل جدي في هذه الذخيرة التي استخدمها القناصة الأبطال، وأن يتم تحديد هل الأمر يتعلق باستخدام متعمد لهذه الذخيرة الوضيعة أو فقط بـ 1717 فلسطينيا ذوي هشاشة خاصة وقعوا تحت نار القناصة الرحيمة.
على كل حال، من الموصى به للقناصة وقادتهم، ووزير الأمن الشجاع بالطبع، الذي وقف بدون سترة واقية أمام بطاريات المقاليع واسراب الطائرات الورقية للعدو، أن يطالبوا الآن بتمويل حكومي لمحامين. من يعرف، ربما تتحقق كل الآمال ويأتي استدعاء لهم من قبل محكمة الجنايات الدولية؟
حكاية قصيرة للنهاية: في النقاش حول حظر استخدام هذه الذخيرة (هاج، نهاية القرن التاسع عشر)، قال المندوب البريطاني إنه يفهم أنه يتوجب استخدام ذخيرة عادية في الحرب بين "الأمم المتنورة". ولكن "في الحرب ضد المتوحشين يجب السماح باستخدام رصاص الدوم – دوم"، وطلبه رفض.
هل يمكن أن عددا من الجنرالات الكولونياليين ما زالوا يختفون في مكاتب القيادة العامة في معسكر شارونا؟