Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Nov-2019

لبنان كـَ«مَكانٍ» للمُنافَسة العالمِيّة.. عندما تَستثمِر واشنطن «الفَوضى»؟ (2-2)*محمد خروب

 الراي

التدخّل الاميركي الفظّ في الشؤون اللبنانية, بل ومعظم العربية غير جديد وغير مفاجِئ, إن بما تقوم به السفارات يومياً وخصوصاً ما ينهض به جواسيسها من أدوار ومُهمّات تكاد تكون مكشوفة، أم في ما تحمِله تصريحات مسؤوليها, الذين لا يتورّعون عن التصويب مُباشرَة على عواصم وأنظمة بما فيها بعض الحليفة, وكانت السفارة الاميركية في بيروت على أعلى درجات «الشفافية» عندما أعلنَت إنحيازها ودعمها للإحتجاجات, على نحو أثار حفيظة بعض الوطنيين والقوى اللبنانية التي لا تدور في الفلك الاميركية مباشرة او عبر منظمات الـ(NGO,s) التي انتعشت هذه الأيام وأعلنت بوقاحة اهدافها وبرامجها «السياسية» مُتجاوِزة همروجة محاربة الفساد, للتصويب مباشرة على سلاح «حزب الله», في التقاء مُباشر ومُعلن مع الاهداف التي صاغها الاميركيون, وجاءت «شهادة» فيلتمان السافِرَة لتؤكدها, وبخاصة دعوته «الإسراع» لـِ«تسليح» الجيش اللبناني. دعوة تستبطِن «سُخرِية» واضحة, بخاصة ان واشنطن نفسها تحول دون تسليحِه, وتمنع محاولات تسلّحه من دول اخرى, فضلاً عن تواضع قيمة «الدعم» الاميركي للجيش اللبناني, التي لا تتجاوز بضع عربات مدرعة ومدافع ليس فقط في انها خردة حلف شمال الاطلسي, بل غير قادرة على مواجهة اسرائيل في الحدود الدنيا، وهي مُكرّسة فقط لادارة حرب «أهلية» ومواجهة «تنظيمات» داخلية (إقرأ حزب الله).
 
وليد جنبلاط الذي شارك وحزبه في كل حكومات لبنان بعد اتفاق الطائف, «اعترَفَ» بعد «نعيه» اتفاق الطائف وعهد العماد عون، في تصريح مُرِاوغ «بتدخّل بعض السفراء ووزراء الخارجية» الأجانب في تشكيل الحكومة اللبنانية, مُتهِماً تدخّل هذا البعض (الذي لم يُسمّيه خِشية الإشارة الى داعميه في واشنطن)، بزيادة التعقيد, الى جانب الطبقة السياسية الرافضة للتنازل والمُتمسِّكة بالبقاء.
 
توصيف بائس يتوافَق ومعادلة «سمك،لبن.. تمرهندي، هذا هو مضمون آخر إبداعات جنبلاط, الذي أضافَ في لعبة تمويه أتقنَها منذ «وراثتِه» الراحل العروبي الكبير.. كمال جنبلاط: «وكي - لا نزيد التنظير والتأويل حول ما سبق ان قُلته، أتمنّى «يستطرِد» أن يتوافَق السفراء والخبراء وكبار القوم بسرعة, لتشكيل الوزارة «وكُلهم» بلا استثناء (كذا) يُؤيِّد استقرار لبنان «(خَتمَ الزعيم التقدّمِي)».
 
لم يّرَ جنبلاط كما جعجع وخصوصاً الحريري, في «كلام» فيلتمان اي خطورة او مَسّ بالشعار الكاذب الذي رفعوه.. «حرية.. سيادة استقلال» عندما أَمَرَهُمْ فيلتمان نفسه كسفيراً لبلاده في بيروت.. بـ«إشهار» فريق 14 آذار, حتى عندما «نصحَ» فيلتمان في «شهادته» الاخيرة... لبنان الى «القبول» بترسيم الحدود البحرية (مع اسرائيل ولصالِحها بالطبع) تحت ذريعة «البدء باستثمار قطاع النفط والغاز».
 
هذا ما تريده اميركا في النهاية منذ الوسيط «هوف» صاحب «الخط» الذي لم تتراجع عنه اسرائيل وواشنطن, وهكذا دائماً تثير اميركا الفوضى وتستثمرها في بلادنا لتحقيق اهدافها الاستراتيجية, ولم تكن «شرعَنة» المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية, إلاّ جزءاً من هذه الاستراتيجية التي تضع مصالح كيان العدو الصهيوني على رأس أولويّاتها.
 
.. عن أي «ثورة» في لبنان و«خارِجِه».. يَتحدّثون؟