Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Jul-2017

الخليل على لائحة التراث العالمي

 الأردن: القرار الأممي يسهم بحماية المدينة من المخاطر الإسرائيلية

 
برهوم جرايسي
القدس المحتلة - عمان -الغد-  أقرت منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو"، إدراج البلدة القديمة في مدينة الخليل المحتلة، على قائمة التراث العالمي، بكونه موقعا فلسطينيا، وهذا يعد نجاحا دبلوماسيا فلسطينيا، تحقق رغم كل المحاولات لمنع القرار من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي عمل سفيرها على إهانة المنظمة الدولية، بشكل غير مسبوق. وقد رحب الأردن، على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني بالقرار، كما لاقي القرار ترحيبا فلسطينيا واسعا.
وكانت المجموعة العربية وبضمنها فلسطين، قد تقدمت بطلب ادراج البلدة القديمة في الخليل، والحرم الابراهيمي فيها على لائحة التراث العالمي، كموقع فلسطيني خالص. وسعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على مدى أشهر عديدة، لإسقاط الأمر عن جدول الأعمال، أو لضمان أغلبية ضده، إلا أنها فشلت فشلا ذريعا، في الجلسة التي عقدت أمس في مدينة كراكوف البولندية، لتصبح الخليل رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج) وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس).
وجنّ جنون سفير حكومة الاحتلال في الجلسة، وعمد لإهانة المنظمة الدولية في الجلسة ذاتها، ووفق وصف وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن السفير المدعو كرمل شاما، القى خطابا، وجعل هاتفه الخليوي بشكل مصطنع، يرن دون توقف، ثم قال، آسف، فأنا مضطر لأنهي حديثي لأن عامل الصيانة في بيتي في فرنسا، يريد إصلاح شبكة المجاري، وهذا أهم بكثير من قرار اليونيسكو.
وتعاني البلدة القديمة في مدينة الخليل المحتلة من حصار الاحتلال المشدد لها، إذ أنها عملت على تهجير آلاف أبناء البلدة القديمة من بيوتها، فيما أغلق الشارع الأكبر، شارع الشهداء، وأغلقت عشرات المحال التجارية، وتجعل من حياة آلاف الفلسطينيين الباقي في البلدة جحيما لا تجد له مثيلا في العالم، وهذا كله، كي تضمن وجود 400 مستوطن من أخطر العصابات الاستيطانية الارهابية، وبالذات العصابات المنبثقة عن عصابة "كاخ" المحظورة في العديد من دول العالم، ومن بينها الولايات المتحدة، وحتى إسرائيل، التي أصدرت قرارا لا يطبق على ارض الواقع في أعقاب المجزرة التي ارتكبها ارهابي مستوطن، وراح ضحيتها قرابة 50 شهيدا فلسطينيا في شباط (فبراير) 1994.
ولاقى القرار ترحيبا أردنيا رسميا، وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، ان القرار الذي تم تقديمه من المجموعة العربية في اليونيسكو وبدعم عدد من الدول العربية والاسلامية والصديقة يؤكد عدم شرعية الإجراءات والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل، مثلما يؤكد على مواجهة المحاولات الإسرائيلية فرض وقائع جديدة في مدينة الخليل القديمة، وهي انتهاكات مرفوضة وغير قانونية.
وبين الوزير المومني ان قرار وضع مدينة الخليل على لائحة مواقع التراث العالمي، يسهم في حمايتها من المخاطر التي تهدد تراث المدينة من قبل الاحتلال الاسرائيلي. وقال المومني ان الحكومة الاردنية تهنئ العرب والمسلمين في كل مكان بالعالم مثلما تهنئ السلطة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بقرار لجنة التراث العالمي ادراج مدينة الخليل والحرم الابراهيمي على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
ورحبت الحكومة الفلسطينية بقرار "اليونسكو"، وأكدت أن هذا القرار يدحض بوجه قاطع كافة الادعاءات الإسرائيلية المطالبة بضم الحرم الإبراهيمي الشريف إلى الموروث اليهودي، ويؤكد على هوية الخليل الفلسطينية. كما ناشدت الحكومة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات واضحة لمنع حكومة الاحتلال من الاستمرار بالاعتداء على المدينة والحرم الإبراهيمي الشريف باعتبارهما، وكما أكد قرار اليونسكو، تنتميان بتراثهما وتاريخهما إلى الشعب الفلسطيني.
وقالت وزيرة السياحة والاثار الفلسطينية رُلى معايعة إن القرار دحض الادعاءات الإسرائيلية التي طالبت صراحة بضم الحرم الابراهيمي إلى الموروث اليهودي، بالإضافة إلى حماية الحرم الابراهيمي ومحيطه من الاعتداءات الاسرائيلية والتهويد المستمر منذ فتره طويلة وذلك من خلال الحصول على ورقة دولية ضاغطه على الاحتلال بحيث يتوقف عن طمس معالم الخليل وتاريخها وموروثها الثقافي الذي يمثل ارثا استثنائيا عالميا يهم الانسانية جمعاء وليس الفلسطينيين وحدهم.
وصدرت ردود فعل من حكومة الاحتلال، تعكس حالة الجنون من قرار اليونيسكو، ودفاعا عن العصابات الارهابية التي تسيطر على البلدة القديمة في الخليل، إذ قال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين رفلين، وهو من أكبر الداعمين للاستيطان في الخليل، "إن القرار يثبت أن اليونيسكو اطار مصر على الاستمرار في بث الأكاذيب المعادية لليهود". وقال وزير ما يسمى "الأمن الداخلي"، غلعاد أردان، إنه "لا نهاية للتلون، فالفلسطينيون يواصلون حملة التحريض والأكاذيب بواسطة اليونيسكو".
FacebookTwitterطباعةZoom INZoom OUTحفظComment