Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jan-2018

لماذا «نكره» أميركا؟! - صالح القلاب

الراي - استخدمت الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» ثلاثة وأربعين مرة على مدى ثمانية وستين عاماً دفاعاً عن إسرائيل حتى بعد إحتلالها لباقي ما تبقى من فلسطين في عام 1967 والآن إذْ يبادر دونالد ترمب بعد الإعتراف بالقدس الموحدة «الغربية والشرقية» عاصمة للدولة الإسرائيلية إلى محاربة السلطة الفلسطينية مالياًّ ويهدد بقطع المساعدات عنها وعن منظمة «الأونروا» فإن هذا يعني أن أميركا عملياًّ هي إسرائيل وأن إسرائيل هي إحدى الولايات الأميركية وهذا في حقيقة الأمر يعطي مبرراً لـ «داعش» والتنظيمات الإرهابية لإيجاد بيئة خصبة لها في هذه المنطقة التي باتت تعاني من أوجاع كثيرة.

 
وهذا يجعل العرب والمسلمين بصورة عامة يعدون للألف وأكثر قبل أن يُراودهم إعتقاد بأن إيران، «النظام»، دولة معادية بالفعل مثلها مثل إسرائيل وذلك طالما أن كبار المسؤولين فيها يتغنون بسيطرتهم على أربع عواصم عربية وحقيقة أن الولايات المتحدة في عهد هذا الرئيس، الذي أقل ما يمكن أن يقال فيه أنه متهور وأحمق، وأنه بما يفعله أكثر صهيونية من الصهيونيين أنفسهم، يجعل كثيرين في هذه المنطقة وبخاصة في الأوساط الشابة يرون أن الإرهاب مشروعاً وأن «داعش» ضروري طالما أن هناك حرباً أميركية – إسرائيلية ضد الأمة العربية وضد الفلسطينيين والقضية الفلسطينية .
 
مما يعني أن الإرهاب سينتعش مجدداً أكثر من إنتعاشه الآن وأن أنظمة هذه المنطقة المعتدلة وشعوبها أيضاً ستجد أنها غير قادرة على الإستمرار بالتصدي لكل هذه التنظيمات والقوى الإرهابية وغير قادرة أيضاً على إقناع الأجيال الشابة بأن العدو الأول في هذه المنطقة هو أولاً «داعش» الذي يجب أن تكون الأولوية لمحاربته والقضاء عليه ثم بعد ذلك الإلتفات إلى «المحتلين» الإسرائيليين وإلى إيران التي وللأسف قد وضعت نفسها في عهد هؤلاء المعممين الطائفيين والمذهبيين إلى جانب الدولة الإسرائيلية ...وإذْ أن من يحتل دمشق وبغداد وجزئياً بيروت وصنعاء مثله مثل من يحتل القدس الشريف... والضفة الغربية كلها وقبل ذلك حيفا ويافا واللد والرملة وكل فلسطين من البحر إلى النهر!!.
 
والسؤال هنا هو: ألا يوجد يا ترى في هذه الإدارة الأميركية، التي أثبت رئيسها أنه صهيوني أكثر من هيرتزل، ولو عاقل واحد يقول لهذا الرئيس الأميركي بأن عليه أن يتوقف عن هذه السياسات الإنتحارية التي تعرض مصالح أميركا الإستراتيجية لأخطار كثيرة إنْ في الشرق الأوسط وإنْ في كل مكان من الكرة الأرضية وبخاصة وأنَّ عالم القطب الواحد ذاهب إلى التلاشي بعد بروز الصين على هذا النحو وبعدما أعاد فلاديمير بوتين لروسيا الإتحادية مكانة الإتحاد السوفياتي في ذروة صراع المعسكرات والحرب الباردة.
 
كان على هذا الرئيس الأميركي، الذي أقل وصف بالإمكان الصاقه به هو أنه «معتوه» فعلاً وأنه ينظر إلى مصالح الولايات المتحدة التي لا يزال العرب بصورة عامة يعتبرونها دولة صديقة من خلال عيون «صهره» جاريد كوشنر لا بل من خلال عيون بنيامين نتنياهو وعيون الأكثر تطرفاً في الحركة الصهيونية، أن يقتدي بالرئيس الأسبق بيل كلنتون الذي جاء إلى الفلسطينيين في غزة ومعه زوجته وابنته والذي ألقى في المجلس الوطني الفلسطيني خطاباً جعل الحضور يصفقون له حتى أحمرت أكفهم .. وحقيقة وأنا كنت أحد أولئك الحضور أن صورة الولايات المتحدة السابقة قد تغيرت في تلك المرحلة وأصبحت صورة دولة صديقة وليست دولة متآمرة وأكثر صهيونية من الدولة الإسرائيلية!! .