Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Apr-2017

من وراء استهداف مصر؟! - صالح القلاب
 
الراي - سؤال مباشر وبدون لفٍّ ولا دوران: هل يا ترى ستتعرض مصر، أرض الكنانة العظيمة، لكل هذا العنف والإرهاب ولكلِّ هذا الإستهداف مرة بإسم :»أنصار بيت المقدس» ومرة أخرى بإسم «داعش» لو أن «الإخوان المسلمين» بقوا في الحكم ولو أن محمد مرسي لا يزال رئيساً ولو أنَّ محمد بديع ليس وراء القضبان ولا يزال طليقاً وعلى رأس التنظيم العالمي الذي يقول البعض، والله أعلم، أنه أساساً وراء كل هذه المصائب بدءاً بـ «القاعدة» ثم بهذا الذي يسمى :»الدولة الإسلامية»؟!.
 
ثم وأنه لا يمكن تصديق أنَّ «تنظيماً» بمفرده وبدون دعم، إنْ جانبي أو مباشر، قادر على فعل هذا الذي بقي يفعله وبداية بالإنطلاق من سيناء المتلاصقة مع قطاع غزة الذي أصبح بعد إنقلاب عام 2006 تحت حكم «الإخوة» المجاهدين في حركة «حماس»، التي يبدو أنها أصبحت في إتجاه إنهاء إرتباطها بـ»الإخوان المسلمين» وفي إتجاه تغليب «الواقعية» على الأحلام الوردية وعلى البرامج التي لا شك في أنها صحيحة لو لم تكن هناك كل هذه المستجدات على القضية الفلسطينية ومنذ عام 1948 وحتى الآن..؟.
 
كانت إيران في فترة «أُخوَّتها» مع الرئيس عمر أحمد البشير، الذي يحسب له ويقدر أنه اكتشف حقيقة هذا النظام الذي يتدخل الآن تدخلاً «إحتلالياً» في العديد من الدول العربية، قد حاولت تحويل إن ليس سيناء كلها فجزءٍ منها، إلى»قاعدة» لها ليس للقضاء على إسرائيل وتحرير فلسطين ولكن من أجل هذا التدخل.. وحقيقة أن «عينها» كانت على مصر وربما لا زالت طالما أن الوليَّ الفقيه يعتبر أنه الأحق بأن يرث «الفاطميين» و»الإسماعيليين».. وأيضاً والزيْديين والعلويين.. وكل جهة يعتبرها فرعاً للذين يحكمون في طهران بإسم الدعوة «الجعفرية» منذ إنتصار الثورة الخمينية في عام 1979.
 
إنه لا يمكن إلاّ أن تكون هناك «دولة» أو جهة مقتدرة وراء إستهداف مصر وعلى هذا النحو وبكل هذ العنف والدموية والواضح بل المؤكد أن هدف هذا كله هو تسديد حسابات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وعلى أساس أنه إنْ ليس بالإمكان إطاحته إعادة سلفه محمد مرسي إلى موقعه فإظهار أن نظامه، أي هذا النظام، غير قادر على حماية الأقباط المسيحيين.. والمقصود هنا هو التأثير على الدول الغربية الفاعلة وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية.
 
إنَّ متابعة عنف كهذا العنف يتطلب إمكانيات أكبر كثيراً حتى من إمكانيات «داعش» الذي غدا قريباً من لحظة الإنهيار والذي من الواضح أن إستخدام إسمه في هاتين العمليتين الأخيرتين من أجل «التمويه» ومن أجل إبعاد الأنظار عن الجهة الفاعلة الحقيقية ومن يدعمونها ولهذا فإن المؤكد أن هناك من يشن هذه الحرب الدموية.. غير الأخلاقية على مصر لـ»تركيعها» ولإرغامها على الإستجابة لإملاءات لا يمكن أنْ تستجيب لها أرض الكنانه التي يتمتع شعبها بعزة نفس تلامس غيوم السماء والتي لا يمكن أن تركع إلا للعلي القدير.
 
لقد إستهدف «المستهدفون»، وسواء أكانوا المعتدين أمْ من يقفون وراءهم، «الأقباط» أولاً ليشعروا العالم الغربي أن نظام عبدالفتاح السيسي غير قادر على حماية هذه الفئة المصرية الأساسية وثانياً لضرب الوحدة الوطنية المصرية وثالثاً لإظهار أن الصراع في المنطقة هو صراع المسلمين مع الأقليات.. وهذا هو هدف الذين دعوا إلى «تحالف الأقليات» بالنسبة للمشكلة السورية.