Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-May-2018

الملك في قمة اسطنبول: عمق القراءة وثبات المواقف

 

رأينا 

الراي - في راهن عربي واسلامي وعالمي يتسم بالغموض والمراوغة وانقلاب المواقف، جاءت كلمة جلالة الملك عبداالله الثاني الرئيسية في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الاسلامي في مدينة اسطنبول التركية لتضيء على ثبات المواقف الاردنية من القضية الفلسطينية والتطورات المتلاحقة التي ترافقها منذ ان انحازت الادارة الاميركية الحالية لاسرائيل وضربت عرض الحائط بالقانون الدولي ودورها المفترض كوسيط بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي فضلاً عن تجاوزها المعلن للمواقف التي دأبت الادارات الاميركية المتعاقبة على اتخاذها في شأن مكانة القدس في الصراع وأنها وفقاً

للقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والاتفاقات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني
والاسرائيلي هي من ملفات التفاوض النهائية ولا يجوز لأحد اتخاذ اي اجراء احادي الجانب
وان القدس هي مدينة محتلة شأنها شأن الضفة الغربية المحتلة.
من هنا جاءت كلمة جلالة الملك واضحة الكلمات والمصطلحات والرؤى مستندة الى
فهم عميق ودقيق لطبيعة الصراع ومآلاته وإعادة للتأكيد على ثوابت الاردن بالنسبة
الى المدينة المقدسة التي كانت وستبقى توأم عمان ومفتاح السلام والوئام والقِبلة
الاولى للمسلمين الذين لن يفرطوا بمكانتها تحت أي ظرف.. في الوقت ذاته الذي لفت
جلالته الى حقيقة ما يجري على الاراضي الفلسطينية المحتلة والتي تحاول وسائل
الاعلام الاسرائيلية وقادة حكومتها إبعاد الانظار عما يجري من غزو وانتهاكات تمارسها
 
 
قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين وقد آن الاوان لان تتوقف، مُطالباً جلالته بصوت واضح
لا تشوبه شائبة او غموض بضرورة قيام الدول العربية والاسلامية بدعم صمود
الفلسطينيين على ارضهم وتمكينهم من البقاء.
وفي تذكير لعواصم القرار الدولي وللأسرة الدولية كافة لفت جلالته الى ان المنطقة لن
تنعم بالسلام إلاّ بحل الصراع وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية
مُذكراً جلالته الحضور بما كان أضاء عليه جلالته قبل خمسة اشهر وعند انعقاد قمة
منظمة التعاون الاسلامي الطارئة بعد القرار الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة
لاسرائيل وكيف نرى النتائج التي حذر جلالته منها جراء هذا القرار الاميركي المنحاز
ماثلة للجميع، وهي إضعاف ركائز السلام وتكريس الاحادية وتعميق اليأس الذي يؤدي
الى العنف.
كلمة جلالة الملك التي استقطبت اهتمام الحضور ليس فقط لبلاغتها وعمق قراءتها
وتركيزها على جوهر الأزمة المتفاقمة جراء ارتكابات اسرائيل وجرائمها ضد الشعب
الفلسطيني الشقيق وإنما ايضاً في نزوعها نحو التأكيد على الثوابت التي لا يمكن
التفريط بها او المساومة عليها وهي ان القدس الشرقية ارض محتلة وهي من قضايا
الوضع النهائي يتحدد مصيرها بالتفاوض المباشر على اساس قرارات الشرعية الدولية.
وكان جلالة الملك وعلى أعلى درجات الوضوح والصراحة في التأكيد على معنى وجوهر
الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية كواجب ومسؤولية تاريخية
يعتز جلالته والشعب الاردني ويتشرف بحملها في الوقت ذاته الذي سيواصل فيها
الاردن بالتنسيق مع الاشقاء في السلطة الوطنية الفلسطينية وبدعم ومساندة
العرب والمسلمين حمل هذه المسؤولية والعمل على تثبيت صمود المقدسيين
والتصدي لأي محاولة لفرض أمر واقع جديد او تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.
مؤكداً جلالته في قراءته العميقة للراهن الذي تعيشه المنطقة اننا دعاة سلام
حقيقيون وعلى الجميع العمل لإنهاء حالة الاحباط والغضب عبر تحقيق السلام الذي
يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وهذا السلام المنشود لا
يمكن ان يتحقق إلاّ إذا كانت فيه القدس رمزاً للوئام بين اتباع الديانات السماوية.. لا
سبباً للصراع.