Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Jan-2017

عن ذكائنا الاجتماعي «1» - بلال حسن التل

 

الراي - إلى أي حد يتمتع أفراد مجتمعنا بالذكاء الاجتماعي، الذي يتجسد سلوكاً إيجابياً يعكس، حالة حضارية، نحب أن نتصف بها ؟ للإجابة على هذا السؤال دعونا ندقق في الكثير من تصرفاتنا اليومية لنعرف كم هي إيجابية ومن ثم كم هي متصفة بالذوق وبالذكاء الاجتماعيين وقبل التدقيق في سلوكنا وتصرفاتنا اليومية دعونا نتذكر أن ذوق الشخص وتصرفه هو أحد أهم مظاهر شخصيته وتجلياتها، مثلما هو في الوقت نفسه أحد أهم مكونات هذه الشخصية وصفاتها ذكاءً أو غباءً، ثقاقةً أو جهلاً فلنرى كم يتجسد ذلك في سلوكنا كأفراد.
 
السلوك الأول الذي نحب أن نتوقف عنده لانه يتكرر مع كل واحد منا عشرات المرات، خاصة في ظل انتشار أجهزة الخلوي التي صارت جزءاً أساسياً من حياتنا، بل لعلنا نمضي جل ساعات يومنا، « أي حياتنا « ونحن نثرثر عبر الخلوي « ومن ثم فإن تعاملنا مع هذا الجهاز يعكس مدى إيجابية سلوكنا ومن ثم مدى تحضرنا، وذكائنا الاجتماعي والسؤال كم منا هم أولئك الاشخاص الذين غالبا ما يتجاهلون الرد على هواتفهم، خاصة إذا ظهر اسم المتصل علماً بأن التجاهل سلوك سلبي له علاقة بالذوق ومن ثم بالذكاء الاجتماعي؟ 
 
وارتباطاً بالهواتف والرد عليها، فمن الممكن أن يصلنا هاتف في وقت غير مناسب للرد بسبب انشغالنا باجتماع، أو غير ذلك من ما يحول بيننا وبين الرد الفوري على المكالمة الهاتفية، والسؤال هو كم منا أولئك الذين يعاودون الاتصال بالأشخاص الذين لم يتمكنوا من الرد عليهم بصورة مباشرة، أم أننا نواصل سياسة التجاهل، أي ممارسة السلوك السلبي الذي يفتقر إلى الذوق والذكاء الاجتماعيين.
 
وارتباطاً بالهواتف واستخدامها وعلاقة ذلك بالذكاء الاجتماعي، نسأل كم منا من يحسن اختيار التوقيت المناسب للاتصال بالآخرين واقتحام خصوصيتهم؟ فهل من المناسب الاتصال في ساعة مبكرة من الصباح، أو في ساعة متأخرة من الليل، طلبا للواسطة أو دعوة لمناسبة اجتماعية،أو لمجرد الثرثرة مع ما في الاتصال المبكر أو المتأخر من إزعاج وإثارة للهواجس والمخاوف، ألا تدل هذه الممارسة على غياب الذكاء الاجتماعي عند من يمارسها؟
 
وارتباطا باستخدام الهاتف وعلاقة هذا الاستخدام بالذكاء الاجتماعي، تبرز صورة في غاية الفجاجة، هي استخدام الهاتف أثناء قيادة السيارة، بكل ما يسببه ذلك من حوادث سيروقبل ذلك من مخالفة للقانون ,هذا أن تجاهلنا عادة التحدث في الخلوي أثناء المشي في الشارع والذي يتخلله أحيانا كثيرة من اصطدام بالمارة، وكلاهما استخدام الهاتف أثناء قيادة السيارة أو أثناء المشي في الشارع سلوكين يفتقران إلى الذكاء الاجتماعي.
 
وفي إطار الحديث عن سلوكنا في الشارع فإن الكثير من تصرفاتنا في شوارعنا تعكس إلى أي مدى انحدر الذوق العام والشخصي في مجتمعنا وكذلك الذكاء الاجتماعي الذي صار متدنياً في سلوكيات شرائح متنامية في هذا المجتمع، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر تناول الطعام في الشارع، أو في الحافلات أو في الأماكن العامة غير مخصصة للطعام والشراب ويزيد من أذى هذه الممارسة طريقة بعضهم في الأكل، وما يخرجه أثناء الأكل، من أصوات مزعجة، عداك عن ما في تناول الطعام في الشارع والمكان العام من أذى لمشاعر جائع. لا يجد ما يسد به رمقه. ولذلك كان النهي عن ذلك من آداب رسول الله عليه السلام، مثلما نهى عليه السلام عن إيذاء النفس والغير، كما نرى في الكثير من السلوكيات التي تتم في شوارعنا.
 
من ذلك ممارسة « التشحيط و التخميس « في السيارات وفي عرض شوارع رئيسية وفي ميادين رئيسية أيضا، فأين هو الذكاء في تعريض النفس والغير للخطر، ناهيك عن الإزعاج الكبير الذي تسببه هذه الممارسة التي لا معنى لها، إلا التهور ومحاولة إثبات الذات أو لفت الأنظار، وهي ممارسة لا تقل عنها إيذاء للآخرين وتعبيراً عن غياب الذوق والذكاء الاجتماعيين ممارسة إطلاق زوامير السيارات ، أو إصدار أصوات مزعجة من عوادمها ، أو إغلاق الطرق بالمواكب فكلها ممارسات تفتقر إلى الذوق وإلى الذكاء الاجتماعي، ومثلها فتح مكبرات الصوت سواء في السيارات أو الصالات بالموسيقى الصاخبة ، التي تتحول إلى مصدر للإزعاج بدلاً من أن تكون مصدراً للراحة والاسترخاء ، لكنه الغباء الاجتماعي الذي يحيل الأشياء الجميلة إلى أعمال قبيحة تعج بها شوارعنا تعبيراً عن غياب الذكاء الاجتماعي عن الكثير من تصرفاتنا.
 
Bilal.tall@yahoo.com