Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jul-2016

الشرق الأوسط في الخمسين سنة القادمة - د. فهد الفانك

 

الراي - ماذا سيكون حال إسرائيل بعد استكمال انسحاب أميركا من الشرق الأوسط ، هذا عنوان البحث الذي نشره مارتن كريمر – رئيس كلية شاليم في القدس في العدد الأخير من مجلة فورين أفيرز.
 
كريمر متفائل بمستقبل إسرائيل التي يقول إنها تعتمد على نفسها بدرجات متزايدة ، بل إن السياسات التي تتبعها، خلافاً لرغبات أميركا، ثبت نجاحها. وباختصار فإن إسرائيل تحاول أن تمسك بخطوط مستقبلها السياسي والأمني.
 
ليس هذا فقط ، بل إن هذا الكاتب الإسرائيلي يتوقع أن تخطب بعض الدول العربية ود إسرائيل وتطلب منها أن تمد لها مظلة الامن والحماية في ظل انقسامات عربية على أسس دينية وطائفية وكراهية متبادلة ، بل إن الخطر الإيراني الذي يثير قلق الدول العربية السنية ، قد يضطر هذه الدول إلى التقارب مع إسرائيل والاستقواء بها ، من حيث أن إيران ستكون العدو المشترك. هذا الخط من التفكير شائع لدى المحللين ، ليس داخل إسرائيل فقط بل خارجها أيضاً.
 
ما يهمنا بشكل خاص الخارطة السياسية التي رسمها المؤلف لحالة الشرق الأوسط خلال الخمسين سنة القادمة ، لأن هذه الحالة تهمنا بقدر ما تهم إسرائيل أو أكثر قليلاً.
 
يقول المؤلف إن الشرق الأوسط سيكون خلال الخمسين سنة القادمة غير ما كان عليه خلال المئة سنة الأخيرة ، فلن يكون هنا قوة خارجية مهيمنة كما كان الحال في القرن العشرين بعد انسحاب فرنسا ثم بريطانيا وأخيراً أميركا من المنطقة ، ذلك أن هيمنة كهذه ستكون تكاليفها عالية وعوائدها قليلة. مع ذلك ستظل للقوى الكبرى سياسات ومواقف تخص الشرق الأوسط وتقتصر على قضايا محددة مثل البترول والإرهاب. وما عدا ذلك فشعوب المنطقة ستترك لمواجهة مصائرها.
 
إسرائيل ستحاول أن تكون قوة جاهزة لحماية نفسها وجيرانها من الأخطار ، خاصة وأن العامل الإيراني يؤدي عملياً إلى تطبيع إسرائيل في نظر العرب ، وجعلها دولة عادية من دول المنطقة ، أو أنها ستكون عامل استقرار في المنطقة بعد أن كانت (متهمة) بأنها أحد أهم أسباب عدم الاستقرار.
 
باختصار يريد المؤلف أن يقول أن وجود إسرائيل لا يعتمد بعد الآن على أميركا، وأن انسحاب أميركا من الشرق الاوسط يعني أن إسرائيل قادرة على الصمود و حماية نفسها.
 
في إسرائيل يفكرون بما سيكون عليه الحال خلال خمسين سنة قادمة ، ونحن نفكر بما كان عليه الحال في الماضي المجيد. ُترى ما هي خطة الأردن للصمود في المستقبل على ضوء المتغيرات المتوقعة؟.