Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Dec-2020

كفى مع الجنرالات

 الغد-هآرتس

 
بقلم: نوعا لنداو
 
بعد أن دفع قدما بانفعال بني غانتس، عاد رفيف دروكر الآن ليقترح علينا دجال جديد لليسار، الجنرال المناوب غادي آيزنكوت. هل أحد ما يعرف على الاطلاق ما هي ايديولوجيا هذا المسرح من الجيش المذكور أعلاه؟ حتى لا ينتهي بنا الامر مع زعيم “يسار” يؤيد تسوية البؤر الاستيطانية؟ ماذا يهم ذلك. حسب دروكر، هو يجب أن يقود، بالاساس لأنه “توجد له امكانية كامنة لجذب ناخبين اكثر، وهو اكثرهم أهلية لمواجهة بنيامين نتنياهو في مواضيع الخارجية والامن”، (“هآرتس”، 30/11).
إن السعي الحثيث من قبل الوسط – يسار نحو الرتب تحول الى محاكاة ساخرة. رغم كل اخفاقات الماضي، البعيدة والقريبة، إلا أن اعضاء المعسكر يواصلون تخيل زعماء نظريين ومصطنعين لهم، الذين يتم حشرهم في قالب تم تشكيله مسبقا. ومن خلال التمسك بصور الماضي لاسحق رابين واهود باراك، هم يتخيلون شخص أمني كبير من اجل ألا يتم التشكيك بوطنيته، وبهذا يسقطون في البئر التي حفرها اليمين بشكل جيد، الذي يعمل على هز وطنية اليسار. وهم يتجاهلون التجربة السياسية التي راكمها رابين، وحتى اهود باراك، الى أن صعد مشيا وليس بالمظلة الى رئاسة الحكومة. وهم يتجاهلون حقيقة أن السياسة هي مهنة، واكتساب مهارات ضرورية من اجل تطبيق ايديولوجيا وسياسة بالفعل. وكل من تابع من وراء الكواليس ازرق ابيض في السنة الاخيرة عرف الى أي درجة يبرز ويضر بهم انعدام التجربة السياسية.
من المفهوم ضمنا أن الوهم العسكري يبعد النساء عن رئاسة القيادة النظرية هذه. المترشح المتخيل المناوب لن يكون في أي يوم شخص لا يرونه في هذه الدوائر اصلا، وبهذا يرسخون ما هو قائم. والأسوأ من ذلك هو أنه في الساحة السياسية الحالية التي فيها الشراكة السياسية مع القائمة المشتركة ضرورية اكثر من أي وقت مضى، فان وضع رئيس اركان سابق في الواجهة سيصعب اكثر على تحقق هذه الاحتمالية بدلا من دفعها قدما.
كل من يقومون بتتويج الزعماء الذين يتحمسون لرؤساء الاركان السابقين، بشكل عام يكونون مسرورين اكثر اذا كان هذا الجنرال شرقي بالصدفة، وربما حتى تقليدي. ايضا هنا هم يتجاهلون حقيقة أن الهوية السياسية للزعماء لا تكمن بالضرورة في هويتهم الحقيقية، بل بما هم يمثلونه رمزيا. فقط يجب علينا أن نتذكر مناحيم بيغن والنظر الى نتنياهو.
ولكن اكثر من ذلك، يبدو أن من قاموا بتعيين انفسهم يغرقون في تحليل اكثر عمقا للواقع. هيا نرى من يوجد حولنا، في أي قائمة يمكن وضعه، وأي رسائل ضبابية يمكن أن نعطيه لقراءتها، وكم مقعد سيجلب حسب أي استطلاع. هذه المقاربة ستفشل دائما. لأنه غاب عنها تماما العنصر السري في الوصفة، ذاك الذي يقود الى انقلابات كبيرة: الاحاسيس. الرجل أو المرأة الذين يسحبون معهم الجمهور في ضوء الرؤية، بسبب الطريق التي يرسمونها، بسبب التجربة المتنوعة التي اكتسبوها والتي قادتهم الى هذه الاستنتاجات، بسبب من يكونون. بسبب تطلعهم الى القيادة والتغيير. ليس لأن شخص ما قد اختارهم في المختبر حسب سيرتهم الذاتية.
اليسار يحتاج الآن الى شراكة يهودية – عربية، قيادة قيمية لها رؤية واضحة وقدرة تنفيذ ترتكز على تجربة سياسية فعلية. اليسار لا يحتاج مرة اخرى الى جنرال من بورصة الاسماء المملة. واذا كنا نريد طرح اسماء معينة، بدلا من الاشارة الى طريق مرغوب فيها سيسير عليها من يسير، كان بالإمكان على الاقل تحدي الخيال الاجتماعي وتقديم اقتراحات اكثر قدرة على تقديم اختراقة.