Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Oct-2020

الأديبة والناقدة وداد الأيوبي: القصة في أدبنا العربي عميقة الجذور

 الدستور-حاورها: الناقد فوزي الخطبا

 
الدكتورة وداد الأيوبي أديبة وناقدة أستاذة لعدد من المواد الأدبية (الرّواية، والقصّة القصيرة، وأدب الأطفال، والأدب الشّعبي..)، في الجامعة اللّبنانيّة، وقد نالت عددا من الجوائز، منها: حائزة على جائزة سعيد عقل الأدبية 2001، ومن مؤلفاتها «لمسات في معتقل الذاكرة»، و»القصة القصيرة بدايتها وتطورها في العالم العربي»، و»صورة المرأة في الشعر الفلسطيني المعاصر»، و»قيثارة لجدول الحنين»، و»أحاصر ظلّك في نبع الريح».
 
في الحوار الآتي نتعرف على التجربة الإبداعية للأديبة وداد الأيوبي:
 
* حديثنا عن بداياتك الأولى في عوالم الكتابة الإبداعية.
 
- نشأت في بيت جدرانه تتنفس شعراً وفي قرية تتألق جمالا وشموخا اسمها (النخلة) ولها من اسمها نصيب.
 
كان والدي رحمه الله حافظا لكتاب الله ومتقنا فهمه.كان يمدنا بالقصص الجميلة المحتشدة بالعاطفة والمغزى واستنتجنا فيما بعد أنه اقتبسها من القرآن الكريم ومن قصص تاريخية عميقة الدلالة ومن الشعر ما لذ وطاب. وكانت والدتي تترجم الواقع أغنيات مبطنة بالأمنيات.
 
بيت أنبت ضمة من الشعراء والأدباء وكنتُ استشف منهم جميعاً فوجدت نفسي من الصغر أحفظ أشعارا كثيرة لشعراء كبار وذلك من خلال أخوتي وأنا الأصغر ألمّ بمصفاة ذاكرتي المتأهبة لاكتناز الكثير. ووجدتني أقول ما يشبه الشعر قبل أن أعرف الكتابة وأحكي قصصا ولم أتعرف بعد على الأبجدية وكانت الغيوم وحركاتها مورد صوري ونبع خيالي. دهشتي بها ما انتهت ولن تنتهي تلك السابحات على جياد الريح.
 
* تميلين في نصوصك إلى كتابة القصيدة النثرية أكثر من شعر التفعيلة والعامودية، هل من أسباب لذلك؟
 
- كتبت الشعر بكل صنوفه وعندي من الموزون زاد، كتبت كل أنواع الشعر لكنّ انجذابي للحرية والانسياب العفوي دون قيد جعل الحداثة تستولي على معظم ميراثي وليس لنوع الكتابة سبب مسبق هي كالقضاء والقدر تهبط، تدخلنا في دوار، نحلق، نعملق، نتألق وتنساب من وجداننا غدران البوح مغردة بما يجود به النبض الأليق وللقصيدة الحديثة موسيقاها ووقعها وجرسها الموزون على وقع النبض.
 
* يجمع العديد من النقاد أنّ فن القصة القصيرة مستورد من الغرب ودخيل على الأدب العربي، ما رأيك ؟
 
- هذا السؤال جوابه يحتاج إلى مؤلف كامل لما فيه من التجاذبات والآراء والمواقف ولمن باختصار نقول : الحكايات الشعبية وليدة المجتمعات لا يخلو منها مجتمع منذ القدم.
 
كانت الحكايات الشعبية منها الحكايات الخرافية، الحكايات الاجتماعية والحكايات الدينية والحكايات الأخلاقية والأسطورة، كلها وليدة المجتمعات ومستمدة من جذورها وعاداتها وتقاليدها. معظم حكايات الوطن العربي تكاد تكون مشابهة ومشتركة في جذورها وأهدافها وهي مستمدة من الواقع المعاش. ولا شك أن هناك تبادل واقتباس وذلك عندما بدأ الشباب العربي يطالعون أدب الغرب عبر هجراتهم وطلب العلم والثقافة لمن هذا لا يلغي أبداً وجود قصة عربية متجذرة في أدبنا العربي. بعض النقاد ينسب أصل القصة القصيرة إلى الغرب والبعض يجمع أنها وليدة مجتمعنا.. وإني أرى أن لكل مجتمع قصصه والقصة في أدبنا العربي عميقة الجذور عانقت الشعر وتجلت في أبياته منذ العصر الجاهلي إلى اليوم تطالعنا القصائد المبنية على عناصر القصة التامة من زمان ومكان وشخصيات وأحداث وعقدة وحل إضافة إلى عنصر التشويق والجذب.
 
* كتابك «القصة القصيرة بدايتها وتطورها في العالم العربي» الذي صدر عام 2011، ما هي الإضافات الجديدة فيه ؟
 
- أنا لا أقول إن كتابي قد جاء بما لم تأت به الكتب ولكن لكل كتاب دوره في العرض والتحليل وإبراز الأوجه الفنية للعمل الأدبي وقد حملته مقدمة مهمة محتشدة بالمعلومات عن أهمية الكتاب والمطالعة عبر العصور مع شواهد وأمثلة من جميع أنحاء العالم عن دور الكتاب وأساليب الاهتمام به وأنواع القراءات وكيفية التعبير عن أهميته وربما أصبح القارئ كتابا يمشي على قدمين.
 
* كتبت في مختلف صنوف الأدب أين تجدين نفسك بين الحقول المختلفة.؟
 
- خمائل الأدب كلها معطرة مطيبة تغري وتجذب وتتألق بمدخراتها والفنون الأدبية يزهر كل فن بلون ونكهة. أما الشعر فهو ملك الخيلاء..
 
عندي الشعر والنثر الأدبي الرفيع يضاهي الشعر في كثير من مجالاته.. بين شعر ونثر أدبي ترسو سفني وتعتو رياحي ويغرد صفوي ويعربد جناحي.
 
* أنت أستاذة في الأدب والنقد الحديث، نرى معظم أساتذة الأدب العربي عامة والحديث خاصة لا يشاركون في المشهد الثقافي العربي. ما سبب ذلك ؟
 
- إن لم يشارك أساتذة الأدب في كل مجال فمن الذي يشارك؟ إن كان هناك تقصير فما هو من أصحاب الأدب وأهله بل ممن لا يعطونه أهمية من المسؤولين عن رعايته في مجالات التربية والتعليم وكذلك دور الحكومات ولا ننسى أننا أمام هجمة شرسة لاستلاب لغتنا وتشويهها والتقليل من أهميتها خاصة في لغة الانترنيت واستعمال الأحرف الهجينة للتعبير بدل الحرف العربي الأصيل. هي الحرب على اللغة وتضييع هويتها. إنه الصراع المدمّر لأمّنا اللغة وسيدة اللغات.
 
* ما هو مشروعك الأدبي القادم ؟ وما هو العمل الإبداعي الذي تتمنين كتابته ؟
 
- مشروعي هو جمع كتاباتي كلها وهذا أمر صعب لأنه يحتاج إلى أكثر من عمر واحد لكنني ماضية به وقد أصدرت خلال هذه السنة 2020 أربعة كتب شعرية.
 
أما العمل الإبداعي الذي أتمنى كتابته فهو رواية بحجم ذكرياتي وأمنياتي، (وتلك امرأة لا تُختصر بكلمات...).