برهوم جرايسي

الناصرة-الغد-  انتقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في محادثة مغلقة مع نظرائه من الدول المانحة للسلطة الفلسطينية، السياسة الإسرائيلية، واصفا إياها بأنها تقود نحو دولة ثنائية القومية. في حين انتقد ما أسماه "التحريض" ضد دولة إسرائيل، وفق ما كشفت عنه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس. إذ قال كيري للمشاركين، في الاجتماع الذي عقد يوم الاثنين الماضي، انه اذا كان المجتمع الدولي يريد منع هذا الأمر "علينا عمل شيء الآن، أو ان نخرس ونغلق افواهنا".

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين تواجدوا في الجلسة، قولهم إن كيري انتقد الفلسطينيين ايضا، على خلفية ما أسماه، "ازدياد العمليات والتحريض ضد اسرائيل"، لكن كيري ركز في اقواله على البناء في المستوطنات وسياسة الحكومة الإسرائيلية في القدس عموما. وقال "كيف ان زيادة عدد المستوطنين تعبر عن السعي لإقامة الدولة الفلسطينية؟". واتهم كيري اسرائيل بالإخلال بوعودها في التخفيف على حياة الفلسطينيين في الضفة المحتلة.

وقال الدبلوماسيون الغربيون إن اقوال كيري عكست اليأس لديه من اسرائيل والفلسطينيين، إضافة إلى ادراكه هو والقادة في البيت الابيض انه يجب دراسة امكانية وجود قرار في مجلس الامن التابع للأمم المتحدة فورا بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر)، او من خلال اية جهة دولية تتابع الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني، والحفاظ على امكانية تطبيق حل الدولتين في المستقبل. 

وقالت الصحيفة، لقد شدد كيري أمام  عشرات وزراء الخارجية انه بعد حوالي أربع سنوات من الحوار مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، توصل الى استنتاج أن الاعمال التي يقومان بها وتلك التي يرفضان القيام بها تعمق الجمود السياسي. "كل عمل عنيف وكل تصريح حول مستوطنة جديدة يقربان حل الدولة الواحدة"، كما قال. "وهذا ليس حلا بل صراعا أبديا، وكما قال شمعون بيرس في السابق بأننا مستمرون في اتجاه الحرب اذا استمر الوضع الحالي".

وأشار كيري انه منذ اعلان تقرير الرباعية في شهر تموز والذي احتوى على تحذير خطير حول الاتجاه الذي يسير فيه الاسرائيليون والفلسطينيون، تزايد العنف واستمر التحريض  الفلسطيني، ومن جهة ثانية نشرت بيانات حول بناء 2.400 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات وتزايد هدم بيوت الفلسطينيين من قبل اسرائيل. وقدم كيري معطيات تقول انه منذ دخول باراك اوباما الى البيت الابيض العام 2009 وحتى اليوم، ازداد عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية بـ95 ألف مستوطن، منهم 15 ألفا في العام الماضي فقط. "لا يمكن ان يستمر الوضع الحالي"، كما اوضح. "إما أن نقف وراء هذا القول ونفعل شيئا أو نخرس ببساطة".

عند تطرقه إلى ما يسمى "بوادر حسن النية الإسرائيلية" تجاه الفلسطينيين اضاف كيري: "اذا أردنا أن نكون اكثر جدية  تجاه حل الدولتين يجب ان نفعل ما هو اكثر من التحسينات لمرة واحدة. يجب تغيير الديناميكية والسير باتجاه نقل مسؤوليات مدنية اكبر للفلسطينيين في المنطقة ج في الضفة الغربية كما ورد في اتفاقيات سابقة".

لخص كيري خطابه بالقول إن الإسرائيليين والفلسطينيين موجودون على مفترق طرق. "إما أن نغير الاتجاه ونقوم بخطوات جدية باتجاه الدولتين وإما ان يأخذنا الوضع الحالي بعيدا إلى واقع غير قابل للعودة لدولة واحدة لا أحد يريدها ولا أحد يعتقد أنها ستنجح"، كما حذر. "تأثيرات هكذا وضع ستكون أكبر بكثير من الضرر الفوري والتدمير الذي سيحدث. ما يحدث الآن يهدم الأمل ويقوي المتطرفين".