Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Sep-2017

شهادات “مروعة” يرويها ناجون من “الروهينغا” لجأوا لبنغلاديش... قتل بالسواطير والرصاص وإحراق مئات
أ ف ب - 
 
روى ناجون من أقلية “الروهينغا” المسلمة في بورما الحوادث المروعة التي جرت في 25 آب/اغسطس خلال المجزرة، التي ارتكبها الجنود البورميون في إحدى قرى ولاية راخين، شمال غرب بورما.
 
وقال الناجون، من سكان قرية، اونيغ سيت بين، بولاية راخين، والذين تمكنوا من اللجوء إلى بلوخالي، الحي العشوائي الواسع في بنغلادش، إن الجنود البورميين منعوا السكان من الدخول إلى المسجد ووصل رجال مسلحون بسواطير وعبوات وقود، وعندها بدأت المجازر.
 
وقال ماستر كمال (53 عاما) المدرس، الذي نجا من المجزرة التي وقعت في قرية، اونيغ سيت بين، إن “الذين كانوا يجرون قتلوا بسواطير وسقط آخرون برصاص الجيش”.
 
وقال ماستر كمال: “كانوا يحرقون المنازل وهربنا لننجو بحياتنا”، موضحا أنه شاهد ثلاثة من جيرانه يقتلون.
 
وتحمّل أقلية الروهينغا الجيش البورمي وبوذيين متطرفين في هذا البلد مسؤولية أعمال العنف.
 
وقال محمد أمين (66 عاما) وهو مزارع كان والده وجيها في القرية إن عائلته تعيش في اونغ سيت بين منذ ثلاثة أجيال.
 
“كل شيء كان يحترق”
 
قال الرجل الذي كان يرتدي ملابس رثة “إنها المرة الأولى التي نهرب فيها. لم أرَ عنفا كهذا من قبل”.
 
عندما بدء إطلاق النار جرى ليختبئ في الأدغال وعبر نهرا ليفلت من الجنود الذين كانوا يطاردون المدنيين. وقال: “على الجانب الآخر من النهر رأيت أن كل شيء كان يحترق”.
 
ويؤكد الجيش البورمي أن 400 شخص على الأقل معظمهم من المتمردين قتلوا في أعمال العنف هذه.
 
لكن الأمم المتحدة تعتقد أن هذا الرقم مخفض وتتحدث عن سقوط أكثر من ألف قتيل. وقد شهدت قرى أخرى في ولاية راخين مجازر أيضا.
 
ويؤكد اللاجئون من قرية اون سيت بين أنهم شاهدوا أثناء فرارهم أشخاصا يقتلون وجثث ضحايا قتلوا بسواطير أو احرقوا.
 
ويؤكد بعضهم أن الطريق إلى بلوخالي استغرق ستة أيام، بينما اختبأ آخرون واحتاجوا إلى 12 يوما ليعبروا ممرات ضيقة وادغالا كثيفة تحت أمطار غزيرة، قبل أن يصلوا إلى بنغلادش.
 
وقالت انورة بيغوم (35 عاما) إنها اضطرت للقفز في النهر مع ابنها البالغ من العمر أربعة أعوام لتفلت من رصاص الجنود.
 
وفي حالة الهلع هذه فقدت الاتصال بابنائها الخمسة الآخرين خلال لجوئها إلى التلال المجاورة التي كانت مروحيات تحلق فوقها. وقالت: “اعتقدت أنني لن أراهم بعد اليوم”.
 
لكن أبناءها الآخرين الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و12 عاما نجحوا في اللحاق بوالدهم على الحدود واجتمعت العائلة من جديد في بنغلادش.
 
“اعتقدت أنني سأموت”

لكن هناك آخرين لم يحالفهم الحظ.
 
فقد لقي أكثر من مئة شخص مصرعهم خلال عبورهم نهر ناف الحدودي بين البلدين.
 
ووصل جرحى يعتقد أنهم اصيبوا بالرصاص. كما تم نقل قتلى أو من بترت أطرافهم في انفجار الغام على الحدود قال اللاجئون إنها زرعت لمنعهم من الوصول إلى بنغلادش.
 
وروى جمال حسين (12 عاما) أن إخوته الخمسة الذين يكبرونه سنا قتلوا برصاص رشاش في اونغ سيت بين. ولم ير الطفل والديه ولا اخواته السبع.
 
وقال: “كنا معا ثم بدأ إطلاق النار فجأة. لم انظر إلى الوراء لانني اعتقدت أنني سأموت. عندما اختبأت تذكرت كل شيء وبدأت أبكي”.
 
وعلى كتفه آثار جرح صغير يدل على اصابته بشظية رصاصة.
 
ويعيش بعض الروهينغا في بورما منذ أجيال. لكن البورميين يعتبرونهم بنغاليين ما جعلهم أكبر مجموعة محرومة من الجنسية في العالم.
 
وبنغلادش بلد فقير جدا يواجه منذ سنتين تدفق مئات الآلاف من الروهينغا.
 
واللاجئون في بلوخالي ليس لديهم أي مكان آخر ليذهبوا إليه.
 
وقال انورة بيغوم إنها مستعدة “للتسول” من أجل البقاء. وأضافت “إذا لم يكن لدي أي شيء آكله فساتناول التراب لكنني لن أعود أبدا”.