Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Oct-2018

أحزاب صورية - زياد الرباعي

الراي -  هل نستطبع القول بان أحزابنا صورية، وما هي الا الجهة الأضعف في المشهد الديمقرا طي ؟ منذ عقود والحديث الملكي يركز على دعوة دون تدخل ،بضرورة افراز ثلاثة احزاب قوية ،تمثل اليسار واليمين والوسط.

ولكن ما يجري على أرض الواقع العكس تماما ،فالاحزاب تتكاثر لدرجة ان الأغلبية يجهل عددها ،هذا ان عرف عن وجودها ، أو تذكر أسمها وأمنائها، أو عرف عن أي من مفردات برامجها المتشابه كليا، الا من لفظة هنا أو هناك ،والديباجة واحدة.
كل الحديث عن أسباب تراجع الاداء الحزبي غير مبرر ،لمن أراد العمل السياسي ، فحتى في الزمن العرفي ،ظهرت احزاب وعانت الأمرين ، ودفع جل الحزبيين الثمن من وظائفهم ومالهم ، وقارعوا الحكومات ،بل واحتلوا مقاعد تحت قبة البرلمان ومجلس الوزراء.
اما الأن فالفسيفساء الحزبية متحركة ، والتنقلات دائمة للاشخاص والاسماء ، فخلال ثلاثة عقود من عودة الديمقراطية، تنقل الامناء العامين وكبار رجالات الحزب بين المقار الحزبية ، وغيروا يافطات الحزب ، وبعد شد وجذب ائتلفوا وانشأوا تيارات حزبية لغايات واهداف ، لكن سرعان ما طغت الشخصنة ، ففرط عقد الاحزاب ، التي توحدت والتيارات التي تشكلت ،وعادت فردية وشخصية اكثر مما كانت دون برامج او خطوات حقيقية فاعلة للدخول الى البرلمان بقوة شعبية انتخابية، لتشكل الحكومة فيما بعد ، فهذا هو غاية الاحزاب ،وهدفها قياة الحكومة وفق برامج عملية سياسية واقتصادية وخدمية واجتماعية ،وليس الانكفاء بحجة معوقات العمل الحزبي ،والاكتفاء ببيان هنا واخر هناك وفي الوقت المتاخر والظرف غير الملائم.
قد تكون هناك حاجة لتغييرات جذرية في قانون الاحزاب والانتخاب ، لكن قبل ذلك يجب ان يكون هناك اشخاص ،يؤمنون بالعمل الحزبي ، ويدفعون بكل قوتهم للهيمنة السياسية على البرلمان والحكومة ،وفق مبادىء وبرامج ، لا تغيرها عواصف الزمن ،ولا اموال الدعم الحكومي للاحزاب او المناصب.
ziadrab@yahoo.com