Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jan-2018

الأزهر .. «وشدِّ الرحال» - صالح القلاب

 الراي - توقف مطولاً حضور مؤتمر القدس الذي إنعقد يومي الأربعاء والخميس الماضيين بدعوة من «الأزهر الشريف» عند دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) العرب والمسلمين والمسيحيين لـ «شدِّ الرحال» إلى المدينة المقدسة لإشعار أهلها الصامدين بأنهم ليسوا وحدهم وإنهم إذا حصل هذا سيعزز صمودهم في وجه سياسة الإقتلاع و»التطفيش» التي واصل المحتلون إتباعها سابقاً ولاحقاً وحتى الآن والتي إزدادت سطوة وشراسة بعد قرار ترمب بالإعتراف بهذه المدينة عاصمة موحدة لإسرائيل ، الذي يمكن وصفه أيضاً كما وصف وعد بلفور: «أعْطى من لا يملك إلى من لا يستحق».

 
كان رأي (أبو مازن) الذي تبنته غالبية هذا المؤتمر العظيم إنّ «شدَّ الرحال إلى المدينة المقدسة» هو جهاد كالجهاد بكافة أشكاله وأنه واجب يرتقي إلى مستوى واجب الفريضة وأن أهل القدس وفلسطين عندما يرون إخوتهم يأتون إليهم بمئات الألوف والمفترض بالملايين فإنهم سيزدادون ثباتاً في مدينتهم وفي أرضهم وأن الحرب الإقتصادية التي يشنها المحتلون عليهم سيصبح مصيرها الفشل.
 
وحقيقة أن عدد الذين أبدوا تحفظاً وليس إعتراضاً على هذه الفكرة يقل عن عدد أصابع اليد الواحدة وأن الأكثرية أيدت بحماس هائل وأن الذين أيدوا ولكن دعوا إلى التريث لإعطاء مجال للمزيد من المشاورات والمزيد من الدراسات قد تمت الإستجابة لوجهة نظرهم ولكن بدون إجراء أي تصويت تجنباً لإظهار أنه كانت هناك خلافات وهذا لا يليق لا بالأزهر الشريف ولا بإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب الذي يعتبر علماً مرتفعاً من أعلام مسيرة الإسلام التاريخية العظيمة.
 
وهنا فإنه لا بد من الإشارة إلى أن المدافعين عن «تهمة التطبيع»، وبعضهم إما من بقايا الإخوان المسلمين أو من «داعش» و»القاعدة» وبعض المتطرفين من أصحاب أنصاف العقول، يتمسكون بهذه التهمة ليس حرصاً على الشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة، التي هي قضية عربية وإسلامية ومسيحية وقضية أصحاب الضمائر الحية والأحرار في العالم بأسره ، وإنما نكاية بالسلطة الوطنية الفلسطينية وبمنظمة التحرير وبحركة «فتح» وبالرئيس (أبو مازن) الذي ونقول الحقيقة أنه أبدى كفاءة عالية ولا مثيل لها في التعاطي مع تعقيدات هذه المرحلة الخطيرة وبخاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية .
 
إن القدس، قدس الأقصى وقبة الصخرة المشرفة والبراق ومسجد عمر وصعود رسولنا الكريم إلى السماء وقدس المسيح عليه السلام وكنيسة القيامة ، هي لـ «المقدسيين» مسلمين ومسيحيين ويهود غير صهاينة ولا محتلين ولا قتلة وهي للشعب الفلسطيني كله وللعرب كلهم وهي لكل مسلم ومسيحي في الكرة الأرضية وإن «التطبيع» معروف ووسائله ودوافعه وأسبابه معروفة أيضا وأن الفلسطيني والعربي والمسلم والمسيحي عندما يذهب إلى هذه المدينة المقدسة وإلى ما أحتل من فلسطين في عام 1967 فإنه يذهب إلى بلاده وإلى وطنه وإلى شعبه وإنه يعزز صمود هذا الشعب البطل ضد عمليات الإقتلاع والتشريد والترحيل.. وبصراحة فإنه «المطبع» هو من يعرقل ويرفض واجب شدِّ الرحال إلى قدسنا الشريف وإلى بلادنا المقدسة التي ستتحرر بالتأكيد من هذه الغزوة الإستعمارية الإحتلالية كما كانت تحررت من الغزاة الفرنجة الذين هم من وصفوا حملاتهم الإستعمارية بأنها حملات صليبية .