Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Sep-2017

طرق الأغوار..وتبخر المنح ! - احمد ذيبان
 
الراي - سوء الطالع يلاحق سكان الأغوار وزوارها، ليس فيما يتعلق بمشكلات القطاع الزراعي المزمنة فقط، بل «ما يزيد الطن بلة»، رداءة الطرق التي تخدم المنطقة، والمطالبة بإصلاح الطرق تتكرر منذ سنوات.. «لكن لا حياة لمن تنادي»! ومع كل تأخير نخسر المزيد من الأرواح والأموال جراء حوادث السير.
 
ربما يتبادر الى الذهن فورا طريق العارضة، وهي الأسوأ في الاردن من حيث أهميتها، ذلك أنها ممر استراتيجي يربط العاصمة عمان ومحافظة البلقاء ومركزها السلط ، وعليها حركة مرور كثيفة ذهابا وأيابا وبشكل يومي، حيث يسلكها مئات المواطنين من موظفين مدنيين وعسكريين، أو طلبة يدرسون ومن ينشطون في التجارة، وتوريد المنتوجات الزراعية الى الاسواق المركزية، أو لانجاز معاملات وخدمات متعددة في مركز المحافظة، أو لتلقي العلاج حيث يوجد في منطقة الاغوار الوسطى مستشفى متواضع، ويعاني من ضغط هائل. وكل من يسلك هذه الطريق يشعر وهو متوجه الى الاغوار بالقلق والتوتر طيلة الوقت، وكأنه يركب طائرة في حالة هبوط! وأنا شخصيا أعرف الطريق بالمتر لكثرة سلوكها منذ عشرات السنين، لكن قبل بضعة أشهر نجوت بأعجوبة من حادث سير، وشعرت أنني كمن خرج من حادث سقوط طائرة!
 
منظر الطريق المتعرجة عبر الجبال وخاصة في الليل، يبدو ساحرا حيث الاطلالة بديعة على جبال فلسطين ومنطقة الاغوار، التي تنفرد بأنها أكثر بقعة انخفاضاً في العالم «400 متر» تحت سطح الارض، بكل ما يوفره ذلك من ميزات مناخية وزراعية وسياحية، وهنا ينبغي التذكير بأن البحر الميت أحد أهم المواقع السياحية في العالم، وتجدر الاشارة الى الاهتمام الاستثنائي من قبل أجهزة الدولة، قبيل انعقاد القمة العربية في منطقة البحر الميت آواخر اذار الماضي، من حيث النظافة والبيئة والتجميل وإعادة تأهيل الشارع!
 
المسافة المتبقية من طريق العارضة التي تحتاج الى توسعة وإنارة، تقارب 12 كيلومترا فقط، وتمت منذ سنوات توسعة وإنارة الجزء الممتد من السلط الى مثلث الصبيحي! وضمن الوعود التي تم تداولها خلال العامين الماضيين، الحديث عن منحة صينية لتوسيع الطريق، وتم تبادل زيارات الوفود بين البلدين لبحث آليات تنفيذ المشروع، لكن لم ينفذ شيء رغم أن الأخوة الصينيين جادين في عملهم وتعهداتهم، ويخشى أهل الأغوار أن يكون تم تحويل المنحة الى مشاريع أخرى!
 
وهناك مقترح مفيد لخدمة سكان المنطقة، وهو إكمال الطريق الذي يتفرع من طريق العارضة، باتجاه «حمرة الصحن» لكي ينتهي الى «ظهرة الرمل» والمسافة المتبقية هي عدة كيلومترات، واذا أنجز هذا المشروع فإنه يختصر مسافة كبيرة، ويقدم خدمة مهمة لعدد كبير من سكان الاغوار الوسطى وزوارها.
 
والطريق الآخر «الاستراتيجي» الذي يشكل معضلة لمنطقة الاغوار، هو الذي يمتد من الشونة الشمالية الى الشونة الجنوبية، حيث أنه ضيق يتسع لسيارتين فقط بالاتجاهين ومظلم ليلا، وأدعو وزير الاشغال العامة الى المرور ليلا عبر مقطع من هذا الطريق، وليكن الجزء الممتد من مثلث العارضة الى الكرامة، ليكتشف بنفسه الوضع الكارثي لهذا الطريق. وقبل ثلاثة أيام قتل شقيقان وأصيب شخصان آخران، في حادث سير مروع على الطريق في هذه المنطقة.
 
ثمة قيمة مضافة لمنطقة الأغوار، تستوجب تحسين واقع الطرق، فهي فضلا عن كونها مجاورة لحدود الضفة الغربية المحتلة، ومن خلال المعابر الحدودية يتم دخول وخروج الاشخاص والبضائع ! وبذلك فهو يكتسب صفة الطريق الدولي، يخدم منطقة تنموية وسياحية مهمة، حيث تضم مقامات خمسة من صحابة رسول الله عليه السلام، تشكل مواقع تاريخية وجاذبة للسياجة الدينية، وهم ابوعبيدة عامر بن الجراح، وضرار بن الأزور، وشرحبيل بن حسنة، وعامر بن وقاص، ومقام معاذ بن جبل وابنه عبدالرحمن الذي توفي صغيرا. ويضاف الى هذه المواقع، مغطس السيد المسيح شمال البحر الميت.
 
ومنذ عدة سنوات جرى الحديث عن منحة يابانية، تقدر ب «150» مليون دينار لتأهيل هذه الطريق، لكن سكان المنطقة فوجئوا بإبلاغهم من قبل وزارة الاشغال، بأن هناك أولويات أخرى !
 
وبمناسبة بدء تطبيق نظام اللامركزية، أعتقد أن هذه الطرق جديرة بأن تكون على أولوية مجلس محافظة البلقاء، طالما أن الحكومات المركزية أهملت إصلاح هذه الطرق خلال سنوات!
 
Theban100@gmail.com