Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Mar-2020

الديمقراطية الإسرائيلية ونفوذ البيت الأبيض*د.حازم قشوع

 الدستور

لم تفلح صناديق الاقتراع الإسرائيلية على الرغم من شفافيتها في هزيمة نفوذ البيت الأبيض في تل أبيب، ولم تستطع أجواء القائمة المشتركة على أهميتها، تحقيق انتصار سيادي يتمثل في مشاركتها حتى ولو في الظل في تشكيل المربع الحكومي الإسرائيلي القادم، بينما نجح ترامب في انتشال صديقه نتنياهو بعد ما شارف على الغرق في الوحل
 
لولا حبال النفوذ الأمريكي بتدخلات مباشرة من السفير فريدمان وظلال أبعاد ظل الشاب النافذ ذو المنظور السياسي الذي يقف عليه الضالع كوشنير، وبهذا تكون إسرائيل قد فشلت في التقاط اللحظة التاريخية التي يعول عليها في
 
بناء نهج ديمقراطي سليم يقوم على المواطنة.
 
وعلى الرغم من تكليف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، لحزب بيني غانتس تشكيل الحكومة بعد حصوله على 61 من أصوات الترشح الا ان وجود أصوات في داخل حزب أزرق أبيض نادت برفض هذه الشراكة وعدم قبول القائمة المشتركة شريكا في الظل إضافة إلى استقالة ليبيد ويعلون وهما الثنائي الأبرز في حزب ازرق ابيض، أعاد خلط الأوراق وأفشل المساعي العميقة التي كانت قد تجنيها إسرائيل جراء اعترافها السيادي في المكون العربي سياسيا كما تم إعطاؤه هذا المكون الأصيل حقوقه المدنية، وهذا ما يؤكد النية المبيتة التي تقوم الثقافة الإسرائيلية عليها من نهج عنصري عقيم والتي مازالت تقف الدولة الإسرائيلية في سياستها عليها في تعاطيها مع المشهد الداخلي كما الخارجي في ميزان الأحداث.
 
إذن، غانتس الى رئاسة الكنيست وتم انتخابه، والحكومة الإسرائيلية ستشكل على أنقاض حزب أزرق أبيض والليكود بزعامة نتنياهو، الذي لم تفلح في منعه اغلب أصوات الشعب الإسرائيلي بينما استطاع إعادته البيت الأبيض ونفوذه، وهذا ما يكشف مدى قدرته ترامب ومستوى نفوذه في صنع القرار في تل أبيب، وما يؤكد ايضا حجم النفوذ الذي تقف عليه صفقة القرن والإصرار على تنفيذها حيز الواقع، فهل هذا الطرح بات مقبولا مع تعالي درجة نفوذ ترامب وإصراره على تطبيق نهجه، هذا ما ستجيب عنه قادم الأيام.
 
واذا كان نتنياهو قد استطاع من استمالة غانتس وحزبه إلى حظيرته بدعوى تفشي ظاهرة كورونا وقدم له من وعوده الهلامية ما قدم ووعد غانتس بإقامة حكومة وحدة اسرائيلية بالتناوب فان الأيام ستثبت مدى قدرته نتنياهو على التنصل والمراوغة ليعيد انتاج وعود جديدة، وعلى الرغم من ذلك فإن القائمة المشتركة يتوقع أن يكون لها دور اساس في صناعة القرار باعتبارها ستشكل شراكة في معارضة الحكومة، وهذا يتوقع أن يحد من تهور نتنياهو وحكومته لإدخال المنطقة في دوامات من العنف بدلا ان تبحث قيادات المنطقة عن مساحات من التوافق الإنساني والحضاري جراء حالة الوباء التي تشكل تهديدا مباشرا لأمن المنطقة وسلامة شعوبها جراء تفشي هذا الجائحة.
 
إذن بيت القرار الاسرائيلي يؤكد المرة تلو المرة تمسكه بنهجه العنصري الذي يرفض القبول بالآخر، ويقوم بفرض نهجه التوسعي لحين تحقيق ما يرمز له العلم الإسرائيلي دون اكتراث لكل الأصوات التي نادت من اجل الاعتراف بالسيادة الدولية وقوانينها الناظمة، وفى ظل اشتداد المناخات البيولوجية العالمية وإسقاطاتها، فان على صانع القرار في تل أبيب إعادة حساباته، فان المشهد السياسي ما بعد كورونا لن يكون كما قبله لا في صناعة القرار الدولي ولا في منازل تشكيل القوى الجيوسياسية الإقليمية وهذا بات واضحا.