Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Jul-2017

«بعد» و.. لائحة الانتظار! - م. فواز الحموري
 
الراي - بنود، مواعيد، اجتماعات، زيارات، ملفات، وأمور أخرى تم وضعها على لائحة الانتظار منذ بداية شهر رمضان وفترة العيد على أن يتم انجازها خلال فترة قصيرة بعد ذلك، ولكن التأجيل يمتد إلى مسافات أخرى والى وعود قد لا يلتزم بها .
 
ظاهرة التأجيل «لما بعد»، تستحق الوقوف عندها وبشكل مباشر؛ فثمة أمور كثيرة تم ترحيلها منذ زمن ولم تحل حتى الآن وأصبحت لائحة الانتظار طويلة جدا ومقلقة أيضا، فهل نبت في العديد من القضايا المؤجلة ؟
 
منذ أمد طويل ننتظر الفرح الحقيقي بانجاز إصلاح ذات البين بين الأشقاء والشقيقات وبين الآباء والأمهات وبين أفراد الأسرة الواحدة .
 
تضم لائحة الانتظار العديد من القضايا المعلقة لحقوق العباد والمعاملات المتعلقة ببراءة الذمة المالية والمعنوية قبل يوم الحساب حيث لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وتضم أيضا الحاجة لحل الخلافات والنزاعات على أمور بسيطة وسخيفة تنقلب مع التأجيل إلى قطيعة وخصام وحقد.
 
بنود عادية يتم تأجيلها إلى فترات غير معلومة ومنها بعد التوجيهي، بعد يومين، بعد الانتخابات، بعد ما ينتهي العزاء، بعد التخرج، بعد عودة المغتربين، بعد الإجازة الصيفية ، بعد الحج ، و»بعد» كثيرة لا يعلم متى يمكن الوفاء بها ومنها على سبيل المداعبة : « بعد المسلسل ، بعد إنهاء اللعبة ، بعد الزواج ، بعد التسوق ، بعد الإجازة ، بعد انتهاء العروض « .
 
«بعد» وعقب العديد من التغييرات السياسية في المنطقة والعالم، وبعد تولي السلطة مجموعة جديدة يتم التأجيل أيضا لحين استقرار الأوضاع والأحوال ولكن دون إحداث تغيير جذري ويضاف إلى لائحة الانتظار بنود جديدة تبعا للأوضاع المستحدثة والسؤال عما قبل والترحم على تلك الأيام التي لم تكن في أجندتها لائحة انتظار طويلة !
 
بعد جملة من السنوات التي مرت على امتنا العربية والإسلامية، هل ثمة متسع للائحة انتظار لكسب الجولات الحضارية والفكرية للتغلب على العقبات التي واجهتنا طوال سنوات الانتظار ؟ وبعد سنوات من الآن، هل سيكون القادم أفضل ؟ وهل علينا الانتظار مجددا ومطولا ؟ بل متى يمكن أن يأتي هذا « البعد» ؟