Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-May-2018

عبد المحسن قطان: متى نستوعب متغيرات العصر - يوسف عبداالله محمود

 الراي - «حبذا العيش حين قومي جميعٌ لم تُفرق امورها الأهواء (عبداالله بن قيس الُّرقيات) في حوار معمق مع رجل الأعمال الفلسطيني الراحل عبد المحسن قطان قبل وفاته (رحمه االله) طالب النخب الحاكمة في الوطن العربي ان تستوعب ضرورات التقدم ومتغيرات العصر «عصر الحرية والديمقراطية».

«إنني متفائل فعلاً بسقوط اسطورة احتكار الصواب في الوطن العربي ولو بشكل نسبي، ومتفائل بحدوث ما هو اوسع واشمل من عمليات التجميل التي تلجأ اليها بعض الأنظمة. والأمل ان تستوعب النخب الحاكمة في الوطن العربي ضرورات التقدم ومتغيرات العصر». (الحوار منشور في كتاب «حوارات وشهادات»، تأليف:
توفيق ابو بكر، ص 206.( إن عمليات التجميل التي تلجأ اليها بعض انظمتنا العربية لم تعد خافية على أحد، وهي بحق غير مبررة قومياً. الشعوب لم تعد تُضَلَّل! زمن التضليل ولىْ.
هناك قضية قومية مركزية اسمها القضية الفلسطينية هي امانة في اعناق كل العرب من الخليج الى
المحيط، لا يجوز التفريط بها او القفز عنها. من يفرط بها او يهمشها خارج عن الملة.
طالب عبد المحسن قطان الانظمة العربية بإحداث الحد الادنى من «الانفتاح الاقتصادي وحرية الحركة وتحرير القوانين دون ابطاء في الوطن العربي». ص 77 هذا الانفتاح من شأنه «تشكيل قوة اقتصادية تملك القدرة على المساومة والتفاوض مع التكتلات الاقتصادية العملاقة في عالم اليوم. القوة الاقتصادية سلاح جربناه ذات يوم.
وفي حديثه عن «الانتفاضة الفلسطينية»، دعا الرجل الى توفير دعم شعبي ورسمي مضاعف، حاثاً العرب على استخدام كل وسائل ضغطهم الاقتصادي والسياسي على الولايات المتحدة حتى تغير من مواقفها.
وفي هذا الصدد يقول: «الاميركيون يتعاملون مع الحقائق بعض النظر عن العدالة المطلقة والنسبية في صف من تقف هذه العدالة ولمصلحة اي طرف» (الكتاب ص 133.( وبمنطق حكيم يضيف: «إن مضمون سياستهم في التعامل مع الآخرين يتلخص في العبارة المتداولة في اروقتهم السياسية:
«اخلق الحقائق ثم تعال وتحدث». (المرجع السابق ص 134 .(فلنجسد هذه الحقائق على الارض.
وهنا اقول لم ننجح كعرب حتى الآن في استيعاب هذه «العبارة المتداولة في اروقة السياسة الاميركية.
لُحمة التضامن (مع الاسف) باتت مفقودة او شبه مفقودة في ظل الواقع العربي المأساوي الذي نعيشه اليوم.
الحلول السلمية للقضية الفلسطينية تراجعت الى حد كبير، الانكفاء القُطري والاقليمي هو المخيم عربياً، الانكفاء وسيلة الضعفاء. وبمرارة وألم يضيف ابن فلسطين الراحل عبد المحسن قطان قائلاً: «... والذين يجلسون في مقاعد المتفرجين من العرب والفلسطينيين بانتظار انتصار الانتفاضة ليُصفقوا لها، إنما همفي حقيقة الامر يأخذون موقفاً مُخزياً، بوعي او بغير وعي». (المرجع السابق ص 135.( الذين  يكتفون بالتفرج متنكرون لعروبتهم هم سقطُ متاع- اذا جاز التعبير-.
قطان الذي رصد الكثير من أمواله لخدمة الفلسطينيين في الوطن المحتل رحل وقلبه على فلسطين حيث مسقط رأسه.
على امتداد حياته دعا مخلصاً واستجابة لمتغيرات العصر الى «انشاء بنك تنمية عربي» –جامبو- برأسمال لا يقل عن 50 بليون دولار، يدفعه العرب القادرون على مدى معين من السنوات، ويكون هذا البنك بعيدا عن السياسة وتقلباتها، ولا يتأثر بها من قريب او بعيد». (ص 78.( وهذا (كما يرى) مطلب ممكن التحقيق، فثمة «تجربة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي الذي شق طريقه بنجاح وسط عواصف سياسية هوجاء اجتاحت الوطن العربي، دون ان تنعكس على عمله وأدائه في التنمية العربية».
ما دعا اليه رجل الاعمال هذا يتطلب إرادة سياسية واضحة، فنحن –مع الاسف- وفي ظل غياب التضامن العربي الحقيقي بتنا نستورد الأزمات والاضطرابات الاقتصادية. نتعامل مع الخارج من خلال علاقات غير متكافئة. وضعُنا ضعيف، بالرغم مما نملكه من عناصر قوة ضخمة، لا نستخدمها في علاقاتنا بالخارج.
وفي هذا السياق أذكر ما قاله ذات مرة المفكر الراحل محمد عابد الجابري في احدى حواراته قال: «هل يملك الاقتصاد العربي ان يكون حراً؟ السنا محكومين بالافتصاد العالمي ومتطلباته؟ لا بد من تحقيق حد أدنى من التعاون والتنسيق والتكامل بين الاقطار العربية.. وبدون هذا سيبقى الاقتصاد العربي مطبوعاً بما نشاهده الآن من كونه اقتصاداً فائض القيمة فيه، يحوّل للخارج باستمرار، اقتصاداً مُهرباً باستمرار». (المرجع السابق ص .(181 تُرى متى يحدث هذا التكامل والتنسيق العربي الذي دعا اليه امثال عبد المحسن قطان ومحمد عابد الجابري؟ متى تنقشع هذه الغُمة المهيمنة على واقعنا العربي؟ متى نصدُق مع شعوبنا؟ ثوب الهوان متى نخلعه؟