Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Oct-2018

المخدرات الرقمية... آفة جديدة تهدد مجتمعاتنا - الدكتور محمد سالم العتوم

الراي -  برز في الاونة الاخيرة مصطلح المخدرات الرقمية فما هو تعريفها؟ وما سبب انتشارها؟ وهل تعتبر أخطر من المخدرات العادية. وكيف يمكن حماية ابنائنا من هذه الآفة الجديدة؟

يمكن تعريف المخدرات الرقمية أو ما يُطلق عليها اسم»Drugs Digital «أو «iDoser«وهي عبارة عن ملفات صوتية تترافق مع مواد بصرية أحياناً وأشكال وألوان متحرّكة وفق معدّل مدروس، تمّت هندستها لتخدع الدماغ، بشرط ان يتم بث هذه النغمات حسب ترددات مختلفة في الأذن اليمني عنها في الاذن اليسرى. وهي أقرب ما تكون الى رياضة الاسترخاء اليوغا او غيرها من الانشطة التي يمكن ادائها وتنفيذها على دماغ الانسان ليشعر بالنشوة او الاسترخاء وحتى الهستيريا.
ان دراسة حالة الدماغ وطبيعة الإشارات الكهربائية التي تصدر عن الدماغ قد تم دراستها على مر العصور فعملية «النقر بالأذنين»، اكتشفها العالم الألماني الفيزيائي هينريش دوف عام 1839 ،واستخدمت لأول مرة عام 1970 لعلاج الحالات النفسية، وذلك لشريحة من المصابين بالاكتئاب الخفيف والذين يرفضون العلاج السلوكي (الأدوية)، ولهذا تم العلاج عن طريق تذبذبات كهرومغناطيسية، لفرز مواد منشطة للمزاج. ومن هنا تم تطويرها وتحسينها لتصبح مخدرات رقمية وهي آفة تدمر الأشخاص وتهدم المجتمع.
ان السبب الرئيس وراء انتشار هذه الآفة المجتمعية هو ما أحدثته ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ICT في مجتماعاتنا فقد جعلت الأبواب مُشرّعة تماماً بعد أن كانت موصدة، أو شبه موصدة في وجه الانفتاح العالمي وعصر العولمة، حيث غزت تقنياتها الوجود الإنساني بكل أبعاده الروحية والفكرية، وحتى البيولوجية، وساهمت بشكل أو بآخر بتغيير منظومة الوعي الثقافي والاجتماعي في هذه المجتمعات.
فاصبحت الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي اسبابا رئيسية في انتشار المخدرات الرقمية وغيرها من الظواهر التي باتت تهدد تماسك المجتمع وتنزع القيم الأخلاقية والفكرية منه.
اللافت للموضوع ان للمخدرات الرقمية انواعا كالمخدرات العادية حيث يمكن اختيار النوع حسب حالة النشوة التي يرغب المتعاطي بالوصول اليها، حيث ان لكل نوع من انواع المخدرات الرقمية يمكنه أن يستهدف نمطا معينا من النشاط الدماغي، فمثلا عند سماع ترددات الكوكائين لدقائق محسوبة فإن ذلك سيدفع لتحفيز الدماغ بصورة تشابه الصورة التي يتم تحفيزه فيها بعد تعاطي هذا المخدر بصورة واقعية، مما يدفع المتعاطي الى الهلوسة أو للاسترخاء أو التركيز وهكذا.
أما خطورتها فتكمن في سهولة تواجدها على مواقع الانترنت المختلفة وباسعار تتراوح بين ثلاث دولارات الى ثلاثين دولارا. مع عدم وجود اي قوانين في الدول العربية والاجنبية تمنع تداول ترويج هذه المخدرات على الشبكة العنكبوتية. وبالتالي يمكن ان يكون تأثيرها أكبر على الأفراد والمجتمعات اذ انه حقيقة لا توجد اية دراسات أو ارقام تنذر بهذا الخطر المشؤوم الى ان اثارها الجسدية تكاد تكون قليلة نسبيا على المتعاطي مقارنة بالمخدرات العادية وذلك لسهولة الحصول عليها وتحميلها على الهواتف الذكية او الأشرطة الممغنطة وبأسعار قليلة نسبيا مقارنة مع المخدرات العادية.
واخيرا فإننا في هذا المقال ندق ناقوس الخطر في التصدي لانتشار هذه الآفة ونطالب الجهات المختصة (الامن العام، وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة الثقافة) بمتابعة المواقع التي تروج لهذة السلعة الضارة ووضع القوانين الصارمة لمن يتداول او يتاجر بعقول أبنائنا. وتعزيز دور أولياء الأمور وتوجيههم لمتابعة أبنائهم في المدارس والجامعات والتي تعتبر بيئة خصبة لانتشار هذه الآفة مع الاخذ بعين الاعتبار تثقيفهم قبل معاقبتهم.
أمن وحماية المعلومات والشبكات