Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Mar-2017

الحسن بن طلال.. قصة وفاء رسالة بمناسبة عيد ميلاد سموه حفظه الله - عبدالله كنعان
 
الراي - لو قدر لمبدع أديبا أو كاتباً أو روائياً أن يكتب (قصة وفاء)، لما وجد أجمل ولا أروع من قصة وفائكم، للأردن وطناً، ولأهله وعشيرته عزوةً، ولعرشه الهاشمي قائداً لمسيرته وتقدمه وأمنه واستقراره، إنها قصة وفاءِ لعروبتكم وقوميتكم وعقيدتكم، ووفاؤكم يا مولاي من نوع فريد، تقاسمه وطن اسمه الأردن، وأسرة هاشمية كريمة المنبت والجذور، وشعب بادلكم وفاءً بوفاءً، فقد كنتم قرة عين جلالة المغفور له الملك الحسين وساعده الأيمن، كما وصفكم رحمه الله، نذرتم أنفسكم لعروبتكم وقوميتكم وعقيدتكم، كما رفعتم شعار المحبة الإنسانية ودعوتم للمحافظة على كرامة الإنسان أياً كان، من خلال تفعيله تتحقق العدالة والحرية والاستقلال لكل الناس، على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وقوميتهم.
 
سيدي سمو الأمير،
 
نحن الذين تشرفنا بالعمل بمعية سموكم، وتخرجنا من مدرستكم، بل من جامعتكم، شهدنا جميعاً أجمل وأحلى قصة وفاء.
 
من جامعتكم تخرج الكثيرون، فمنهم من غدا سفيراً أو مديراً أو وزيراً أو رئيساً للوزراء أو نائباً في البرلمان أو عضواً في مجلس الأعيان، ومنهم من تقاعد للراحة، ومنهم من اختاره الله إلى جواره، وإذا أردت ان اعدد واروي سيرة كل من تشرف بالعمل بمعية سموكم، مدنيين وعسكريين، وفي الدوائر التابعة لمكتبكم وهم من كرام الناس، فلا تكفيهم صفحات الجريدة كلها.
 
نحن وكل هؤلاء الإخوة والأخوات الكرام، شهدنا قصة الوفاء، التي ستذكرها الأجيال، وتوثقها كتب التاريخ والسياسة، وكنا نتعلم ونزداد معرفة من سعة اطلاعكم، وعمق علاقاتكم مع مختلف الشخصيات والمؤسسات العالمية، حتى أصبح اسمكم علماً على المستوى الدولي والإقليمي، وسعت إليكم المؤسسات الدولية رئيساً لها أو عضواً فاعلاً ومشاركاً فيها.
 
ومنحتكم الكثير من الجامعات شهادات الدكتوراه تقديراً واحتراماً لعلمكم وشخصكم.
 
وعلى المستوى المحلي، فقد بنيتم يا سيدي جسوراً للتواصل مع الكبير والصغير كنت تعرفهم بالاسم والعائلة والعشيرة، فيشعر كل واحد منهم قربه من سموكم.
 
نعم سمو الأمير
 
من حقكم علينا ان نستذكر عيد ميلادكم لنجدد لسموكم صدق محبتنا ومشاعرنا. ومن حق سموكم ان تشعر بالرضا والراحة والسعادة، وراحة الفكر وهدوء البال، بعد كل هذه السنين التي كنتم فيها ولا زلتم الوجه المشرق الناصع للأردن وأهله، وما زلتم تعملون وتشرفون على بعض المؤسسات بعد تقاعدكم، تواصلون مسيرة الخير والعطاء. كما لا يفوتني ان استذكر إخلاصكم ودفاعكم عن القضية الفلسطينية والقدس ومقدساتها، ففي خطاب سموكم في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث مثلتم الأردن، لخصتم كثيراً من المعاني، ووجهتم رسائل للمجتمع الدولي، حول القضية الفلسطينية ببضع عبارات نذكر ما قلتم بالحرف الواحد (إنني شخصياً امثل الجيل الرابع في أسرتي الهاشمية، التي كان لها شرف قيادة الثورة العربية الكبرى، من اجل استقلال الأمة العربية وتقدمها وازدهارها، فما زالت القضية الفلسطينية التي شكلت عبر العقود الهم الرئيسي لأسرتي والتي دفع جدي حياته ثمناً لها. ما زالت دون حل، لقد اخفق الزمن في ان يكون الترياق لالتئام الجراح، وعلى العكس من ذلك فما زالت تلك الجراح تتعمق وتنزف، على الرغم من مضي عدة عقود، فهناك جيل كامل من الفلسطينيين الذين ولدوا في مخيمات اللاجئين، وترعرعوا وكبروا فيها ولم يعرف هؤلاء في كل الظروف التي عاشوها سوى الموت والرعب والحرمان)
 
والصفحات لا تكفي لذكر جهدكم في خدمة القضية الفلسطينية والقدس ومقدساتها.. قصة وفائكم قصة تحكى للأجيال، فيها كل معاني الخلق الرفيع والنزاهة والبساطة والنبل والصدق والانجاز، والتفاني في حب الـــوطن وأهله، كنت تؤمن بالحــوار لتقريب وجهات النظر، أو لست القـــائل يا سيدي
 
« أنا أؤمن بلقاء العقول، فإذا كان عندك عقل فإنني أحب ان أراه «.
 
اسمحوا لي سموكم باسمي واسم كل المحبين والمخلصين لكم ان نقول :
 
بأننا سنبقى على العهد والوفاء، نحبكم ونخلص لكم، وللعرش الهاشمي وقيادته الحكيمة ما دمنا على قيد الحياة «.
 
ونسأله تعالى ان يحفظكم ويرعاكم بعنايته في حلكم وترحالكم وان يبارك لكم في رزقكم ومالكم وأولادكم وبناتكم وأحفادكم جميعاً.
 
سيدي لا نملك في ذكرى يوم ميلادكم إلا ان نقول لكم بأننا أحببناك ولا تزال في قلوبنا تملك القلب والوجدان.
 
وسيبقى الأردن موطن الحب والوفاء بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله.