Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Mar-2017

قمة تحت سطح البحر - احمد ذيبان
 
الراي - تنشغل أجهزة الدولة الأردنية منذ أسابيع في ورشة عمل، للتحضير لعقد القمة العربية في 29 اذار الجاري، وقد اعتادت وسائل الاعلام في الدول المضيفة للقمم العربية على وصف القمة ب»التاريخية والاستثنائية»، لكن حصاد تلك القمم كان متواضعا، ولست بوارد تقديم «وصفة إحباط « لإفساد أجواء القمة، بل نحن بحاجة الى حفنة تفاؤل، فالمواطن العربي يبحث عن بصيص ضوء وسط ظلام دامس وثمة مفارقة لافتة تتعلق بقمة البحر الميت، فهي تكتسب صفة «تاريخية» لكونها تعقد في أخفض بقعة على سطح الأرض « نحو» 400 متر تحت سطح البحر الابيض المتوسط «، ويقع مكان انعقادها على» مرمى حجر» من الضفة الغربية المحتلة، ولعلها تكون مناسبة للتذكير بقضية فلسطين المركزية، التي تراجع الاهتمام بها خلال السنوات الماضية، لصالح التركيز على «الحرب على الارهاب».
 
ومن جهة أخرى يعتبر هذا البحر الميت ثروة نادرة في العالم، فهو مقصد سياحي أساسي في منطقة دافئة شتاء، ومياهه وطينه تصلح علاجا للعديد من الامراض الجلدية، ومن المؤكد أن القمة ستكون فرصة للقادة العرب والوفود المرافقة، للاستمتاع بأجوائه ومياهه.
 
وفي نفس الوقت للاطلاع عن قرب على الكارثة البيئية التي يواجهها البحر الميت، وتتمثل بانخفاض منسوب سطحه بمعدل يقدر بمتر سنويا، بسبب اعتداء العدو الصهيوني على أهم مصادره.. مياه نهر الاردن وتحويلها الى المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، بالاضافة الى ارتفاع مستويات التبخر منه الى أعلى معدلاتها السنوية، وهو ما يتطلب خطة إنقاذ لهذه الثروة النادرة، وفي هذا السياق طرحت الحكومة الاردنية العام الماضي عطاء، لتنفيذ مشروع ناقل البحرين» الاحمر–الميت»، بهدف تغذية البحرالميت من خليج العقبة على البحر الاحمر.
 
بعد 17 عاما من انعقاد أول قمة دورية في عمان عام 2001 ، تعود القمة مجددا الى الاردن، بعد أن تنقلت بين مشرق العالم العربي وغربه وفي سجل العمل العربي المشترك وإحدى آلياته مؤسسة القمة، كان ثمة دول أكثر فاعلية من غيرها، وهي التي تقع على يمين الجغرفيا العربية والقريبة من فلسطين، بضمنها السعودية ومصر الاردن والعراق وسوريا، وهذه الدول تواجه اليوم تحديات داخلية خارجية هائلة، وهناك العديد من الدول الاعضاء في الجامعة العربية، تعاني من مشكلات اقتصادية وسياسية مزمنة، وإمكاناتها متواضعة وبحاجة دائمة للدعم والمساعدات، والصورة اليوم أكثر بؤسا، فلم يسبق أن عقدت قمة وسط حقل نيران وحروب أهلية وبينية، تجتاح العديد من الدول العربية في نفس الوقت، وتشارك فيها أطراف دولية وأقليمية ومحلية يصعب حصرها وإطفاء هذه النيران وإعادة الاستقرار، ومعالجة الجروح التي سببتها في نسيج المجتمعات، وإعادة إعمار الخراب الناتج عنها يحتاج الى معجزة إلهية.
 
وبإمكان أي مراقب او مهتم بل حتى المواطن العربي العادي، التكهن بنتائج القمة منذ الان وعناوين البيان الختامي ، الذي لن يختلف عما سبقه من مؤتمرات فأرشيف الجامعة العربية يزدحم بكم هائل، من البيانات والقرارات والتوصيات الصادرة عن مؤتمرات القمة، واجتماعات وزراء الخارجية والمندوبين الدائمين، لكنها «ممنوعة من الصرف « بسبب جوهري، هو غياب الارادة السياسية وتقلبات رياح وعواصف الخلافات بين الحكومات العربية، التي أوصلت الوضع العربي الى الحضيض.
 
الأردن معني باستضافة القمة دون أن يراهن كثيرا على تحقيق نتائج نوعية، لكنها مناسبة لعرض أزمته الاقتصادية والتحديات التي يواجهها أمام الحكام العرب، ولان أزمة اللجوء السوري تعتبر أحدى المشكلات الكبيرة التي يواجهها الاردن، فإن انعقاد القمة سيكون مناسبة للتذكير بالاعباء الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والخدمية التي يتحملها الأردن، وطلب المساعدات والمنح لتمكينه من تحمل هذه الاعباء، وحسب الارقام الحكومية فان نسبة اللاجئين السوريين تجاوزت الـ 20% بالنسبة لعدد السكان. ويقدرعدد اللاجئين الذين يقيمون في المخيمات 7% فقط ، في حين أن 93% منهم يقيمون في مدن وأرياف ومحافظات المملكة.
 
Theban100@gmail.com