Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2018

شبه«دويلة» برعاية أميركية،وأُخرى صِناعة تُركِية«في إدلب».. ماذا يُخطِّط الغُزاة؟ - محمد خروب

 

الراي - رغم ما يمكن اعتباره فشلاً تركياً في اللعب على عنصر الوقت،للتّملّص من استحقاقات اتفاق سوتشي،ورغم التلكؤ الذي تبديه أنقرة إزاء إخراج الإرهابيين من المنطقة منزوعة السلاح،التي باتت في حُكم التنفيذ اعتباراً من يوم أمس،فإن ما يتم تداوله أو تسريبه من أخبار حول»المُحاصصة»في الإدارة والقيادة في»المناطق المُحرّرة»،التي تدعو إليها الفصائل الإرهابية وخصوصاً «هيئة التفاوض»،التي تدّعي تبعِية ما يُسمّى»الحكومة المؤقتة»لها،وسعيها الحثيث للإستحواذ– بدعم تركيا – على ادارة محافظة إدلب،(كأن الجيب المُتمرّد الذي ترعاه أنقرة، قد بات جزءاً من الأملاك العثمانية)،تشي كُلها...بخاصة إذا ما أضفنا اليها الانباء،التي تتحدّث عن»حصة»يجري التفاوض عليها،لتكون من نصيب هيئة تحرير الشام/النصرة سابقاً،والكُتل العسكرية والسياسية في المناطق،الذين يصفونها مناطق مُحرّرة،رغم علم الجميع وفي مقدمتها تركيا،ان اتفاق سوتشي يحمل صفة المُؤقّت،وانه مجرد محطَّة على طريق استعادة محافظة إدلب بأكملها الى حضن الدولة السورية،ولم يكن تفويضها اقامة منطقة خفض تصعيد،الا خطوة في هذا الاتجاه.
يرصد المراقبون عن كثب مشهد»التتريك الزاحف»الذي يمارسه الاتراك.سواء في ما خص المناطق المحتلة التي سيطر عليها الجيش التركي بمشاركة مرتزقته في ما يسمى»الجيش الحر»،خلال غَزوَتيه اللتين حملتا اسم»درع الفرات وغصن الزيتون»ام في ما تعلّق بمنطقة خفض التصعيد في ادلب،حيث نجد في تلك المناطق الاعلام التركية وصور اردوغان والمناهج الدراسية التركية في المدارس السورية،فضلا عن لوحات السيارات ولوحات التعريف بالمؤسسات،وتلك المُرشِدة للإتجاهات على الطرق الرئيسية والفرعية،و هذه – وكما هو معروف – اساليب المُستعمِرين  ,وليس اؤلئك الذين يزعمون محاربة الإرهاب الذي يحصرونه في قوات سوريا الديمقراطية «قسد»,ومق اتلي حزب العمال الكردستاني التركي Pkk،وبالتأ كيد ما تكشفه تصريحات الرئيس التركي بان بلاده»لن تنسحب من المناطق السورية التي تحتلّها،الاّ بعد»انتهاء العملية السياسية».
أكذوبة مكشوفة وليس صدفة انها الذريعة ذاتها التي يتمسّك بها المحتل الاميركي في مناطق شرقي الفرات‘حيث قواتِه ومرتزقته وأدواته في قوات سوريا الديمقراطية،الذي بدأ هو الآخر في الترويج لإقامة دويلة شرقي الفرات,يكون عنصرها الرئيسي هم كرد سوريا الذين باتوا – كما كانوا طوال الازمة – مخلَب قط في يد المحتل الاميركي،وهو ما حذّر منه بقوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف،في حديث لوسائل إعلام فرنسية.رافضا في وضوح»محاولة واشنطن ومن خلال حلفائِها السوريين، وبالدرجة الاولى من خلال المُكون الكردي،واستخدام اراضي شرقي الفرات.واصِفا المحاولة بالامر غير الشرعي وغير المقبول، كاشفا النقاب عن ان»الولايات المتحدة نشَّطت خطواتها لإنشاء سلطة موازية،بديلا عن اجهزة السلطة السورية الشرعية.وتعمل – وهنا يُمكن رَصد التماهي بين ما تقوم به واشنطن،وما تحاوِل انقرة تجسيده ميدانيا في ادلب وشمال سوريا – على إعادة وإسكان اللاجئين هناك.مُشيرا الى مسألة غاية في الاهمية وهي»ان الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية اخرى,تُعارِض في الوقت ذاته تهيئة ظروف مواتية لعودة اللاجئين الى الاراضي التي تُسيطر عليها الحكومة السورية الشرعية,وتربِط اي تحرُّك في هذا الاتجاه،ببدء عملية سياسية ذات مصداقية».
من السذاجة الإعتقاد ان واشنطن وأتباعها في الغرب الاستعماري والمنطقة وخصوصا تركيا,التي تحاوِل تطبيع علاقاتها مع حليفتها الاطلسية بعد صفقة إطلاق القس الاميركي برانسون,التي كشفت ضمن امور اخرى,مدى تبعية القضاء التركي للقرار السياسي،أن واشنطن وانقرة والعواصم المنخرِطة في المؤامرة على سوريا والمنطقة,سيُسهِّلون عودة اللاجئين السوريين، او يسهموا في بدء عملية سياسية بين السوريين انفسهم،كي تستعيد سوريا عافيتها وتبدأ عملية إعادة الإعمار وتضميد جراحها,وإزالة اثار الحرب الكونية التي شُنّت عليها.بل سيبذل هؤلاء كل ما في وسعِهم ويوظِّفون ما استطاعوا من الدمى والمرتزقة والفصائل الإرهابية,التي لم فكّوا ارتباطهم بها,وما زالوا يرعونها ويُموِلونها ويقدمِون التسهيلات اللوجستية لها، كما هي حال تركيا مع هيئة تحرير الشام,وحال الجيش الاميركي مع ارهابيي داعش.الذين يدربونهم في قاعدة التنف وينقلونهم بالمروحيات الى شرقي الفرات، كي يُهاجموا الجيش السوري في تلك المناطق وبخاصة قرب دير الزور،وهذا التواطؤ الأميركي مُوثّق ومعروف للعالم اجمع,بالصوت والصورة والوثائق.
في السطر الأخير.. فإن المرحلة المُقبِلة،سواء أكمَلت انقرة التزاماتها وِفق اتفاق سوتشي بشأن إخلاء المنطقة منزوعة السلاح من الإرهابيين،ام ماطلت وراوغ كعادتها،تبدو(المرحلة المُقبِلة) حرِجة ودقيقة ومفتوحة على خيارات عديدة,تقف على رأسها مهمة استعادة إدلب عسكرياً,بكل ما يحمَله هذا الخيار من فُرص ومخاطر أيضاً....والأيام سَتروي.
kharroub@jpf.com.jo