Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Aug-2017

أمين عمّان.. تركة ثقيلة - د. صفوت حدادين
 
الراي - الأمين المعيّن حديثاً لعمّان كسر «تابو» الترهل الاداري في امانة عمّان مبكراً وهو الأمر الذي طالما كان مثار انتقاد المسؤولين والنُخب في الخفاء لكنه لم يكن يوماً ليخرج إلى العلانية وطالما قيل عنه أنه «عش الدبابير».
 
الأمين يريد أمانة رشيقة ولا شك أن مهمته صعبة إن لم تكن مستحيلة ولا ادري إن كانت نسبة نجاحها في هذه الأثناء أمر يعوّل عليه كثيراً.
 
لا نريد أن نحط من عزيمة الأمين المزمع دخول «عش الدبابير» بل نشدّ على يديه للمضي قدماً في تنفيذ هذه الرؤية.
 
هيكلة الأمانة التي طالما التصقت بها تُهم الترهل التي لا تتوقف عند موظفين يشكلون حمولة زائدة أو لا يتوفر لديهم وصف وظيفي واضح بل تتعداها إلى استنزاف موازنتها كرواتب ونفقات موظفين.
 
حمولة الأمانة الزائدة مرتبطة بإدارات سابقة استثمرت إلى حد التفريط بموارد الأمانة.
 
من أين سيبدأ الأمين مهمته التي أسندها إلى هيكلة قيد التهجيز؟
 
الهيكلة ستخرج بمواقع ووظائف معينة وغني عن القول أن ملء الشواغر سينتهي إلى اشغال تلك المواقع والوظائف من قبل موظفي الأمانة الحاليين لكن التحدي الأكبر يكمن في التعامل مع ملف أعداد الموظفين التي تفيض عن الحاجة وستتجاوزه الشواغر المتاحة.
 
وصف أحد المسؤولين حمولة الأمانة الزائدة بأنها «المشكلة الأعتى التي تواجه اصلاحات القطاع العام» فهؤلاء الموظفون، رغم تيقنهم من كون وجودهم في الأمانة بلا فائدة، لا يترددون عن التعامل مع الأمر على كونه حق مكتسب.
 
مشكلة الأمانة ربما تكون الأكبر من حيث الحجم لكنها ليست منفردة فكل بلديات المملكة تعاني من ذات المشكلة مع تفاوت حجمها من بلدية إلى أخرى ولا يخفى على أحد أن الانتخابات (البلدية والنيابية) والمصالح المرتبطة هي المسبب الرئيس للمشكلة المستعصية.
 
كيف سيتخلص الأمين من الحمولة الزائدة؟ القطاع العام لديه ذات المشكلة ولا يملك أن يمتص حتى جزء صغير من حمولة الأمانة الفائضة وبذلك يجب أن يتفتق ذهن المشتغلين على مشروع الرشاقة عن حلول مبتكرة لا تتسبب في زيادة أعداد العاطلين عن العمل رغم إيقاننا بأن الحمولة الزائدة هي بطالة مقنعة على حساب موارد الأمانة وانتاجيتها وسلاسة سير العمل فيها.
 
ليس الهدف هنا وضع عصي في دواليب المشروع لكن نجاح المشروع يعتمد على ايجاد حل حقيقي للبطالة المقنعة هذه وبأقل الخسائر.
 
لماذا لا تفكر الأمانة بخلق فرص عمل عبر شراكات مع مؤسسات خاصة أو بانبثاق شركات مساهمة عن الأمانة.
 
ماذا عن شركة عامة لتدوير النفايات تستغل الحمولة الزائدة وتحولها إلى كتلة منتجة؟
 
لماذا لا تستغني الأمانة عن تعاقدات الانشاءات مع مقاولين وتكلف دائرة من صلبها بتنفيذ المقاولات الكبيرة والصغيرة؟
 
أعلم أن بعض الأفكار قد يستعصي تطبيقه لاختلاف الأسباب لكنها دعوة للأمين الجديد لتحفيز جلسات عصف ذهني داخل الأمانة وخارجها لانجاح المشروع وحمايته من التعثر.
 
تركة الأمين ثقيلة لكنه يدخل الحلبة بخبرة ممتازة في ذات الشأن تؤهله ليكون مفتاح التغيير الحقيقي.
 
sufwat.haddadin@gmail.com