Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Oct-2018

جائزة ملكية - بلال حسن التل

 الراي - أحسست وانا أقرأ ما قاله جلالة الملك عبداالله الثاني ابن الحسين في لقاء جلالته مع مجموعة من الإعلاميين والكّتاب يوم الإثنين الماضي أن جلالته يمنحني جائزة، لأن كلام جلالته أشعرني أنني أستشرف فكر وتطلعات جلالته عن بُعد، وأن هذا الاستشراف مكنني من التعبير عن هذا الفكر وعن هذه التطلعات الملكية في سلسلة مقالاتي، على صفحات الرأي، بخاصة في الأسابيع الأخيرة، فقبل يوم واحد من هذا اللقاء كان مقالي على صفحات الرأي بعنوان»مصارحة الناس بأدوارهم ومسؤوليتهم» وكانت خلاصته استلهاماً لما قاله جلالته بالحرف الواحد»آن الآوان أن يدرك الجميع أن سيادة القانون وترسيخ هيبة الدولة أولوية حتى نمضي إلى الأمام وهذه رسالة واضحة مني للجميع» وفي نفس المقال تحدثت عن دور المسؤولين في اتخاذ القرارات الصعبة وإنفاذ القوانين، وكأني أستشرف ما أكد عليه جلالة الملك عندما قال «لن يتم التهاون مع أي مسؤول أو مؤسسة مقصرة في عملها».

أما مقالي الذي نشرته الرأي بتاريخ 2018/9/26 بعنوان «هستيريا التطاول على بلدنا إلى أين؟» فقد كتبت فيه « في بلدنا يجري التطاول على المعلمين».... وكتبت»في بلدنا يتكرر التطاول على رؤساء الجامعات».....وكتبت»لم تتوقف هستيريا التطاول، التي تجتاح بلدنا عند المؤسسات الرسمية. بل تجاوزتها إلى المؤسسات الخاصة، من خلال محاولات البعض فرض الخاوات على المستثمرين»...وكتبت»لذلك كله صار لابد من سؤالين الأول: هذا التطاول إلى أين سيقودنا، وقد طال أرفع المقامات والمواقع الدستورية في بلدنا؟ أما الثاني فإلى متى هذا الصمت والسكوت على هذا التطاول الذي يهز الثقة بهيبة دولتنا وثم باستقرار وطننا؟».
وفي هذا كله كنت كأنما أستشرف تفكير جلالة الملك عندما قال»يوم كسروا مدرسة..يوم طردوا رئيس جامعة..ويوم أغلقوا الطرق». وهذه جائزة كبرى أن يشعر الإنسان أنه يستشرف تفكير قائد وطنه، وهي جائزة أكبر عندما يأتيه الجواب على سؤاله من أعلى سلطة ومرجعية في وطنه فقد كان جواب جلالته حازماً وقاطعاً على السؤال الذي طرحته في مقالي إلى متى السكوت على هذا التطاول عندما قال جلالته ((«بكفي يعني بكفي» أن تصل الأمور إلى هذا المستوى يعني أنه يجب اتخاذ الإجراءات الحازمة والصارمة لتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، لأن مصلحة الأردن فوق كل اعتبار))، وأعتقد أن هذا الكلام الملكي السامي إشارة إنطلاق لكل مسؤول في بلدنا ليمارس دوره في تطبيق القانون بحزم في دائرة اختصاصه، ليردع كل معتدٍ هيبة الدولة معتقداً أنه فوق القانون.
كثيرة هي الأفكار التي وردت إلى ذهني وأنا أقرأ حديث جلالة الملك للإعلاميين، لكن فكرة واحدة لابد من التأكيد عليها: هي أن جلالة الملك عبداالله الثاني ابن الحسين ملم بكل تفاصيل الحياة اليومية لشعبه، عارف بمواطن الخلل في مسيرة الوطن، ساعياً لمعالجتها، عارفاً بمواطن القوة عاملاً على تعظيمها وهذه صفة الرائد الذي لايكذب قومه.
Bilal.tall@yahoo.com