Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Feb-2019

عجلون.. خطوة تنشلنا من قلب الأزمة
الرأي - كتب - حاتم العبادي - لا يفكر الأردني، في يوم من الأيام، أن يستقوي على دولته، أو يخطر في باله أن يهدم هيبتها، حتى وهو يعاني أوجاعا وآلاما، فهو في ضميره ووجدانه يعلم أن أمنه واستقراره الشخصي والجمعي يرتبط بحفظ مؤسساتها، وإعلاء سيادة القانون فيها، لذلك تجده يعض على جرحه ويتجاوز ألمه ولا يكسر هيبتها أو يمس عنفوانها.
 
في الأردن نختلف ونأتلف، نتخاصم ونتصالح، حول كل شيء، وعلى كل أمر، لكننا نضع لأنفسنا، بحكم التكوين النفسي والذهني والعاطفي، خطا أحمر لا نتجاوزه ولا نتجاهله، ذلك الخط الذي يعلي الوطن ويضعه فوق الجراح، ويرفعه إلى الذرى، حبا لا كرها، يفعل الأردني ذلك مؤمنا بأن الأوطان مصانة لا تمس.
 
تلك ذهنية كل أردني، ذهنية وطنية صافية خالصة، وإذ غضب وانفعل حول أي أمر، فان غضبه ليس إلاّ سحابة صيف، ولحظة عابرة لا تستقر ولا تدوم، وما أن ينتهي غضبه وانفعاله حتى يعود المدافع والحامي لكل شبر فيه، وكل مؤسسة تعتلي أرضه.
 
هذه خصال أهلنا في عجلون، كما أهلنا في كل أرجاء الوطن، لا ينظرون إلى الوطن من ثقب إبرة، إن غضبوا وانفعلوا فإن غضبهم مفهوم، وانفعالهم مفهوم ومقدر، وهم حتما يؤمنون أن الحق يحميه القانون، وأن القضاء يحكم بالعدل.
 
ومن توفاه الله، عليه الرحمة وله المغفرة، ليس أبنا لعجلون أو لأهلنا في عنجرة إنما هو ابن الوطن كله، حزن عليه وترحم الجميع، وكلنا نريد أن نعرف الحقيقة، وتفاصيل ما حدث، نصل إلى ذلك بتحقيق شفاف وقضاء يفصل، ويعطي الحقوق لإصحابها، دون محاباة أو مجاملة، فالقضاء عنوان الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.
 
لقد مرت الأيام الماضية، صعبة على الوطن كله، صعبة على أهلنا في عنجرة وهم يفقدون أبنا للوطن، وصعبة على الوطن وهو يرى غضبا تحول إلى مواجهة مع رجال الأمن الذين هم أبناء الوطن، ومن كل ركن فيه، ذلك كان موجعا مؤلما، بكل تفاصيله وحيثياته.
 
هي لحظة نعي انها عابرة، ونعي أننا في الوطن كلنا حرص على هيبة الدولة التي هي من هيبة المؤسسات واحترامها، فكيف إذا كانت مؤسسات أمنية أمننا معلق بأهداب جنودها الذين يدفعون الثمن من حياتهم ودمهم لأجل أمننا.
 
ندرك يقينا أن ما حدث في عجلون ليس إلا زوبعة تجليها حكمة القادة وعقول الحكماء، في وقت تشتد حاجتنا به إلى إدارات وطنية تؤمن بالأردن، باعتباره ملاذا وحصنا للجميع، نتشارك بصياغة مستقبله بهدوء.
 
في الحقيقة الجميع اليوم مطالب بضبط النفس واستيعاب الغضب ورد الفعل، وعدم الارتهان إلى ردات الفعل الغاضبة، فالجميع خاسر.
 
نعوّل اليوم على إدارة سياسية حكيمة تنتشل مشهد عجلون من قلب الخطر وتعيده إلى سكته الأولى في تكريس حقيقي لإدارات الأزمات بأعلى درجات الإدراك والكفاءة. كل ما علينا فعله العودة خطوة للوراء طالما الناس تقف على رؤوس أصابعها.