Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Jan-2019

بورتریهات ومقتنیات لشهداء الثقافة الفلسطینیة تقاوم غیابهم
عمان – الغد ّ – دم جف منذ ثلاثة عقود لكن أثره ما یزال على نظارة الشھید الفلسطیني حنا مقبل منذ اغتیالھ في نیقوسیا بقبرص العام 1984 ،وإلى جانب النظارة بطاقة عضویتھ في اتحاد الصحفیین العرب مثقوبة برصاصة الاغتیال، وبقربھا لوحة تعید تقدیم ملامحھ لأجیال فلسطینیة لا تعرفھ.
وبحسب (الجزیرة. نت)، فإلى جوار حنا مقبل، لوحة للشھید ھاني جوھریة أحد مؤسسي السینما
الفلسطینیة وأول من التقط صورا للفدائیین أثناء عملیاتھم العسكریة، قبل استشھاده العام 1976.
وتُعرض مقتنیات مقبل ولوحة جوھریة في معرض بعنوان ”اغتیال“، افتُتح في متحف یاسر عرفات بمدینة رام الله الأسبوع الماضي، ، ویقدم رسوما لخمسة عشر من مناضلي الثورة الفلسطینیة الذین نجحوا في عرض الروایة الفلسطینیة من خلال عملھم السیاسي والدبلوماسي والإعلامي، قبل أن یستشھدوا في ظروف مختلفة خلال سنوات السبعینیات والثمانینیات.
وفي لوحة ”ھاني جوھریة“، رسم الفنان عاھد ازحیمان بورتریھ بالأبیض والأسود للشھید المولود في القدس نھایة الثلاثینیات، یتخللھا تصمیم الكامیرا المقاتلة، مع خلفیة من اللون الذھبي، وھو طابع فني یستخدم في رسم الأیقونات الدینیة. ویعتقد ازحیمان أن شھداء الثقافة تحولوا إلى أیقونات تعبر عمن خاضوا معركة تحرر الشعب الفلسطیني باكرا.
وسیلاحظ الزائر للمعرض أن لوحات الشھداء تنتظم في مسار زمني یبدأ بالشھید الأدیب غسان كنفاني الذي اغتالھ الموساد الإسرائیلي في بیروت العام 1972 ،وینتھي بلوحة لفنان الكاریكاتیر ناجي العلي الذي اغتیل في لندن العام 1987.
وكان كنفاني والعلي ممن انتقدوا بالكتابة والرسم السیاسة الفلسطینیة والعربیة في السبعینیات
والثمانینیات، وناقضوا في كثیر من أعمالھم توجھات قیادة منظمة التحریر السیاسیة وعلى رأسھا الرئیس الراحل یاسر عرفات.
وتعرض لوحتا كنفاني والعلي في المتحف ذاتھ الذي یعرض بشكل دائم مقتنیات عرفات خلال حیاتھ النضالیة والسیاسیة، وعلى بعد أمتار من ضریحھ الذي دفن فیھ العام 2004 وما تزال ملابسات رحیلھ و“اغتیالھ“ غیر معلنة حتى الیوم.
ورسم الفنان أمجد غنام لوحة كنفاني تتخللھا نصوص مكتوبة، وقال إن إعادة رسم صور مثقفي الثورة قد تكون محاولة لتوثیق تجربتھم وتخلیدھم، كما أنھا أیضا تكرس فكرھم النقدي المدافع عن المقاومة.
وبین لوحات معرض ”اغتیال“، كانت نادیا میخائیل تتنقل باحثة عن ابن عمھا الشھید ”حنا میخائیل“ ابن رام الله الذي تدرج في تعلیمھ حتى نال شھادة الدكتوراه في العلوم السیاسیة من
جامعة ھارفرد، قبل أن یلتحق بصفوف مقاتلي حركة فتح العام 1968 حیث تفرغ للنضال ضد الاحتلال الإسرائیلي.
تقول قریبتھ إنھ اختفى في أوج الحرب الأھلیة اللبنانیة صیف 1976 ،ومعھ تسعة ثوار أثناء توجھھم بحرا في زورق مطاطي من بیروت إلى طرابلس، ولم تتمكن عائلتھ أو منظمة التحریر من معرفة مصیره رغم سنوات طویلة من البحث.
وفي ركن آخر من معرض “ اغتیال“، رسم بشار خلف الشھید سعید حمامي مدیر مكتب منظمة التحریر في لندن والذي اغتیل العام 1978 ،في لوحة أشبھ بملصق غیر مكتمل.
وتعمد خلف -بحسب قولھ- رسم حمامي بھذه الصورة، في إشارة إلى نضالھ الذي لم یتح لھ أن
یكتمل، وھو یشیر إلى الواقع الفلسطیني الذي ینقصھ الكثیر لیكتمل في صورة مشروع تحرري.
ویوثق المعرض أیضا لوحات للشھداء وائل زعیتر الأدیب والمترجم الذي اغتیل في روما العام 1972 ،ومحمود الھمشري الذي أسس اتحاد طلبة فلسطین بفرنسا واغتیل فیھا العام 1973، ُ ولوحة لعز الدین القلق الذي عِّین مدیرا لمكتب منظمة التحریر في فرنسا خلفا للھمشري واغتیل في باریس العام 1978 ،وأخرى لممثل منظمة التحریر في بلجیكا نعیم خضر الذي اغتیل ھناك العام 1981.
وفي المعرض لوحة رسمھا بشار الحروب للشھید كمال ناصر عضو اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر والمتحدث الرسمي باسمھا، رئیس تحریر مجلة ”فلسطین الثورة“ الذي اغتیل في بیروت ربیع 1973؛ ویجد الزائر ھنا أیضا قصیدة بخط یده مھداة إلى والدتھ مع صورتھما.
ومن بین المقتنیات والصور، سیتأثر كل زائر ببدلة مطویة للشھید ماجد أبو شرار الذي كان مسؤولا عن الإعلام المركزي في منظمة التحریر وصار عضو اللجنة المركزیة لحركة فتح، قبل أن تغتالھ إسرائیل في روما العام 1981 .وقد رسمتھ الفنانة الغزیة دینا مطر بملامحھ السمراء وخلفیة من الأزھار.
وفي ركن آخر، رسم الفنان أحمد كنعان من الجلیل الفلسطیني المناضل والمفكر عبد الوھاب الكیالي ابن مدینة یافا الذي اغتیل في بیروت العام 1981 .ورسم الفنان محمد الحواجري الأدیب والشاعر علي فودة، صاحب قصیدة ”إني اخترتك یا وطني“ المعروفة، والذي استشھد صیف 1982 جراء إصابتھ بقذیفة إسرائیلیة في بیروت.
وفي المعرض لوحة للطبیب والمناضل عصام السرطاوي، رسمھا الفنان منذر جوابرة. وكان السرطاوي قد أسس بعد التحاقھ بالثورة منظمة فدائیة باسم ”الھیئة العاملة لتحریر فلسطین“، وقد اغتیل في نیسان (أبریل) 1983 جنوب البرتغال.
یقول محمد حلایقة مدیر متحف یاسر عرفات إن المعرض الذي سیستمر ستة شھور، یقدم مادة
توثیق مھمة عن أشخاص لھم أثرھم من ناحیة التعریف بالقضیة الفلسطینیة في مرحلة مھمة من الثورة، وكان اغتیالھم مؤشرا على أھمیة الدور الذي قاموا بھ.
ویرید المعرض – بحسب حلایقة – الإشارة أیضا إلى تراث وفكر ھؤلاء الشھداء والذي فشل الاحتلال في طمسھ أو إنھاء أثره بعد اغتیالھم، بحسب قولھ.